مجلس النواب يقرّ الموازنة دون وفر ومع عجز 5 مليارات دولار

بعد جلستين صباحية ومسائية امس، اقر مجلس النواب موازنة العام 2017 عبر التصويت بالمناداة، باكثرية 61 صوتا ومعارضة 4 نواب وامتناع 8 عن التصويت. وصدق المجلس على مواد في قانون الموازنة كانت لجنة المال والموازنة قد الغتها او خفضت ارقامها.

أخيراً أقِرّت موازنة مالية سنوية للدولة للمرّة الأولى منذ العام 2006، وإنْ كانت لسنة 2017 التي تنصرم. وتساءلت “الجمهورية” هل ستقَرّ موازنة 2018، أم سيعود المعنيون سيرتهم الأولى ليتّخذوا أرقام موازنة 2017 للإنفاق على القاعدة الاثني عشرية، لتجنّبِ انفجار صاعق قطع الحساب الذي يتمّ تهريبه مع كلّ حديث عن دفعِ موازنة لئلّا يتسبّب بانفجار لغم مبلغ الـ11 مليار دولار الضائعة منذ العام 2006؟ وعلمَت “الجمهورية” أنّ رئيس الحكومة سعد الحريري سيدعو مجلس الوزراء الى جلسات متتالية لمناقشة موازنة سنة 2018 أيام الثلثاء والاربعاء والخميس من الاسبوع المقبل، على ان يدعو رئيس مجلس النواب نبيه بري الى جلسات تشريعية لمناقشتها وإقرارها في مهلة أقصاها شهراً.

وكانت جلسة أمس برئاسة رئيس المجلس نبيه بري وحضور رئيس الحريري، انطلقت بمناقشة قسم الإنفاق وموازنات الوزارات والموازنات الملحقة، فأقر بند احتياطي الموازنة البالغ 1388 بليون ليرة لبنانية. كما أقرت البنود المتعلقة بنفقات رئاسة الجمهورية ومجلسي النواب والوزراء، كما لحظها مشروع الموازنة.

إقرأ ايضًا: جلسة الموازنة: إنتقادات للسلطة.. والحريري يدافع

وبحسب “النهار” برز  في الجلس أمس بوضوح غياب الرؤية والخطة المالية في ظل طغيان منطق الخدمات الانتخابية اذ ان التصويت على بنود الموازنة طيّر الوفر الذي اقترحته لجنة المال والموازنة التي يعقد رئيسها النائب ابرهيم كنعان مؤتمراً صحافياً اليوم يعرض فيه تفاصيل ما تبقى من الوفر المقترح. فقد سقطت خفوضات كثيرة كانت أوصت بها اللجنة، في ملعب الهيئة العامة، ما دفع رئيسها كنعان الى القول: “يبدو ان لكل جمعية ملائكتها ولكل وزارة من ينصرها ولا يجوز ان تعود الامور الى ما قبل رقابة لجنة المال”، في حين اعتبر زميله النائب حسن فضل الله أن “مداولات 4 أشهر في لجنة المال ذهبت هباء وطارت بفعل التنفيعات والمحاصصات”.

كما ان  مناقشات أمس في مجلس النواب دفعت بري الى وصف الاجراءات بـ”الترقيع” في غياب خطة واضحة يعمل عليها وزير الاقتصاد رائد خوري كما صرح لـ”النهار”. فعلى جدول أعمال مجلس الوزراء في بعبدا اليوم بند (الرقم 35) يتضمن طلب الموافقة على اجراء دراسة حول مستقبل لبنان الاقتصادي للسنوات الخمس المقبلة تحت عنوان “هوية لبنان الاقتصادية”.

وقدمت “الجمهورية” قراءة اقتصادية بعيداً من القراءة السياسية ولعبة عضّ الاصابع، تُظهر هذه الموازنة هشاشة الوضع المالي في البلاد. وعلى رغم كل ما قيل عن وفرٍ تحقّق بفضل مراجعة لجنة المال والموازنة للقانون، يتبين انّ العجز السنوي يقترب من نحو 5 مليارات من الدولارات، وهو رقم اكثر من مُقلق على المستوى المالي.  ويأتي هذا العجز على رغم الوفر الحقيقي الذي تحقَّق جرّاء انخفاض اسعار النفط، وتراجُع حجم الدعم المالي لشراء الطاقة لمصلحة كهرباء لبنان بنحو 800 مليون دولار.

وإلى ذلك، ليس واضحاً في الارقام ما إذا كانت الواردات الاستثنائية التي دخلت الى الخزينة جراء الارباح الاستثنائية على الهندسات المالية التي أجراها مصرف لبنان، قد تمّ تقييدها في باب الواردات، وهي تقدَّر بنحو 800 مليون دولار أيضاً. بما يعني انّ هناك وفراً يناهز الـ1600 مليون دولار.

وعلى رغم ذلك، وصل العجز الى رقم قياسي. وهذا يعني ايضاً، انّ الايرادات ستخسر في السنة المقبلة مبلغ 800 مليون دولار الذي جنته جراء الضرائب على ارباح الهندسات المالية، وبالتالي، سيكون خفض العجز، او حتى الحفاظ على مستواه الحالي، ضرباً من الخيال. ومع احتساب الزيادة التي ستطرأ على خدمة الدين العام بسبب نموّه السنوي بنسبة 8%، يمكن القول إنّ الأزمة تزداد تعقيداً مع الوقت.

وفي تفاصيل الجلسة، تحدث “الشرق” عن  انسحاب وتقبيل، إذ إنسحب وزير الدولة لشؤون النازحين معين المرعبي من الجلسة، كما أعلن انسحابه من الوزارة والنيابة، اعتراضا على عدم تخصيص بعلبك الهرمل وعكار باعتمادات للاستملاكات.
وحاول رئيس مجلس النواب نبيه بري ثنيه عن المغادرة وقال له: “لا يمكن للمجلس ان يضيف اعتمادات الى الموازنة”، الا انه غادر غاضبا.

إقرأ ايضًا: مناقشة مشروع الموازنة يبدأ اليوم: وضرائب جديدة ستفرض على المواطنين
لكن المرعبي عاد لاحقا الى الجلسة وفور عودته، بادر المرعبي إلى تقبيل كلّ من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة سعد الحريري.

ونقلت “الانوار” كلام النائب سامي الجميل: “نحن ما عم نناقش لانو متحفظين على كل الذي يحصل بموضوع هذه الموازنة وقطع الحساب. واعلن النائب انطوان زهرا ان القوات تصوت مع الموازنة، لكن ضد نشرها”.

واعتبر وزير المالية علي حسن خليل ان اقرار الموازنة انجاز حقيقي يسجل ويعيدنا الى انتظام الوضع المالي، والاسبوع المقبل سنبدأ بتحديد مواعيد لمناقشة موازنة 2018.

اما رئيس الحكومة سعد الحريري فقد اشار الى ان التوافق السياسي السائد في البلد هو ما اوصلنا الى هذه النتيجة وسأل: من يتحدث عن هدر وفساد، ماذا فعل حين كان في السلطة سابقا؟

السابق
اكتشاف عملية تزوير بيع عقار في بشامون
التالي
بعد اتهامه بالعمالة لاسرائيل «الحلبي» يتحدث لـ«جنوبية»: مرتزقة إيران يشيطنون المقاومين!