بعد استقالته من رئاسة كردستان العراق: مسعود البارزاني سيرة إرث من زعامة كردية

مسعود برزاني
ردا على فشل الاستفتاء الذي جرى في 25 أيلول الماضي، وذلك بعد ان توجه الجيش العراقي الاتحادي وسيطر على منابع النفط في كركوك والمناطق المتنازع عليها، قدم مسعود البارزاني استقالته من رئاسة اقليم كردستان.

جاء اعلان رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني (71 عاما) عن نيته بعدم الاستمرار في منصبه، ليخرج الاكراد من انصاره الى الشارع حاملين هراوات غاضبين، وقد اقتحموا مبنى برلمان كردستان العراق في أربيل بحسب “رويترز”.

ففي خطاب له، يوم أمس الاحد، قال مسعود البارزاني، من داخل البرلمان، إنه يجب “عقد اجتماع من أجل الا يحدث فراغ قانوني، في مهام وسلطات رئيس الإقليم مطلع تشرين الثاني”.

وبحسب شبكة “روداو” الكردية، ان ما حدث هو “استقالة من المهام التشريعية والتنفيذية والقضائية”. ومرّد ذلك بحسب محللين سياسيين الى ما حدث ليلة 16 تشرين الأول الذي عُدّ حينها خيانة عظمى، في إشارة إلى انسحاب القوات الكردية من كركوك. وأكد مسعود أن البشمركة حاولت تفادي المواجهة.

اقرأ أيضاً: الموقف التركي من دولة كرديّة في شمال العراق

وابدى استهجانه لموقف واشنطن مما حدث، التي وقفت متفرجة. وقد عُد ذلك تهرّبا من تحديات ما بعد الاستفتاء بشأن الانفصال عن العراق. وذلك برأي “المدن”.

ففي رسالة له إلى برلمان اقليم كردستان، قال البارزاني إنه لا نيّة لديه لتمديد ولايته التي تنتهي خلال أيام، وأبدى رغبته بأن توزع السلطات التي كان يتمتع بها على مسؤولين آخرين، وطلب من البرلمان الانعقاد لإيجاد من يخلفه في المنصب.

علما ان الأكراد قد صوتوا، في 25 أيلول، بأغلبية كبيرة لإنفصال كردستان عن العراق وسط اعتراضات من بغداد وإيران وتركيا وصمت أميركي فاضح.

فمن هو مسعود البارزاني؟
مسعود البارزاني، ولد في “مهاباد” الايرانية عام 1946 هو ابن زعيم الثورة الكردية الملا مصطفى البارزاني الذي اعلن لاحقا دولة “مهاباد” الكردية بدعم سوفياتي، غير ان هذه الدولة لم تدم سوى 11 شهرا، فقد هرب مصطفى البارزاني مع مجموعة من مقاتليه من المنطقة، فانتقل مع أفراد عائلته وآلاف من أبناء عشيرة بارزان الى العراق.

ولعائلة البارزاني مكانة دينية في كردستان، وتاريخ طويل في العمل في سبيل حقوق الأكراد، فالسلطات العثمانية أعدمت جده مسعود الشيخ عبد السلام بارزاني عام 1914 بعد قيادته تمردا مسلحا ضد الحكم التركي لكردستان.

التحق مسعود بصفوف البشمركة عندما بدأ والده حملة مسلحة ضد الحكومة العراقية. وشارك مع شقيقه إدريس في الوفد الكردي خلال المفاوضات التي جرت مع الحكومة العراقية في بغداد في آذار 1970، والتي أدت إلى صدور اتفاق الحكم الذاتي لكردستان.

وبعد وفاة والده في أميركا، اختير مسعود عام 1979 كرئيس للحزب الديمقراطي الكردستاني. وبعد حرب الخليج الأولى عام 1991 وانتفاضة الأكراد ضد الحكومة العراقية تغيّرت الحياة السياسية للبارزاني، وذلك حسبما نقل موقع “بي بي سي عربي”. فتحوّل مسعود من زعيم حزب ضد بغداد، إلى رجل دولة في كردستان العراق. وكان التنافس مع الرئيس الراحل جلال طالباني زعيم الاتحاد الوطني الكردستاني على أشدّه.
ففي عام 1996 طلب البارزاني مساعدة حكومة صدام حسين، وفي المقابل كانت إيران تدعم حزب جلال الطالباني، ما أدى إلى انقسام منطقة كردستان العراق إلى منطقتين يديرهما حزبان. لكن بعد معارك طويلة، وقّع البارزاني والطالباني في واشنطن اتفاقية سلام عام 1998.
وقد تعاون الحزبان مع القوات الأميركية التي غزت العراق عام 2003، كما تشاركا في مؤسسات الحكم في محافظات دهوك وأربيل والسليمانية.
وفي 12 حزيران عام 2005 انتخب البارزاني كأول رئيس منتخب للإقليم كردستان. واعيد انتخابه للمرة الثانية 2009. ومن بعدها كرت سبّحة التمديد لعامين انتهت في آب 2015 وهو ما اعتبر إنقلاب على الدستور وفاقد للشرعية.

اقرأ أيضاً: مأزق إقليم كردستان؟

وقاتلت قوات الحكومة العراقية المدعومة من الولايات المتحدة والقوات شبه العسكرية المدعومة من إيران والمقاتلين الأكراد جنبا إلى جنب لهزيمة الدولة الإسلامية بعد اجتياحها لشمال العراق واحتلالها الموصل عام 2014، لكن تحالفهم تداعى مع اقتراب إلحاق الهزيمة الكاملة بالمتشددين.
وبعد التصويت في الاستفتاء الكردي في 25 تشرين أول، أمر رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي القوات العراقية بالسيطرة على مناطق متنازع عليها بين بغداد وأربيل.

وسيطرت القوات العراقية على مدينة كركوك والتي تقع خارج الحدود الرسمية لإقليم كردستان في 16تشرين الأول، فعدّ الأكراد خسارتها ضربة رمزية ومالية قوية لحملتهم لأنها تقلص عائدات النفط إلى النصف وتجعل قيام دولتهم المنشودة شبه مستحيلة.

 

السابق
«حزب الله» بين واشنطن وحي السلّم
التالي
قريبة الأسد تشتم وتصفع أحد الجنود دون أي خجل ورادع!