تُهم التطبيع ترافق منع فيلم (wonder woman) في بيروت…

غال غادوت
نجحت منظمة "مقاطعة إسرائيل" في لبنان من منع اللبنانيين من مشاهدة فيلم wonder woman، الذي كان مقرر عرضه للمرة الاولى في لبنان، نهاية الاسبوع الاول من الشهر حزيران، وذلك بسبب مشاركة الممثلة الإسرائيلية غال غادوت في بطولة الفيلم الأميركي المنتج من قبل "هووليود".

شاركت الممثلة الإسرائيلية الشهيرة غال غادوت في دور المرأة الخارقة التي تتملك قواماً صلبة وتنجز تصرفات يعجز الإنسان العادي عن القيام بها، وكان قد أدى قرار منع عرض الفيلم في لبنان إلى حصول مناوشات كلامية حادة بين موافقين ومعارضين للقرار.

اقرأ أيضاً: منع عرض فيلم «Wonder Woman» قبل ساعات من العرض الأول

الجدال حول الموضوع كان حاداً على مواقع التواصل الإجتماعي فعبر عدد من الكتاب اللبنانيين عن موقفهم من الحدث، الذي أخذ مساحة ضخمة من النقاشات على مواقع التواصل الإجتماعي والشبكات الإخبارية اللبنانية.

ورأت حملة “مقاطعة إسرائيل” في لبنان أن الممثلة الإسرائيلية كانت مجندة سابقة في الجيش الإسرائيلي وساندت الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة، وأهدت الحملة إنجازها إلى ضحايا قطاع غزة وفلسطين، فإعتبروا أن انجاز حظر الفيلم الأميركي عن الشاشات اللبنانية يعد جزء من مسيرة ستستمر لتحقيق نتائج إضافية لمنع حصول أي نوع من التطبيع بين إسرائيل ولبنان، وهو ما يرجح ان يكون اللبنانيون على موعد مع مزيد من الحظر للمواد التي تحوي مضمون إسرائيلي.

وكشفت مصادر عدة في حملة مقاطع إسرائيل في لبنان لـ”جنوبية”، عن عزم الناشطين فيها لمضاعفة تحركاتهم لمنع دخول أي منتج يحوي مواد إسرائيلية، وبحسب المصادر فقد “إستطاعوا تحقيق الإنجاز بالتعاون مع شرائح لبنانية واسعة من قضاة ومحاميين وصحافيين وناشطين في المجتمع المدني”.

وفي الشهر الماضي تمكنت حملة “مقاطعة إسرائيل في لبنان” من منع دخول كتاب “homo deus” للباحث والمؤرخ الإسرائيلي يوفال نوح هراري.

ومن جهة اخرى كان الصحافي والباحث السياسي اللبناني بشار الحلبي قد كتب منشوراً على صفحته الخاصة في “فيسبوك” قال فيه انه “متضامن مع غال غادوت بوجه الرجعية اللبنانية”، وأثار منشوره إستياء الأوساط الموالية لـ”حملة مقاطعة إسرائيل”، مما دفع عدد من الناشطين المؤيدين للمقاطعة بالرد عليه.

يقول بشار الحلبي لـ”جنوبية” أن المنشور الذي كتبه لا يهدف إلا دعم غال غادوت، والبعض حاول تحريف مضمون المنشور، وقد جاء المنشور بالمعنى الساخر والسوداوي من أجل توجيه النظر إلى تشدد الرقابة في لبنان خصوصاً في الاعوام الاخيرة الماضية.

ويتابع “بمعزل عن دعمها للجيش الإسرائيلي، لا يوجد منطق واضح لمنع عرض الفيلم، لأن منتج الفيلم شركة أميركية.”

وفي رأي الحلبي، “لقد حاولت جماعة مقاطعة إسرائيل تحويل ما قلته وتوظيفه بحسب ما يريدون، وما حصل دليل إضافي على أن لبنان يستغني عن أبرز سماته وهي حرية الرأي والتعبير.”

وعن سؤال ما إذا كان التبادل الثقافي بين لبنان وإسرائيل يعد جزءاً من التطبيع، قال الحلبي، “أن من حق اللبناني أن يعلم ماذا يحصل لدى الإسرائيليين، في الجوانب الثقافية والأدبية والعلمية، ومن واجبات المواطن العربي معرفة عدوه، والإطلاع على ما يفكر وما ينجزه عسكرياً وثقافياً”.

اقرأ أيضاً: فيلم يفضح عنصرية إسرائيل

ويضيف “كل هذه التفاصيل يجب أن نطلع عليها، لأنها جزء من مواجهة العدو، لذلك إن الإطلاع الثقافي لا يفتح الباب على التطبيع، بل يتوافق مع نظرية أعرف عدوك”.

في المقابل قالت الأردنية من أصول فلسطينية “وجد علي” لموقع “جنوبية” ان المقاطعة جزء لا يتجزأ من المقاومة، ولا يمكن لأحد حرمان الفلسطينيين حق الإعتراض بالأساليب السلمية.

وتستغرب وجد أصوات الإستنكار التي شهدتها الساحة اللبنانية في وقت يحتفل الأوروبيون في الإنجاز الذي حققه الناشطون فيها بوجه إسرائيل.

السابق
تعرّف على الطاقة الشمسية للزراعة في لبنان
التالي
نفايات صيدا…أيضاً وأيضاً!