بعد الحكم على الشرتوني: «القومي السوري» يستبدل قانصو برئيس مصالحة

يستعد الحزب القومي السوري الاجتماعي لجولة انتخابات داخلية ستجري في الرابع من تشرين الثاني القادم، وهي دورة إنتخابية إستثنائية يجريها الحزب لإنتخاب رئيسه ومن ثم انتخاب رئيس عمداء المجلس الاعلى.

في الأسبوع الماضي، اتت إستقالة رئيس الحزب ووزير الدولة لشؤون مجلس النواب في الحكومة اللبنانية علي قانصو بشكل مفاجئ ومتكتم، مبرراً خطوته بسبب انه لا يمكن للحزب ان يكون رئيسه وزيراً في الحكومة اللبنانية.

إستقالة قانصو طغى عليها مشهد خسارة الحزب القومي السوري الإجتماعي قضائياً، ملف حبيب الشرتوني الذي أصبح ملاحقا قضائياً محلياً ودولياً، بعد حكم الاعدام بسبب ثبوت تورطه في عملية إغتيال الرئيس السابق بشير الجميل، وقد شهدت الساحة اللبنانية إستغناء صريحا وواضحا من قبل الأحزاب الحليفة للقوميين عن قضية الشرتوني وعلى رأسهم حزب الله، وترك القوميون برآسة قانصو يصارعون وحدهم.

مصدر مطلع على ملف الحزب القومي، قال لـ”جنوبية” ان “الأزمة مع علي قانصو نشأت نتيجة عمله في الحكومة المتعارض مع القانون الداخلي للحزب، فعمله كوزير يراه البعض انه اثر بشكل او بآخر على أدائه في المجلس الاعلى”.

اقرأ أيضاً: النائب مروان فارس لحلفاء «القومي»: لولا حبيب الشرتوني ما كان لكم وجود!

وكانت الأزمة بين المجلس الاعلى للحزب القومي ورئيسه علي قانصو قد بدأت قبل حوالي عام من الآن على خلفية تعيين قانصو وزيراً في حكومة الرئيس سعد الدين الحريري، وبحسب المصادر فإن “الحديث ان أسباب الإستقالة فقط لأن لقانصو مهاما وزارية ما هي إلا تبرير سطحي لما يحدث. فمن المستحيل، ان يكون الحزب جاهلاً لقانونه الداخلي حين تم تعيين الوزير قانصو في الحكومة، كذلك كان من الممكن ان يتوخى الحزب الأزمة الداخلية التي يمر بها في الوقت الراهن عبر إقتراح إسم شخصية قومية سورية من اجل تولي المهام الوزارية بدلاً عن علي قانصو”.

وتشير الاجواء الحزبية إلا ان الخلاف الذي ادى إلى إستقالة قانصو، ابعد بكثير من حقيبته الوزارية.

اقرأ أيضاً: عن الذين سرقوا بطولات القوميين الحقيقيين

اما عن الرئيس الجديد فيقول المصدر انه “سيأتي بالتزكية، ولكن لن يكون الرئيس السابق للحزب أسعد حردان. إن الشخصية المرجحة أن تتولى قيادة دفة الحزب القومي كما يصفها المصدر تكنوقراطية، مقربة من أسعد حردان، وسيوكل إليها مهمة إعادة هيكلة قضايا الحزب، وإيلاء المزيد من الرعاية للصفوف الشبابية التي تبدي امتعاضها من السياق الكلاسيكي للنهج الحزبي، وإعادة بلورة العمل العسكري والسياسي، خصوصا وان الأشهر الاخيرة أظهرت الخلافات الحزبية الداخلية بشكل كبير على الإعلام، ومواقع التواصل الاجتماعي”.

إن ملف توحيد الحزب بشقيه اللبناني والسوري الذي يترأسه وزير المصالحة في الحكومة السورية الحالية علي حيدر، يُعد من القضايا المهمة التي كان على الوزير قانصو متابعتها بدقة، لذلك فانه من المرجح أن يكون على الرئيس الجديد تسريع آلية التصالح بين الحزب القومي السوري فرع لبنان، ومجموعة جورج عبدالمسيح التي يتبعها القوميين السوريين في سوريا.

السابق
القضاء يحكم بإعادة فتح محاكمة دعوى عائلة الضحية حسن شمص
التالي
هكذا حوّل الارهابيون السيارات الى اسلحة قاتلة!