اشتباك «داعشي – كردي» لإعادة رسم الخارطة السورية

الاكراد
البغدادي يطلّ في زمن الاستفتاء الكردي في أربيل، فما الرابط بين الحدثين؟ ومن يسبق الآخر في الانتصار في هذه المعركة المفصلية؟ وكيف يفسر الاحداث الباحث السياسي توفيق شومان؟

أذاع تنظيم “داعش” الارهابي، تسجيلا صوتيا جديدا عبر الإنترنت لزعيمه ابو بكر البغدادي، في محاولة لتكذيب الاخبار الواردة سابقا عن مقتله، والذي تسببّ في انشقاقات كبرى داخل صفوف التنظيم. ولم يتضح حتى الان تاريخ التسجيل الذي بلغت مدته 46 دقيقة.

اقرأ أيضاً: الكرد السوريون: أجرينا استفتاءنا وهذا ما نطمح اليه

وكان البغدادي قد شغل الاعلامين العربي والعالمي بخبر مصيره ومكان تواجده، كما شغل اسامة بن لادن من قبله العالم بأسره. وقد تداولت وسائل اعلام عالمية الخبر على انه قتل مع ثلاثة من اقربائه في الأنبار.
وحول سرّ عودته عبر صوتية، غير مؤكدة، يوم أمس في توقيت لافت، اضافة الى ارتباط ظهوره باعلان محافظة كردستان نيتّها الانفصال عن الدولة المركزية في العراق، واقامة دولة كردية صافية. اضافة الى الضربة القوية التي حصلت اليوم في ديرالزور، اضافة الى سقوط اكثر من 40 جندي سوري، واكثر من 14 من مقاتلي حزب الله في حمص، هل يمكن القول ان “داعش” عاد وبقوة؟

توفيق شومان
يرى المحلل السياسي توفيق شومان، ردا على اسئلة “جنوبية” بالقول: “بالمبدأ، ان اكثر من طرف اعلن سابقا ان المستهدف من قصف الطائرات الروسية هو البغدادي، وبالتالي انه قتل في احدى الغارات، وعلى رأسهم الروس. ولكن لم يكن ثمة تأكيدات عن خبر مقتله”.
ويضيف شومان “اعتقد انه كان هناك تسرّع في اعلان مقتله، ولكن هل علينا ان نفصل بما له علاقة بين ما جرى في كردستان واعلان مقتل زعيم تنظيم داعش. ويبدو وكأنه هناك حالة من نقل المنطقة من حرب الى حرب بالوقت الذي يبدو ان العراق والمنطقة متجهان الى الاعلان عن انتهاء الحرب، فان ذلك يعني الابقاء على المنطقة بحالة حرب مستمرة”.
ويلفت الاعلامي شومان الى انه “في مكان ما يمكن ربط بما له من ظهور للبغدادي بما جرى في كردستان، وايضا اطلالته الجديدة التي تعني انه يوجد حرب يخوضها “داعش”، وحرب يخوضها الاكراد”.
“ومن جانب آخر، الاهداف تظهر ان التنظيم يريد ان يقول اني ما زلتُ موجودا، وبالتالي سيستمر في القتال”.
وعن علاقة العدد الكبير لقتلى الجيش السوري اليوم في دير تدمر والبادية، اضافة الى عناصر حزب الله بظهور البغدادي؟ قال توفيق شومان “المعركة في دير الزور مرتبطة بالاكراد وليس بالبغدادي، ويجب القول ان الاكراد يشاركون بقوة في معارك ديرالزور. والسؤال هل سيُسيطر الاكراد المدعومين أميركّيا على المنطقة، ام الجيش السوري المدعوم روسيّا. فالطرفان يتصارعان حول تقاسم النفوذ، الامر الذي يعني ان دير الزور مرتبطة بهما مباشرة”.

اقرأ أيضاً: الكعكة السورية.. مخطط وتقسيمات غربية والعرب غائبون

ويؤكد “من دون شك ان أمن العراق ومستقبله متربط بمعركة دير الزور، فـ”صالح مسلم” الكردي السوري، قائد قوات سورية الديموقراطية قال “اذا تعرّض اكراد العراق لأي خطر سندافع” رغم كل الاختلاف بينهما. وهذا يعني ان “داعش” يخوض حربا واحدة على أرض دولتين سورية والعراق، والاكراد يخوضون حربا واحدة على ارض دولتين اي سورية والعراق. إذن ها يعني ان مستقبل ديرالزور مرتبط بمستقبل الاكراد، وبمستقبل “داعش” ايضا. إذ يستحيل فصل الانظمة او اعادة الفصل دون ان يلاحظ المراقب التشابه التام في المعركتين”.
ويختم المحلل السياسي توفيق شومان، بالقول: “ضاعت الحدود بعد ان كانت قد “خربطها” “داعش” خلال احتلاله الموصل العراقية والرقة السورية. والاكراد اليوم يضيّعون الحدود ايضا على النسق نفسه”، في نسف تام لاتفاقية سايكس- بيكو وبقوة!!!.

السابق
عقوبات أميركية جديدة ضدّ حزب الله تستهدف تمويله ومؤسساته المدنية
التالي
المعارضة الشيعية: ضرورة وتحديات