الصاروخ الحوثي على الرياض والعدّ العكسي للحرب…

بعد الصاروخ الحوثي على الرياض اليوم، المعركة الإيرانية - السعودية تتخذ منحى خطيرا، قد يتوجه نحو المواجهة المباشرة.

أعلن الحوثيون صباح اليوم الثلاثاء 19 كانون الأول صاروخاً باليسيتاً استهدف قصر اليمامة في الرياض، وفيما اشارت وكالة رويترز أنّ” دوي انفجار قد سمع في الرياض وأنّ شهود عيان قد رأوا دخاناً يتصاعد”، أصدر التحالف العربي بياناً أكّد فيه أنّ الدفاع الجوي في السعودية قد اعترضت الصاروخ، لترد المملكة من جانبها بغارات ضربت مواقع للحوثيين جنوب صنعاء.

في سياق هذه التطورات أعلنت قناة “المسيرة” التابعة للحوثيين أنّ “قصور النظام السعودي وكافة المنشآت العسكرية والنفطية في مرمى الصواريخ الحوثية”، مؤكدة أنّ “الضربة الباليستية افتتاح لمرحلة جديدة من المواجهة مع السعودية”.

اقرأ أيضاً: السعودية ستهاجم قبل أن تُهاجم وتنقل المعركة الى ايران

هذه المرحلة الجديدة من المواجهة جاءت بعد ضوضاء إعلامية، بدأت بفليم سعودي تحت عنوان “قوة الردع السعودي” استعرض القوة السعودية العسكرية بقيادة ولي العهد محمد بين سلمان، كما أظهر الفيلم تصوراً للحرب على إيران، حيث عرض مشاهد لتدمير القواعد العسكرية الإيرانية إضافة إلى مفاعل بوشهر النووي.
في المقابل أعلنت إيران مؤخراً عن صنع صاروخها الباليستي الجديد “ذو الفقار”، الذي لا يرصده الرادار.

فهل بدأت الحرب الإيرانية – السعودية؟

موقع “جنوبية” في هذا الصدد تواصل مع العميد الركن نزار عبد القادر الذي أكّد لنا أنّ “الحرب المباشرة قد بدأت بين إيران والسعودية، ولم تعد بين الحوثيين والتحالف”.
مضيفاً “تكرار استهداف العاصمة السعودية ومطارها بصواريخ مداها ألف كيلومتر، هذا يعني أننا أمام تحوّل خطير جداً في مسار الحرب اليمنية، وهذا الانحدار الحاصل بواسطة هذه الصواريخ يؤشر إلى أنّ إيران قد دخلت بثقلها العسكري الفعلي إلى جانب الحوثيين في مواجهة السعودية ودول التحالف”.

واعتبر عبد القادر أنّ “هذا التطور ينبئ بإمكانية تعرض الإمارات لقصف صاروخي مقره اليمن، وجود هذه الصواريخ المتطورة والتي لا يملكها بالأصل اليمن حتى في عز أيام وجود دولة علي عبد الله صالح يؤشر إلى أنّ إيران قد قررت فعلياً الدخول كطرف أساسي في هذه الحرب ولكن تحت عنوان أنّ الحوثيين هم الغطاء وإيران هي الفاعل في الميدان”.

متابعاً “هذه الصواريخ لا تملكها في كل المنطقة سوى إيران حالياً ونعتقد أنّ إعطاءها للحوثيين مع الخبراء الذين يتقنون إطلاقها يؤشر إلى إمكانية انتقال الحرب في اليمن قد تحضر في الواقع وبصورة تدريجية إلى مواجهة مباشرة بين إيران ودول التحالف”.

ورأى عبد القادر “أنّ هذه الخطورة ستؤدي في الواقع إذا لم يجرِ تداركها بعقلانية مطلقة من قبل جميع الأطراف الإقليمية والدولية، إلى حرب إقليمية واسعة ستشارك فيها عدة دول عربية وغير عربية”.

مشيراً إلى أننا “أمام تطور خطير جداً وهذا التطور لا بد في الواقع أن يدفع سواء الأطراف العربية أو إيران إلى إعادة حساباتهم بشكل يمكن تجنب التدهور إلى حالة المواجهة المباشرة بين القوتين، أبشع ما يمكن أن تصل إليه إيران والسعودية ومعها الإمارات ودول الخليج هو السقوط في حرب مدمرة وعلى الجميع أن يتذكروا ماذا حدث في هذا الشرق وماذا حدث في إيران وما هي الأثمان التي دفعها الطرفان العربي والفارسي بعدما تجاهل الجميع في العام 1980 خطورة الإنزلاق إلى الحرب بين العراق وإيران”.

ليخلص عبد القادر بالقول “ليذكر الجميع مئات الالاف من القتلى وما حدث للعراق والحصار الذي واجدته إيران وما هي تكلفته الكبيرة على الشعب الإيراني وعلى المجتمع الإيراني وعلى الاقتصاد الإيراني وبأنّه قد أدّى بالفعل إلى تدمير العراق وإلى تعميم حالة من الفوضى كانت من إحدى أبرز وأخطر ظواهرها انتشار الارهاب وقيام الخلافة الإسلامية على مناطق واسعة من سوريا والعراق والتي ما زلنا حتى الآن نعاني منها وكلفت مئات الاف الأرواح ومئات المليارات من الدولارات”.

اقرأ أيضاً: لهذا يهدد محمد بن سلمان بنقل المعركة الى داخل ايران

والجدير ذكره ان ولي عهد السعودية محمد بن سلمان كان قد اعلن منذ شهور ان المملكة تعتبر الصواريخ الايرانية الباليستية التي يطلقها الحوثيون على المملكة تتحمل مسؤوليتها طهران، وان السعودية لن تصبر لترى الحرب وهي تندلع على اراضيها، بل انها سوف تنقل المعركة الى الاراضي الايرانية.

فهل ستشهد الساعات القادمة ردّا عسكريا سعوديا على اطلاق الصاروخ الحوثي – الايراني عليها يقلب يفتح فصلا جديدا من الصراع الدموي القائم في المنطقة؟

السابق
شجاعة قائد دبابة مصري تلهب مواقع التواصل
التالي
أزمة تعيين السفراء تهدّد العلاقات السعودية اللبنانية