تسليم كركوك.. وتفاصيل الصفقة مع إيران

كركوك
دخول القوات العراقية بشكل مفاجىء الى كركوك وطرد البيشمركة الكردية منها الذي جرى قبل اسبوع تكشفت اسراره، فقد تم الكشف عن صفقة سرية بين حزب الاتحاد الكردستاني وقاسم سليماني كانت هي المفتاح السحري الذي فتح بابها دون مقاومة.

أدَّى قرار رئيس اقليم كردستان العراق مسعود البارزاني بإجراء استفتاء على الاستقلال، رغم الاعتراضات العراقية والإقليمية، إلى نتائج عكسية تماما، فبدلاً من أن يؤدي الاستفتاء إلى فتح الطريق للدولة الكردية، أدى إلى انقلاب في مصير أكراد العراق، وذلك بحسب الـ”واشنطن بوست”. هذه التطورات بخَّرت الحلم الكردي.
فقد اندلعت المواجهات بعد محاولات الجيش العراقي والاكراد في محاولته مدّ سيطرته إلى الإقليم في 20 تشرين الأول.
وبعد سقوط كركوك، زاد الشقاق بين البارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني التابع لجلال الطالباني الرئيس الراحل، خاصة بعد سماح الاتحاد للقوات العراقية الرسمية بدخول كركوك.
وتنقل الـ”واشنطن بوست”، ان الحكم الذاتي الذي حصل عليه الاكراد عام 1970 تعرض لهزّة قوية بعد45عاما بسبب الرفض الإقليمي.

اقرأ أيضاً: مأزق إقليم كردستان؟

فقد ظنّ مسعود البارزاني أنَّ موقف واشنطن سيكون داعما، وأنَّ إيران وتركيا لن تسيرا بأي موقف سلبيّ. اذ تعرُّض رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لضغوط جمة من أجل كبح جماح التوسع الكردي. وحاولت واشنطن افهام القيادة الكردية بتأجيل الاستفتاء، لكن وعلى ما يبدو ان مستشاري البارزاني اوصلوا الرسالة خطأ.
كما جاء قاسم سليماني، القائد العسكري الإيراني إلى أربيل قبل الاستفتاء بهدف إقناع مسعود البارزاني بالعدول عن موقفه، لكن جهوده باءت بالفشل.
حيث تبيّن ان لقاءا عاجلا عقد على بحيرة دوكان، جمع الرئيس العراقي فؤاد معصوم، والزعيم مسعود البارزاني، تم خلالها اجراء صفقةً تسمح للقوات العراقية بدخول كركوك.
وثمة صفقة سرية، أخرى، شكّل أحد طرفيها ابن الرئيس السابق الراحل جلال الطالباني وأرملته، خلال مراسم عزاء طالباني في بغداد. ومن المعروف ان حزب الاتحاد الكردستاني يتمتع بعلاقاتٍ قوية مع إيران.
هذه الصفقة تسمح بالإدارة المشتركة لكركوك، مع بقاء قوة من البشمركة قوامها 700 جندي في المحافظة، إلى جانب قوات الشرطة العراقية المحلية وقوات الأمن الكردية. كما تفضي الصفقة تسليم الأكراد حقول النفط، والقواعد العسكرية، والقاعدة الجوية، وقواعد الجيش.
ويُعد هذا الاتفاق ضرورياً لكركوك بسبب الضغوط الاقتصادية والاعباء المالية المترتبة عليها والحصار الذي بدأت تتعرض له بعد اعلان نيتها اجراء الاستفتاء.

اقرأ أيضاً: تحالف سري بين أميركا وإيران تسبب في هزيمة الأكراد في كركوك

وبالعودة الى الوراء قليلا، فقد شكل التقدم السريع لقوات «الحشد الشعبي» والحكومة العراقية مفاجأة في كركوك، إذ سقطت أغلب المواقع الكردية في أطراف المدينة دون مقاومة تذكر.
ليتبين أن قوات بافيل طالباني نجل الزعيم الكردي الراحل، جلال طالباني، انسحبت من معظم المواقع دون قتال، تاركة قياديين في الاتحاد الوطني الكردستاني دعم. ومع الوقت تبيّن ان تفاهمات بين جماعة الطالباني والقوات العراقية بدأت تظهر. بحسب “القدس العربي”، حيث اتهمت “البشمركه” الاتحاد الوطني بـ”الخيانة الكبرى لكردستان”. وبإخلاء “بعض المواقع الحساسة لقوات الحشد الشعبي والحرس الثوري الإيراني بدون مواجهة”.
وبحسب مصادر كردية فإن مهندس هذه الصفقة بين حزب طالباني والحكومة العراقية، قائد فيلق القدس الإيراني، قاسم سليماني، قد أمضى اليومين الأخيرين في السليمانية بعد زيارة التعزية التي قام بها بوفاة الراحل جلال طالباني.
ومن جهة ثانية، تكتسب عملية كركوك أهمية إقليمية، تتجاوز تصفية الحسابات بين حزبين كرديين. تؤكد إصرار إيران على منع تنامي أي كيان غير موال لطهران في مناطق نفوذها في العراق.
وتكتسب كركوك أهمية خاصة بالنسبة لتركيا التي ترى ان الهوية الأساس لكركوك هي التركمانية”. بحسب “الجزيرة. نت”.

السابق
أين مصلحة إسرائيل من انفصال الأكراد عن العراق؟
التالي
«الطفيل» ممنوعة على أبنائها… حتى الأموات منهم!