شركة كاسبرسكي تخترق الأمن القومي الأميركي

لم يعد من الممكن إحصاء عدد الخروقات الروسية للأمن القومي للولايات المتحدة الاميركية، فمحاولة الرئيس الروسي فلادمير بوتين بوضع يده على اميركا تبدو حثيثة ولا تقتصر على دعمه للرئيس الاميركي الحالي دونالد ترامب خلال الحملة الإنتخابية السابقة بوجه هيلاري كلينتون، بل لدى هذا الخرق تاريخ قديم، كان اخرها، ما كشفت عنه صحيفة "وول ستريت جورنال" عن قيام الكرملين بخرق جهاز الامن القومي الاميركي والإستيلاء على معلومات امنية بالغة السرية، ويعود هذا الخرق إلى عام 2015.

فقد كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” عن حصولها على معلومات من قبل جهة رفضت الإفصاح عن إسمها، وجاء بالمعلومات المسربة للصحيفة أن روسيا قامت بسرقة معلومات إلكترونية بالغة الخطورة من حاسوب عامل سابق في وكالة الامن القومي الأميركي.

وكان الموظف الذي لم يتم ذكر أسمه ايضاً، قد حمل معه المعلومات السرية على حاسوبه الخاص، ورجح المصدر بأن تكون شركة “كاسبرسكي” الروسية قد ساهمت في سرقة المعلومات عن الحاسوب، ذلك ان الشركة الروسية توفر أنظمة حماية للكومبيوترات من الإختراق، وقالت الصحيفة ان الموظف السابق كان قد إستخدم نظام “كاسبرسكي” لحماية جهازه المحمول.

ووصفت الصحيفة هذا الخرق بأنه الأكثر خطورة وقد يكون الأكبر بتاريخ الولايات المتحدة الأميركية، اما صحيفة الواشنطن بوست فقالت أن الموظف الذي تسبب بالخرق تم طرده من وظيفته عام 2015.

إقرأ أيضاً: اختراق بيانات عسكرية أمريكية لصالح «داعش»

وفي شهر تموز الماضي، قالت مجلة “فوربس” الاميركية ان الشركة الروسية “كاسبرسكي” تسهل عملية قرصنة الحسابات للمستخدمين، وتقدم خدمات لجهات روسية رسمية إستخباراتية. ورجحت المجلة ان تكون الشركة تقوم بالمساهمة في عملية تخريب البيانات على اجهزة الكومبيوتر، وقالت ” ان هنالك مخاوف بشأن ارتباطات الرئيس التنفيذي للشركة يوجين كاسبيرسكي بالكرملين.”

وأشارت “نيويورك تايمز” إلى ان الخرق يأتي كحدث أمني ضخم بعد البلبلة التي سببها العميل في وكالة السي أي إي ادوارد سنودان، حين سرب ملفات سرية عن العلاقات الخارجية للولايات المتحدة الاميركية. وتستعد الولايات المتحدة الاميركية لمحاكمة هارولد مارتن المتهم بتسريب معلومات خطيرة عن وكالة الامن القومي ايضاً.

إقرأ أيضاً: اختراق أمني في اسرائيل: علم حزب الله معلّق على منزل مسؤول الأمن!

الوضع هذا دفع إحد نواب الولايات المتحدة الاميركية للقول ان على وكالة الامن القومي ان ترفع رأسها من الرمال وتحل أزمة الموظفين المتعاقدة معهم.

ومن جهة اخرى، تعيش الولايات المتحدة الاميركية في الوقت الراهن ظروف إستثنائية بسبب الملفات التي تكشفها بإستمرار صحيفة “واشنطن بوست” عن علاقة أفراد في إدارة ترامب بروسيا، وتدور شكوك حول أن يكون ترامب شخصياً على علاقة سرية بالرئيس بوتين، دفعت الاخير إلى دعم حملته الإنتخابية التي أدت إلى وصوله إلى سدت الحكم الاميركي، كذلك تستعد المحكمة الاميركية لإستجواب رئيس شركة فيسبوك مارك زكربوغ، بسبب الحسابات الوهمية الروسية التي نشطت على صفحات موقعه خلال الحملة الإنتخابية السابقة والتي ساهمت في تشويه صورة كلينتون على حساب الترويج الإيحابي عن ترامب.

السابق
أحمد شلاش.. «المستقبل» وريفي والبطولات الوهمية!
التالي
«نداء الدولة والمواطنة»: نداء وطن أم نداء طائفة؟