وحدهم الحمقى والموتى الذين لا يغيرون آراءهم!

الشيخ حسن مشيمش
منذ سنة 1998 وأنا أمارس الكتابة في مواجهة ثقافة حزب الله وسياسته ومعتقداته.

وفي سنة 1998 ألفت كتابا بعنوان ( فجوات خطيرة في الوعي الديني ) وكشفت فيه عن مخاطر نظرية ولاية الفقيه من الناحية الدينية ومن الناحية السياسية وقد صادره مني بعد طباعة 500 نسخة منه جهاز أمن حزب الله بقوة سلاحه وهذه القضية يعلم بها عموم أهل بلدتي كفرصير الجنوبية وكافة أصدقائي من علماء الدين ومسؤول مخابرات الجيش اللبناني في منطقة النبطية الضابط علي نور الدين الذي عبر لي وجها لوجه عن عجزه من حمايتي من جهاز أمن الحزب!

اقرأ أيضاً: مسلسل الغارات مستمر

وبعد سنة 2004 انفتحت على الصحف اللبنانية كصحيفة السفير وصحيفة النهار وصحيفة البلد ورحت أمارس فيها الكتابة الثقافية المفخخة سياسيا على قاعدة التلميح أبلغ من التصريح والإشارة أفصح من العبارة ضد ثقافة حزب الله وسياسته ومعتقداته وارتهانه لإيران بالمطلق للسلطة المطلقة التي تحكمها متمثلة في ولاية الفقيه، فمعارضتي لثقافة حزب الله حزب ولاية الفقيه وسياسته ومعتقداته الدينية ليست حديثة ولا طارئة، إنها نتيجة مسار طويل كنت ناشطا به دينيا وسياسيا تحت راية جماعة الخميني وقيادته في إيران ولبنان بدأت به سنة 1980.
ولأنني أؤمن بالمعادلة الذهبية والحكمة النورانية التي تقول:
[وحدهم هم الحمقى والموتى الذين لا يغيرون آراءهم مطلقا]
شاءت الأقدار وعناية الرحمة الإلهية التي تسدد للصواب بلطفها وحنانها من يطلب الصواب ويضحي في سبيله وشاءت الظروف الإجتماعية والسياسية والأمنية والعسكرية والفكرية والفلسفية والفقهية أن أغير رأيي لكي لا أكون في عداد الحمقى والموتى وأن أخرج من ظلمات الإعتقاد بنظرية ولاية الفقيه وجحيمها على ديني ووطني ومصير شعبي إلى نور الإعتقاد بولاية العقل والديمقراطية والعلمانية ومبادئ حقوق الإنسان وحرية الفكر وحرية الرأي السياسي، وأن أعلم علماً يقينيا بأن ارتباط حزب الله حزب ولاية الفقيه بولاية الفقيه الإيراني ارتباطا مطلقا سياسيا ودينيا وأمنيا وعسكريا يتناقض هذا الإرتباط مع العهد اللبناني ومع الميثاق اللبناني ومع الدستور اللبناني وإن الإسلام أمر بالوفاء بالعهود والمواثيق والدساتير ونهانا نهيا عظيما عن النكث بها واعتبر ذلك من أعظم أنواع الخيانة وإن الله لا يحب الخائنين، فواهمٌ من يعتقد بأنني أكتب ما أكتبه اليوم ضد حزب ولاية الفقيه طمعا في مال هذه الدولة وتلك الدولة.

السابق
عن تعاون الاردن وتركيا في سبيل مجابهة قرار ترامب بحق القدس
التالي
اسرار الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 9 كانون الاول 2017