المخرج زياد الدويري بين الإبداع والعمالة

المخرج زياد دويري
التطبيع مع العدو الاسرائيلي تهمة باتت موجودة بشكل لافت في لبنان ان كان من خلال المحافل الثقافية والفنية او من خلال افلام مصورة في اسرائيل.

قامت السلطات اللبنانية يوم الاحد الواقع في 10 أيلول 2017 باعتقال المخرج اللبناني زياد دويري في مطار رفيق الحريري في بيروت على خلفية اتهامه بالتعامل مع اسرائيل بسبب فيلمه “الصدمة” الذي أنتج عام 2012 وصورت أجزاء منه في تل ابيب وضواحيها ليتم اطلاق سراحه بعد اعتقاله بساعات على ان يتم التحقيق معه لاحقا امام المحكمة العسكرية.

لتقوم المحكمة العسكرية يوم امس بإطلاق صراحه معلناً دويري أنّ قرار المحكمة قد صدر ونصّ على أنّه “لا نية اجرامية تجاه القضية الفلسطينية”، ليردف أنّ رسالته لم تعجب بعض الأفرقاء ولكنه لن يعطي ذلك أهمية.

اقرأ أيضاً: التطبيع العربي مع اسرائيل يخدم إيران

لتثير هذه الحادثة موجة من الغضب بين من استنكر توقيف دويري بإعتبار ان لبنان معروف بحرية التعبير وبين من اعتبره عميلا بحيث قد كتب الصحافي اللبناني نديم جرجورا عبر صفحته فيسبوك ” نحن – الفنانين والسينمائيين اللبنانيين الموقعين أدناه – نرفض هذا التدخل المكارثي المتعاظم في إنتاجنا وعملنا، بحجة أن أصحابه يمتلكون الرأي الصائب.

وهذا التدخل الذي يتخذ شكل الوشاية والتحريض لم يعد ينطلق من بيئة رجال الدين بالضرورة، ولا من بيئات الرقابة الرسمية المألوفة. إنه غالباً ما يصدر عن محيط يزعم الصلة بالثقافة والإبداع. وهنا يتبيّن أن الرغبة في ممارسة دور الرقيب تفوق كثيراً حب الحرية المزعوم.

إننا نؤمن بأهمية الحرية كشرط حيوي للعمل الثقافي، ونرفض أية وصاية على الحرية وعلى الممارسات الفنية. وإذا كان هذا المبدأ صحيحاً بالمطلق، فهو كذلك خصوصاً في بلد كلبنان الذي ما أن يفقد الحرية، بذريعة القضية والسلاح والعداوة، حتى يفقد كل شيء.

إننا نعتبر أن ممارسة هذه الوصاية علينا، إنما ترقى إلى عدوان على الحرية والإنتاج الثقافي ولبنان، وإلى محاولة للتعامل معنا بوصفنا قاصرين ينبغي إرشادهم، أو ربما جنوداً في معارك تتنافى بالضرورة مع إنسانية الثقافة ورحابتها.”

اما رابعة الزيات فقد كتبت عبر حسابها الخاص تويتر ” بالإذن من المنظّرين للحريّات الإبداع لا يبرّر خيانة الوطن والإرتماء بحضن اسرائيل.”

عفيفة كركي، عضو حملة مقاطعة اسرائيل في لبنان أكدت لجنوبية ان”زياد دويري قد ذهب في السابق إلى إسرائيل وبقي في فلسطين المحتلة لمدة 11 شهراً وأخذ اذنا من السلطات الاسرائيلية لتصوير فيلمه.”

مضيفةً أن “الممثلين بفيلمه هم مواطنون اسرائليون، ما يعني ان كنا نريد ان ننسى انَه قد قام بالتعامل مع الاسرائليين كأشخاص لا يمكننا ان ننسى انه قد تقدم بإذن من السلطات الاسرائلية لتصوير فيلمه.”

وتابعت كركي ان دويري قد خرق القانون اللبناني الذي يمنع التطبيع وهذا القانون ينص بالحبس.

موضحةَ ان”دويري عدما اتى إلى لبنان في العام الماضي، السلطات اللبنانية لم تتحرك مع اننا تكلمنا وقلنا ان دويري يجب توقيفه لانه قد دخل الاراضي المحتلة والقانون يمنع ذلك، ما يطرح تسائلاً عن عدم توقيفه.”

مضيفةً ان “هذه السنة أيضاً لم نفهم لما تم توقيفه وإخراجه دون أي جرم بحسب ما قاله دويري بالرغم من ان هناك جرما واضحا بمخالفة القانون.”

لتعتبر كركي ان السلطات اللبنانية كان عليها توقيف الدويري قبل عام.

اقرأ أيضاً: تُهم التطبيع ترافق منع فيلم (wonder woman) في بيروت…

وكانت حملت مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان قد اصدرت بياناً موجها للحكومة اللبنانية و لسلطات اللبنانية، بإعتبار ان لا احد يعلم لماذا تم توقيف زياد الدويري اليوم ثم اطلاق سراحه، مع العلم كان يجب توقيفه في المرة الاولى التي دخل فيها إلى لبنان، بعد تصوير فيلمه الصدمه عام ٢٠١٢.

السابق
إطلاق نار وسكاكين وترهيب بين بلدتي رشاف ودبل والجيش يوقف مشتبه بهم
التالي
الحريري و«حزب الله»… تقارب لا بد منه!