تكتم وغموض في قضية «الناشطة» او«العميلة» جنى ابو دياب!

رغم مرور أيام على بث خبر إلقاء القبض على الصبية اللبنانية "جنى ابو دياب" من قبل "شعبة المعلومات" في بيروت بتهمة التعامل مع الموساد الاسرائيلي، الا انه لا معلومات حول نتائج التحقيق معها. مما ترك لغطا بين الناشطين في اطار القضية الفلسطينية في بيروت وبين الناشطين بشكل عام.

جاء في الخبر الرسمي انه: “أكدت مصادر أمنيّة توقيف “شعبة المعلومات” في الأمن العام، جنى بشير ابو دياب، مواليد ١٩٨٦ الجاهلية، بجرم التعامل مع “الموساد” الإسرائيلي في مكان اقامتها في Luna’s hotel الحمرا. وجرت مداهمة منزل ذويها في دميت، الطريق العام، بناية الانوار، وجرى تفتيشه. والموقوفة ناشطة اجتماعية ورئيسة “جمعية معا” الى فلسطين”.

إقرأ ايضا: اعتقال المخرج زياد دويري: الشارع اللبناني ينقسم بين المقاومة والعمالة!

كما غرّد الوزير وليد جنبلاط حول الموضوع على صفحته عبر “تويتر” معلقا على الموضوع “بالنسبة لجنى ابودياب أليس افضل ان ننتظر نتائج التحقيق وحكم القضاء العسكري قبل الاسترسال بالاتهام، وذلك من اجل الموضوعية. وجهة نظر فقط”.

وقد علق ناشطون لبنانيون كالعادة، ومن مختلف الاتجاهات، حول الموضوع، لكن معظمهم طلب الترويّ قبل الحكم على ابو دياب.

فكتب احدهم: “بركات بن سلمان على لبنان بدأت بالظهور مبكرا فيما يبدو، فقد يتحول الناشط في ليلة وضحاها الى عميل ويقبض عليه ويزج في السجون”.

كما إنتشر هاشتاغ #الحرية_لجنى بعدما إعتقلت قوات الأمن اللبنانية الناشطة جنى أبو دياب بتهمة العمالة.

اما أصدقاء جنى فوصفوها بـ”المناضلة”، وصدموا بالخبر،  كما رفضوا التهمة الموجهة اليها على اعتبار “أنها كرست حياتها لأجل الشعب الفلسطيني، وتعرف جيداً المعاناة التي سببتها اسرائيل لفلسطين، ولا يمكن ان تكون عميلة على حساب الشعب الذي اعتبرته شعبها وقضيتها الأولى..”.

وجنى شابة ثلاثينية من سكان بلدة دميت، رفض ابناء قريتها الجاهلية التهم الموجهة لها، حيث ذكروا أن البلدة لطالما خرّجت مقاومين من الطراز الكبير، ولا يمكن ان تقدّم اي دعم للموساد، وكونها لا تزال رهن التحقيق فيمكن ان يكون ثمة سوء تفاهم”.

ومن المعلوم ان عائلة ابو دياب من انصار الوزير السابق وئام وهاب. وكان البعض قد ذكر لـ”جنوبية” ان صمت الوزير وئام وهاب متطابق مع مواقف سابقة له، حيث انه لا يعلق على هذه المواضيع قبيل اصدار الحكم. وثمة امثلة كثيرة حصلت في هذا الاطار.

فجميع اصدقائها هم من الفلسطينيين. ونتيجة دعمها لقضية الفلسطينية فقد منحتها السفارة الفلسطينية جواز سفر فلسطيني فخرياً.

وبحسب المقربين من جنى، فهي لبنانية الجنسية، فلسطينية الهوى، تربت وكبرت على حب القضية الفلسطينية على اعتبارها قضية عربية اساسية ومركزية يجب الحفاظ عليها والنضال من اجلها حتى النصر، اذ تعتبر ان مناصرة قضايا اللاجئين الفلسطينيين في لبنان احدى اهم اولوياتها الاجتماعية.

وقد نقل احد الناشطين الفلسطينيين ان جنى ابو دياب انها منحت الجنسية الفلسطينية خلال عهد السفير عبدالله عبدالله، لذا فانها  تحمل الجنسية الفلسطينية، وقد حاولت تجديد الباسبور الا انه تم رفض ذلك مؤخرا في عهد السفير الحالي.

وفي محاولات عديدة للتواصل مع ناشطين فلسطينيين ولبنانيين في العمل الانساني للاجئين تبيّن انها غير معروفة في هذه الاوساط. اضافة الى بعض الناشطين في الحراك المدني البارزين الذين اكدوا انهم لم يلتقوا بها ولم يسمعوا عنها شيئا.

وكان “المنتدى الاشتراكي” قد اصدر موقفا يندد بقمع الحريات في لبنان، الا انه تراجع عنه خاصة ان القضاء لم يقل كلمته بعد حتى اليوم.

إقرأ ايضا: حفلة Tomorrow Land تطبيع مع اسرائيل أم تواصل فضائي؟

وسيعيد “المنتدى” التعبير عن موقفه المؤيد لما يصدر عن القضاء اللبناني، سيما ان الموضوع يلفه الغموض حتى الان. والمعلومات شحيحة حول القضية. فهل ستكون الحقيقة صادمة للمتابعين ام ان الظلم وقع على هذه الناشطة؟.

والسؤال الذي يضجّ في رأس الجميع:هو ان “المعلومات” تكشف العملاء والمتعاونين مع “الموساد”، والذين يطبّعون مع الاسرائيليين ثقافيا وفنيا وهلمجرا.. لكن لم تلقِ القبض عليهم. لدرجة ان البعض يتحوّل الى بطل قومي، كما هو حال المخرج زياد دويري مؤخرا.

 

السابق
وصول زوجة ونجل الرئيس الحريري إلى قصر الإليزيه
التالي
ماكرون يغرد مستقبلاً الحريري: أهلاً وسهلاً!