صرخة الشيخ سامي الحاج أحمد: حقوق رجال الدين يا سماحة المفتي!

فاجأ خروج الشيخ سامي الحاج أحمد اللبنانيين في صرخته التي اطلقها كبقية المواطنين، حيث اعتدنا مشاهدة المياومين والاساتذة والعمال في الشارع تطالب بحقها، الا رجل الدين الذي غالبا ما كانت توّجه إليه تهم البذخ. فكيف علق كل من المفتي عباس زغيب والشيخ أياد عبدالله، وصاحب الصرخة الشيخ سامي الحاج أحمد، على التحرك الأخير للشيخ الحاج أحمد امام دار الفتوى؟

يقول المفتي الشيخ عباس زغيب “ان الصرخة التي أطلقها الشيخ سامي الحاج أحمد يعاني منها عدد كبير من رجال الدين السنّة والشيعة. ولكن لم يتجرّأ غيره على اطلاقها، وهذا يذكرنا بقول أميرالمؤمنين علي عليه السلام “عجبت لمن لا يجد قوت يومه ولا يخرج للناس شاهراً سيفه”. والشيخ سامي شهر سيف الكلمة التي هي أمضى، وهي سلاحه التي يقاتل به، فكلنا مع الشيخ سامي، ونطالب المرجعيات عند كل الطوائف في لبنان ان يجدوا حلاً لهذه المأساة يحافظون من خلاله على كرامة رجل الدين، لان التسوّل سواء أكان في الطريق أم في المؤسسات هو أمر لا يليق بأحد. وهو هتك للكرامات التي أمرنا الله سبحانه بالحفاظ عليها، وان لم تتم المعالجة فكثر كالشيخ سامي سيفعلون كما فعل”. فمن عادة رجل الدين ألا يُظهر فقره للناس وان يكون عزيزا، ولكن الالم الذي أظهره الشيخ سامي يعلن عن وجود طبقة من رجال الدين فقراء. من هنا نطالب دار الفتوى والمجلس الشيعي الاعلى بوضع حد لهذه الظاهرة، وهي تحتاج الى علاج عبر المرجعيات الدينية، وان يُؤّمن لرجل العلم الطبابة والعلم ليتفرغ للتبليغ، لان العالم اذا قام بامتهان أية مهنة فان الناس لا ترحمه. علما انه في إيران رجل الدين يعمل كبقية الناس”.

إقرأ ايضا: الشيخ سامي الحاج أحمد يرفع الصوت بوجه دار الفتوى

من جهة ثانية، يؤكد الشيخ إياد عبدالله ان “صراحة الوضع مبك، والحالة التي أظهرها الشيخ سامي موجودة لدى كثير من المشايخ في لبنان، والصورة عنهم انهم أغنياء غير حقيقية فالوضع في دائرة الاوقاف سيئ جدا حيث يدفعون 200 ألف ليرة على الامامة والخطابة، أي ما يوازي 133 دولار، وهو لا يكفي بدل فاتورة تلفون. والامام الساعي في قضايا الناس كيف يكون وضعه خاصة اذا كان معيلا، انهم ينتقمون من أهل العلم”.

وردا على سؤال، قال الشيخ عبدالله “اليوم رجال العلم الذين عينوا قضاة او مساعدين قضائيين هم المرتاحون ماديا، اضافة الى مدرسي الفتوى رغم انهم فئة رابعة، اضافة الى من يستفيد من الواسطة في التثبيت. اما الفئة الغالبة فهم فقراء وهم الذين يكتفون بالإمامة لخمس مرات يوميا أيّ 150 مرة بالشهر. مما يكلفه 450 ألف ليرة بدل بنزين شهريا، فكيف يعيش؟ ولولا ان العديد منهم يدّرس اختصاصا ثانيّا كالأدب العربي والا لما استطاعوا العيش بكرامة. اضافة الى ان التعليم الديني في المدارس يقدّم 7500 ليرة للاستاذ، بدل الساعة، عكس الأستاذ في التعليم العادي الذي يتقاضى 35 ألف ليرة. وهذا الأمر مقصود  من أجل إيجاد شخصيات متطرفة. ومن هنا من واجب دار الفتوى والمؤسسة الدينية الاسلامية السنيّة مراعاة مسؤوليتها”.

ويشرح سرّ الازمة، بالقول “كانت الامارات تقدّم 250 دولار شهريا لكل شيخ، لكن توقفت بعد الازمة الأخيرة مع قطر  حيث اتهموا المشايخ بدعم الاخوان المسلمين وكثيرون دفعوا الثمن بسبب وشايات. اما السعودية فكانت تقوم ببناء المساجد والمؤسسات الانتاجية”.

و”هذه مساوئ المؤسسة الإسلامية الدينية، لان الاوقاف هي المسؤولة عنا، علما ان أوقاف بيروت أغنى من أوقاف المناطق اذ يُدفع  للشيخ مليون ليرة في بيروت، و200 ألف ليرة في المناطق، من هنا ستخرج اصوات كثيرة لتعلن رفضها للواقع المأساوي”.

علما انه لدى الطائفة السنيّة 900 شيخ، في الوقت الي لا موارد مالية للقضاء الشرعي السني، والراتب فقط 200 ألف ليرة دون أية  تقديمات او منح تعليمية.

اما صاحب المشكلة الشيخ سامي الحاج أحمد، قال لـ”جنوبية”: “بقيتُ أنا وعائلتي لخمس ساعات على الطريق، ولم يقدموا لنا أية نتيجة. والكل يسأل من يقف وراء الشيخ؟ أنا أستاذ فتوى منذ 25 سنة،  لكن لا تثبيت ولا طبابة ولا منح مدرسية. وهذه المهزلة التي اعيشها استفادت منها قناة “الجديد” في خلافها مع دار الفتوى، حيث ان اعتصامي تم منذ شهر، لكن القناة لم تعرض التقرير الا اليوم بسبب خلافها مع دار الفتوى”.

“مع الاشارة الى ان من لامني على اخراج اولادي معي، فقد اشترطت على “الجديد” تغطية وجوه أولادي وتعهدوا لي بذلك، الا انهم أخلفوا في وعدهم.

وأكد الشيخ سامي الحاج أحمد، قائلا “قدوتي هو الحسين الذي خرج وعائلته. فقالوا لي انت شيعي!. ونحن نذهب فرق عملة. علما اني ابن فلاح، أدرس واعمل، ويوجد مثلي كثيرون. لكن لم يخرجوا لانهم يخافون، ولكن اتمنى ان يصل صوتي الى من يعنيه الأمر. مع العلم ان رجل العلم يجب ان يعيش مكّرما حتى لا يقف على باب السلطان. فعندما طالبت بتثبيتي قالوا لي لقد صرت فوق السنّ ولا يحق لك”.

إقرأ ايضا: قضية المفتي قباني تعود الى الواجهة.. فهل سيحال الى القضاء؟

وختم سماحته “أنا وأمثالي من المشايخ الفقراء لسنا بالنسبة لدار الفتوى سوى “كومبارس”، اذا كان هناك مؤتمر او حفل استقبال لزعيم سياسي فانهم يدعوننا ليزيّنوا بنا الجلسة. فخالد حبلص وزريقات لم يكونوا هكذا، بل هم انحرفوا نتيجة الوضع القائم”.

السابق
مي مطر تندب زوجها بأغنية حزينة أبكت المتابعين
التالي
«بيلبوردز أوتسايد إيبينغ، ميزوري وبيرد» يحصدان جوائز غولدن غلوبز (الكرة الذهبية)