الحريري و«حزب الله»… تقارب لا بد منه!

حزب الله الحريري
العلاقة المستقبلية – الحزباللهية يبدو انها قادمة على مرحلة جديدة، غير مسبوقة خاصة بعد تبادل التحايا بين الطرفين اللدودين.

فقد كان لافتاً تنويه السيد حسن نصرالله بما ورد في كلام سعد الحريري في السراي الحكومي حيث قال ان حزب الله “انجز شيئا ما” في جرود عرسال. وقد اعتبره السيد نصرالله كلاماً متقدماً.
هذه الفسحة الجديدة من الايجابية، ولو الرمزية، أعطت الامل بتحّسن العلاقات الحريرية – “الحزب اللهية”. رغم التغريدات السعودية الناشطة ضد الحريري والحزب معا، والموقف السلبي لـ”كتلة المستقبل” النيابية التي يرأسها الرئيس سعد الحريري، وذلك بحسب جريدة “النهار” البيروتية.
فقد كانت العلاقات الحريرية- الحزب اللهية شهدت تطورات مختلفة منذ تسلم الرئيس سعد الحريري الوراثة السياسية من والده الراحل. بدأت بتياين عميق بسبب الاتهام الموّجه الى حزب الله عبر المحكمة الدولية باغتيال الرئيس رفيق الحريري. بحسب جريدة “الشرق الاوسط” السعودية.
ورغم الخلاف المستحكم الا ان اقامة طاولة حوار ناهز عدد جلساتها الـ40 جلسة برعاية الرئيس نبيه بري منذ العام 2015، رغم كل الخلافات التي تطرأ اسبوعيا على الفريقين الا انها لا تزال مستمرة ولم تتوقف. وهذا دلالة على ان نيّة الاستعداء النهائي غير موجودة لدى الفريقين.
لكن ما وتر العلاقة الدبلوماسية بين الحريري وحزب الله هو ما قاله الرئيس دونالد ترامب، امام الرئيس سعد الحريري في واشنطن خلال فصل الصيف الحالي(تموز) حيث قال ترامب انه يحارب الارهاب أي “داعش” وحزب الله، واننا “نعلم أن الوضع في لبنان صعب”. بحسب موقع “المدن”.
هذا اللقاء الترامبي- الحريري أشعل فتيل الخلاف بين مؤيدي الطرفين في بيروت خاصة في ظل صمت الحريري، وعدم تعليقه، كونه رئيس حكومة كل لبنان، وقد اكتفى بالتأكيد على اهمية الدعم الأميركي للجيش اللبناني والقوى الأمنية، وان لبنان ملتزم بقرارات مجلس الأمن، بما فيها القرار 1701.
فهل ان تصريح نائب الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم يوم أمس، الذي قال ان “الحريري يتصرف بعقلانية لحماية الإستقرار”، قد يكون مدخلا لحوار منتج وتوافق، او مساكنة طويلة الأمد تريح اللبنانيين وخاصة البيئتين السنية والشيعية من ضغوطات سياسية لا علاقة مباشرة للطرفين بها؟

اقرأ أيضاً: ترسيم الحدود اللبنانية – السورية على جدول لقاء بوتين – الحريري

مهما كانت الاسباب التي دفعت حزب الله الارسال هذه الرسائل الايجابية، فان الاوساط السياسبة والشعبية ترحب بالتقارب بين حزب الله والمستقبل، كقوتين تمثلان صمام أمان حقيقي للبلد في حال استمرار هذا التقارب، في ظل التنافر المذهبي والتناحر الطائفي في دول الجوار، والتوترات الاقليمية التي تعم المنطقة.

السابق
المخرج زياد الدويري بين الإبداع والعمالة
التالي
باسيل: عندما تلكأ الجيش أخذ حزب الله المبادرة وذهب إلى الجرود