الاعلام اللبناني يوصد بابه أمام «المحجبات»… ومعاناتهن مستمرة

الحجاب
أثارت الصحافية اللبنانية فاطمة عثمان على مواقع التواصل الاجتماعي قضية المحجبات العاملات في الشأن الصحافي. فاطمة ترى ان حجابها عائقاً لتوظفها، خصوصاً وأن المؤسسات الإعلامية اللبنانية والعربية على حدّ قولها تضع فيتو على توظيف المحجبات لإعتبارات تتعلق بسياسات لها علاقة بصورة نمطية يراد منها عزل المحجبات وإعاقة سير عملهن خصوصاً في المجال المرئي والذي يتطلب ظهوراً على الكاميرا.

عبر قناة الاوروينت، تلازم ظهور فاطمة مع الكاميرا، وعرفها المشاهدين بتعاطفها مع أزمة النازحين السوريين، فكانت تنقل بالصوت والصورة مآسي السوريين في مخيمات اللجوء المنتشرة على الأراضي اللبنانية.

ترى عدة وسائل إعلامية أن المظهر الخارجي هو الشرط الاساسي من شروط العمل، ورفض توظيف المحجبات، سببه أن الحجبا يرمز إلى فئة دينية معينة، أو تيار ايديولوجي محدد، حيث ان الاعلام يجب ان يمتاز بالحياديه.

هذا الفيتو على الفتاة المحجبة في لبنان والوطن العربي الذي تعج فيه غالبية مسلمة، حاول الغرب كسره وعلى وجه الخصوص قناة الـ”بي بي سي” حين عينت المذيعة المحجبة فاطمة ينجي لتقديم النشرة الإخبارية عن أحداث “نيس” الإرهابية حين قام إحد الإسلاميين بدهس عشرات الأشخاص الفرنسيين.

اقرأ أيضاً: بيان يدعو إلى مقاطعة «الجديد» والسبب.. الحجاب!

وقام الكثيرون بإنتقاد القناة وإعتبروا أنها من خلال السماح لمذيعة محجبة بالظهور على شاشة التلفاز فإن الـ”بي بي سي” تقوم بالترويج للفكر الإسلامي المتشدد وللعبودية بحق المرأة، وردت حينها القناة أن السماح للمرأة المحجبة بتقديم النشرة الإخبارية يعود من إقتناع تام بحرية الفرد الفكرية والعقائدية.

ولكن رغم وجود ما يزيد عن الثمانية أقنية تلفزيونية لبنانية، إلا أن تلك الوسائل تقنن توظيف الفتيات المحجبات لتقديم البرامج الإخبارية والإجتماعية على شاشة التلفزة وترفض عزل المحجبة وتوظيفها في الكواليس.

بدأت مسيرة فاطمة الإعلامية مع موقع “رواد”، وحاولت البحث لاحقاً عن فرص عمل في مؤسسات اعلامية جديدة، إنتقلت لاحقاً إلى قناة الاوروينت السورية، وتحولت إلى مراسلة ميدانية تنقل الأحداث عبر شاشة التلفاز.

اقرأ أيضاً: في الجامعة الأمريكية: استاذ يحقّر طالبته بسبب الحجاب!

في الوقت الحالي تواجه الشابة أزمة توظيف بسبب حجابها. المشكلة، لا تتعلق بفاطمة شخصياً، إنما تمس كل المحجبات المتخرجات من كليات الإعلام المرئي في لبنان والعالم العربي. تقول فاطمة لـ”جنوبية” أنه واضح جداً أن المؤسسات الإعلامية تفضل الفتاة غير المحجبة على الفتاة المحجبة، لأن المؤسسة الإعلامية تهتم بالمظهر والملابس دون مراعاة الخبرة.

فاطمة قالت لموقع “جنوبية” ان هنالك عشرات الفتيات المحجبات الكفوءات اللواتي يستحقن أن يتوظفن في البرامج التلفزيونية، ولكن ما يهم الوسائل الإعلامية هو “البرستيج”. وتكشف عثمان عن أنها بعد توقفها عن العمل، حاولت البحث عن وظيفة إلا ان الوسائل الإعلامية اللبنانية والعربية التي تقدمت عليها كانت صريحة جداً في القول انها صاحبة خبرة ولكن يصعب قبول طلب توظيفها بسبب حجابها، وتضيف “إنهم يريدون أن يوصلوا فكرة بأن المرأة المحجبة هي امرأة متخلفة وتوظيف امرأة محجبة يتعارض مع أهدافهم”.

إن المرأة المحجبة لا تجد صعوبة بخوض غمار المجال الإعلامي فقط، بل إنها تواجه أيضاً رفضاً لتوظيفها في ميادين اخرى ومن ضمنها المصارف.

السابق
«ورقة المبادىء الـ 12».. نزع «العربية» عن الجمهورية السورية
التالي
مرحلة «التريث».. هل تنتهي قريبا؟