هل سيتحوّل نظام الحكم السعودي إلى مدني علماني؟!

يكثر في الآونة الاخيرة الحديث عن تغيرات سياسية وإصلاحات إقتصادية داخل المملكة السعودية، وذلك بعد التكهنات التي تفيد بتسلّم الأمير محمد بن سلمان الحكم خلفا لأبيه في القريب العاجل. والمفاجأة الأكبر ما يتم تناقله عن تخليه على لقب "خادم الحرمين الشريفين"؟

في إطار الحديث مؤخرا عن إمكانية تنازل الملك سلمان عبدالعزيز عن العرش لصالح نجله ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان في الأسابيع المقبلة. كشف موقع “ستراتفور” الإستخباري الأمريكي أن الملك الجديد سيجري ما يشبه الإنقلاب على تقاليد الحكم إذ أشار أن ولي العهد سيتخلّى عن لقب “خادم الحرمين الشريفين” الذي يحمله ملوك المملكة العربية السعودية وبأنه یسعی لأن یکون ملکاً مدنیاً علمانیاً.

وتحدث التقرير عن تغيرات جذرية في نظام الحكم السعودي والذي سيصل إلى رأس الهرم وذلك عبر نية الأمير بن سلمان إلى الفصل بين منصب الملك ولقب “خادم الحرمين الشريفين” عندما يخلف أباه.

إقرأ ايضًا: محمد بن سلمان ولياً للعهد وإعفاء بن نايف

وفيما يشير لقب” خادم الحرمين الشريفي” الى بسط السعودية سلطتها على مكة والمدينة المنورة، عبر الربط بين النواحي السياسية والدينية الروحية، فإن قرار بن سلمان يشير الى رغبته إلى أن يكون زعيما مدنيا علمانيا بعدما كان الملك السعودي هو أبا روحيا للمسلمين في الشرق الاوسط والعالم أجمع.

ولفت موقع “ستراتفور” إلى أهمية هذا اللقب الذي حرص ملوك السعودية إلى إستخدامه منذ الثمانينيات، خصوصا أن له رمزية تاريخية تعود إلى قرون من الزمن، وكان او من اتخذ لقب خادم الحرمين الشريفين قبل حوالي الف عام صلاح الدين الأيوبي، بعد تحريره لبيت المقدس عام 583هـ. أما في الوقت الحالي فيستخدمة ملوك السعودية للربط بين شرعية المملكة وقوتها الدينية في العالم الإسلامي.

وتأتي الأنباء عن رحيل الملك سلمان و الاصلاحات السياسية في وقت يتم التداول فيه عن عمليات إعتقالات بالجملة من قبل السلطات السعودية لمعارضين سعوديين داخل المملكة. وقد نقلت وكالة “بي بي سي” قبل أيام، عن حملة اعتقالات بدأتها السعودية في الأونة الأخيرة بحق رجال دين بارزين ومفكرين، معارضين رأت فيه أنها حملة مضادة لأي حركة معارضة في ظل الحديث عن تنازل الملك عن الحكم لولده.
وتأتي تلك الإجراءات بالتوازي مع دعوات من سعوديين في الخارج لتنظيم حراك سعودي داخلي يوم الجمعة الفائت في 15 أيلول، بغية حشد معارضة ضد سياسات الأسرة الحاكمة.
وفيما لم تؤكد المملكة بشكل رسمي ومباشر الأخبار المتناقلة عن حملات اعتقال لعلماء دين نافذين، تداول ربواد مواقع التواصل الإجتماعي بحسب الـ “بي بي سي” عن أسماء بعض المعتقلين، ومنهم الشيخ سلمان العودة، والشيخ عوض القرني، والداعية علي العمري، والكاتب الاقتصادي عصام الزامل وغيرها من الأسماء. وفي هذا السياق كانت وكالة الأنباء السعودية ذكرت قبل أسبوع، أن السلطات تمكنت من كشف “نشاطات استخبارية تخدم أطراف أجنبية” من طرف أفراد لم تسمهم.

وفيما يتعلّق بالأنباء عن توريث الملك سلمان لإبنه الحكم، فقد افاد رئيس المجموعة العلمية لشركة الأميركية “Eurasia Group ” “يوراسيا غروب ” للاستشارات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أيهم كامل لوكالة “سبوتنيك” الروسية أن نقل السلطة من الأب إلى الإبن بهذه السرعة لتجنب وقوع خلافات بين الأسرة الحاكمة، ولتسكير الطريق على منافسي محمد بن سلمان عبر التشكيك في خطة نقل السلطة.

إقرأ ايضًا: رؤية محمد بن سلمان «المستقبلية» للسعودية تثير اهتماما عالميا

وكانت قد رأت “رويترز”أن ارتفاع البورصة السعودية، قبل أسابيع، يعود إلى الأنباء التي تتحدث عن إمكانية تولّي وليّ العهد عرش المملكة في القريب العاجل.
كما دعّمت الوكالة هذه المعلومات بتقرير للمؤسسة البحثية “يوراسيا غروب” إذ لفتت أن المملكة تتحضر وضع اللمسات الأخيرة على خطة تسليم السلطة الأب إلى الإبن”.
واشارت أن هذا الكلام أيضا تم تداوله على الصعيد الشعبي وكان له أيضا حضوره على مواقع التواصل الإجتماعي والتي ذهبت أكثر من ذلك بالحديث عن أن الملك سلمان (81 عاما)، قد ينقل منصب رئيس الوزراء إلى نجله.

السابق
الأسير.. المحاكمة الأخيرة: اعتدال «المستقبل» على حساب العدالة وأهل السنّة في لبنان
التالي
مقاوم في بلاد النسيان…