نصرالله الذي بدأ خطابه بإعلان الانتصار المبدأي على داعش في سوريا والعراق، مشيراً إلى استعداده لسحب قواته وذلك حينما يتم الإعلان رسمياً عن القضاء على التنظيم الإرهابي، أعاد التشديد على دورهم كحزب الله وعلى الدور الإيراني في دحر الإرهاب من المنطقة مسائلاً السعوديين “متى قاتلتم داعش؟”.
إلى ذلك توّج نصرالله كلمته بالشكر لكل من الدولة الإيرانية، وقائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، والقوات الروسية، متوقفاً عنج الدور الرائد لكل منهم ولاسيما لسليماني في عملية القضاء على داعش.
خطاب نصرالله الذي اكتفى في شقّه المتعلق بجامعة الدول العربية، التأكيد على عدم ضلوع حزب الله لا بحرب اليمن ولا بالصواريخ الباليستية داعياً إلى الوقوف عند ما يعانيه اليمنيون من حصار وأوبئة، قابله تمسك بالسلاح بحيث ربطه نصرالله بالاستقرار اللبناني لافتاً إلى مباركة أي طاولة حوار تجمع الأفرقاء اللبنانيين عند عودة الرئيس سعد الحريري.
اقرأ أيضاً: فلسطين وكذبة الصراع بين محوري «المقاومة» و«الاعتدال» بسبب اسرائيل
فهل قدّم نصرالله في خطابه ما يريده العرب ولا سيما دول الخليج؟
في هذا السياق أكّد الكاتب والمحلل السياسي خيرالله خيرالله في حديث لـ”جنوبية” أنّه “لاجديد في خطاب حسن نصرالله. كلام قديم ينفي فيه الواقع ويعتبر اللبنانيين والعرب مجموعة من السذج يستطيع أن يضحك عليهم ساعة يشاء وكيفما شاء. مع ان تورط “حزب الله” في قضية خليّة العبدلي في الكويت ليس الا دليلا ، بين آلاف الادلة، على أنّ كلام الأمين العام لـ”حزب الله” لا علاقة له بالواقع، بل هو أقرب إلى سعي إلى القفز فوق هذا الواقع”.
مضيفاً “المشكلة أنّ نصرالله يعتقد أنّ المحور الذي يمثله حقّق “انتصارات” ضخمة وكاسحة، في حين أنّ الحرب الأهلية السورية ما زالت في بداياتها وأنّ سوريا صارت الآن مناطق نفوذ لقوى أجنبية عدّة في مقدّمها روسيا وإيران واسرائيل، فضلاً عن تركيا واميركا”. وتساءل خيرالله “هل تحوّل سوريا إلى مناطق نفوذ لقوى اجنبية انتصار باي شكل؟”.
متابعاً “لا اعتقد أنّ نصرالله مهّد لأي انسحاب من سوريا أو العراق. قد يقدم على خطوة ما يمكن تفسيرها بأنّها انسحاب وذلك لأسباب داخلية، أي لأسباب مرتبطة بالوضع الشيعي لا اكثر. في النهاية، لا يوجد قرار اسمه قرار “حزب الله”. القرار إيراني. فهل تعتقد إيران أنّ الانسحاب من سوريا والعراق يستطيع أن يتخذه حسن نصرالله وان موعد الانسحاب حان؟”.
وبحسب خيرالله فإنّه “على الصعيد الداخلي اللبناني، لا يوجد من يستطيع التحاور مع الآخر في ظرف طبيعي. هذا عائد إلى أنّ “حزب الله” يريد أن يكون سلاحه جزءاً من المعادلة السياسية اللبنانية. لا حوار سياسياً بين طرف مدني وطرف مسلّح. هذا ليس حوارا. لذلك انهارت التسوية التي تشكّلت بموجبها حكومة سعد الحريري والتي كانت قائمة على “النأي بالنفس””.
وخلص الكاتب والمحلل السياسي إلى أنّه “يظل أنّ الخيار الوحيد أمام اللبنانيين اليوم هو ضبط النفس ورفض العودة مجدداً إلى حكومة بشروط يضعها “حزب الله”. مثل هذه العودة هي الطريق الأقصر لعزل لبنان عربياً والطلاق بينه وبين دول الخليج حيث يعمل نصف مليون لبناني”.
اقرأ أيضاً: أبعد من استقالة.. إنه مصير لبنان
من جانبه رأى الصحافي علي الأمين، أنّه “في خطاب السيد نصرالله اليوم محاولة لتحسين صورة حزب الله وتلميعها من دون ان يهاجم السعودي او آل سعود، هو قدم نفسه كناطق باسم الممانعة ليعلن النصر على دولة الخلافة في العراق والشام، من دون ان يغيب عن باله الاشادة بالجنرال قاسم سليماني حين وصفه بالرجل الاستثنائي في معركة البوكمال والمعارك ضد داعش.، وكاد ان ينسى الدور الروسي لولا استدراكه بعد دقائق هذا الامر فعاد وشكر روسيا. وبطبيعة الحال فهو ادرج واشنطن في المحور الذي دعم وغطى ومول داعش”.
مضيفاً “في هذا التجميل لصورة حزب الله قدم نفسه باعتباره حاجة للاستقرار الاقليمي فهو انتصر على الارهاب، وهو من يعادي اسرئيل، معتبرا ان سلاح حزب الله هو سبب استقرار لبنان وهو سبب اساسي في الانتصار على الارهاب، لذا ابدى استغرابه ودهشته لادراج الجامعة العربية على لائحة الارهاب”.
وأشار الأمين إلى أنّ السيد نصرالله وفي سياق خفض سقف الخطاب “اعلن انه لم ولن يتدخل في اليمن، في اشارة ضمنية الى انه مستعد لتقديم هذه الورقة للرئيس سعد الحريري او لمن يريد”.
لافتاً إلى أنّه
“في مسألة مستقبل الوضع في لبنان فإنّ أمين عام حزب الله قد ربط بين سلاح حزب الله والاستقرار، معتبرا ان تدخل العرب اليوم هو ما يهدد الاستقرار، لذا قال للذين اجتمعوا في القاهرة تريدون الاستقرار في لبنان؟ حلو عن لبنان”!.
