نحن شعب الله المختار؟

الشيخ حسن مشيمش
صديقي عالم دين شيعي زارني في بيتي ليقدم لي كتابا ألفه بعدما بذل جهدا عظيما في تأليفه أنفق من طاقاته ووقته سنوات حتى أتمه وأخرجه بعنوان.، نحن الشيعة الفرقة الوحيدة الناجية يوم القيامة وسائر فرق المسلمين إلى جهنم.

وبعدما قمت بما يجب أمام الضيف صدمته بقولي :
أنا أعتقد بأن أمة محمد صلى الله عليه وآله ستفترق إلى 73 فرقة كلها في الجنة إلا واحدة وهي فرقة المنافقين وبمقتضى صحة هذه الرواية عندي فإن كل كتابك لا أؤمن به لأنه يستند إلى رواية صحيحة بنظرك لكنها ليست صحيحة بنظري .
وكذلك الأمر أنا بقولي هذا أستند إلى رواية صحيحة بنظري وليس صحيحة بنظرك فأنت حر بقناعتك ونظرك وأنا حر بقناعتي ونظري فلا أنت ولا أنا ولا أحد من الخلق معه تفويض من رب العالمين بمحاسبة العباد على أفكارها هنا في الدنيا إن الحساب على الأفكار هو حصريا بيد الله سبحانه يوم القيامة
فعلق بقوله :
إن ما سمعته عنك قبل المجيء اليك يبدو أنه صحيح.
قلت له بالتأكيد ليس كل ما تسمعه عني هو غير صحيح ولا كله صحيح لكن أحيطك علما أنا منذ سنة 1998 بدأت يا صديقي بقراءة كل سطر في مذهبي الشيعي قراءة جديدة وبعقلية جديدة وبقواعد وآليات في التفكير جديدة فمن الطبيعي أن أخرج عن كثير من معتقداتكم وفتاواكم ، وإن كتابكم هذا كله لا أؤمن بصحته لأنه كله يستند إلى رواية غير صحيحة وفق قناعتي كما ذكرت لك آنفا .

إقرأ أيضاً: حرية الرأي وحزب الله: الشيخ حسن مشيمش إنموذجا (1/2)

وأرغب أن أقول لك شيئا في غاية الأهمية بنظري وهو :
ليس من البطولة ولا من الإنصاف ولا من العدل أن تؤلف 20 كتاباً في نقد مذاهب الآخرين ولا تؤلف مقالاً واحداً في نقد مذهبك.
مع علمك اليقيني بوجود فجوات خطيرة في جدار معتقدات مذهبك وفتاواه.
ومع يقينك بأن مذهبك ليس مذهبا إلهيا 100% ، ولم يوقع عليه رسول الله (ص ) بختمه الشريف ليبرأ ذمة من عمل به من دون التحقيق بأي سطر من سطوره.
يا صديقي :
انتقادك لمذاهب الآخرين مهمة سهلة ويسيرة ومربحة وتجلب لك غنائم من قومك مادياً كالخمس والزكاة والهدايا والتبرعات ومعنوياً أيضا وليس فيها شيء من البطولة والإنصاف والعدل إن البطولة والإنصاف والعدل والتجرد صفات عظيمة تُحْرِزُها حينما تنتقد مذهبك.

إقرأ أيضاً: ماذا تقول الفعاليّات الشيعيّة عن حرية النقد في قضية الشيخ مشيمش(2/2)

لكنك أنت تهرب من هذا الإنتقاد لأنه سيجرك لمواجهة مع قومك وإلى تضحية في مواجهة متحجريه ومتعصبيه الذين يعتقدون بأن حقائق الله تعالى كلها في مذهبهم ، وبأن الحق يدور معهم كيفما داروا ، وبأن الجنة خلقها الله لهم حصريا وبأنهم شعب الله المختار وأنهم الطائفة الوحيدة الناجية من نار جهنم.
وأنت لا تريد مواجهتهم لأنك لا تريد أن تحرز شرف التعفف عن الغنائم والتضحية وفضيلتها وأوسمتها عند الله سبحانه.

السابق
اعتصام للموظفين المصروفين من تلفزيون المستقبل
التالي
في بيتنا كرسي متحرك!