وداع العسكريين الأبطال يفتح ملف التحقيقات

عاد الشهداء العسكريون أمس إلى تراب الوطن، الذي ودّع أمس شهداء الجيش بمأتم رسمي مهيب شارك فيه اللبنانيون أهالي الشهداء حزنهم.

توقفت جميع الصحف الصادرة اليوم عند التشييع الرسمي والشعبي المهيب للشهداء الابطال، الذين سقطوا على يد “داعش”، واحتضَن الترابُ اللبنانيّ الجثامين في جوّ من الحداد والأسف على امتدادّ الوطن. لكن هذا الوداع لم يكن نهاية هذه القضية، بل ترَك بابَ هذه القضية مفتوحاً على مصراعيه وصولاً حتى الاقتصاص من الجُناة.

لاحظت “الجمهورية” أنّ العلامة النافرة التي رافقَت التشييعَ الوطنيّ للشهداء العسكريين، هي إصرارُ أهلِ السياسة على إدخال هذه القضية الوطنية إلى حلبة السجال السياسي وتقاذُف المسؤوليات، والذي لا يؤتى منه سوى إعادة ضخّ مناخِ التوتير فى الأجواء الداخلية، في وقتٍ وضَعت الأجهزة العسكرية والأمنية الوضعَ الداخلي في عين الرصدِ الحثيث لتضييقِ الخناق على الخلايا الإرهابية النائمة وضربِها وشلِّ حركتِها، تحسّباً لأيّ خطوات غادرة.

إقرأ: تحية أخيرة لشهداء لبنان اليوم.. و«أبو طاقية» قيد الملاحقة

وأكد الرئيس ميشال عون في الاحتفال الصباحي ان دماء شهداء الجيش أمانة حتى جلاء الحقيقة، فإن الرئيس الحريري اعتبر ان التحقيق الذي طلب الرئيس عون اجراءه لا خلفيات انتقامية أو كيدية له، بل يهدف إلى معرفة حقيقة ما حصل، ومن غير الجائز استباق النتائج أو توجيه الاتهامات.

من جهته، اكد قائد الجيش الذي حيّا الشهداء انه، “ورغم الإنتصار، لا تزال امامنا تضحيات كبرى لا تقل اهمية عن دحرنا للإرهاب العالمي. فالجيش سينتشر من الآن وصاعداً على امتداد الحدود الشرقية للدفاع عنها، مشدداً على التزامنا التام القرار 1701 ومندرجاته كافة”.

 

أبحاث مجلس الدفاع..

أشارت “الجمهورية” إلى أن اجتماع مجلس الدفاع الأعلى الذي انعقد برئاسة عون أمس، أعطى إشارةً إلى أنّ قضية العسكريين تحتلّ رأسَ قائمة الأولويات لدى أركان الدولة، مع التأكيد على المضيّ في التحقيق لجلاءِ ملابساتِ ما حصَل في 2 آب 2014، وهو ما أكّد عليه عون، موضحاً أنّ التحقيق الذي طلب إجراءَه في أحداث عرسال وجرودِها في 2 آب وما تلاها هدفُه وضعُ حدّ لِما يَصدر من مواقف واجتهادات وتحليلات، وعَلمت “الجمهورية” مِن مصادر المجتمعين أنّ الاجتماع تناوَل بالتفصيل كلَّ الأمور والتفاصيل المرتبطة بالوضع الأمني إلى جانب قضية العسكريين.

وأوضحت مصادر مطلعة على الاجتماع لـ”اللواء” انه جرى في خلاله تقييم معركة فجر الجرود ودرس الخطوات اللاحقة، ولا سيما عسكريا لمرحلة ما بعد تحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الارهابيين، واصفة النقاش الذي دار بالجيد.

وقالت مصادر “اللواء” ان الاجتماع توقف عند سلسلة مسائل تتصل بالاطاحة بهذه المعركة وخطة عمل المرحلة المقبلة، وفي هذا السياق، أفادت ان قائد الجيش العماد جوزف عون قدم تقريرا مفصلا عن العملية العسكرية التي جرت وصولا الى التفاوض، عارضا للصعوبات التي واجهها العسكريون ولا سيما مشكلة الألغام التي زرعت ما قد استدعى العمل على فتح طرقات جديدة، وهو ما قد اطال مرحلة الحسم العسكري، فيما تولى المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم شرح مسألة التفاوض. وكشفت مصادر”اللواء”ان نقاشا موسعا دار حول الحاجة إلى تجهيزات جديدة للجيش في ضوء الإجراءات التي ستتخذ لاحقا، ومنها موضوع جهوزية الجيش للتمركز على طول مساحة الـ300 كيلومتر مربع التي جرى تحريرها في الأراضي اللبنانية.

وكشفت مصادر”اللواء”  ان رئيس الجمهورية طلب من قيادة الجيش وضع خطة تتعلق بتكثيف الجهود لضبط التهريب بعدما أصبحت المنطقة المحررة مضبوطة ويتمركز فيها الجيش اللبناني.

وفي ما خص التحقيق بشأن احداث عرسال 2014، فأكدت مصادر “اللواء”ان وزير العدل سليم جريصاتي دُعي للحضور لهذه الغاية، معلنة ان تشديدا برز على عدم توجيه اي اتهام سياسي أو وجود غايات شخصية وراءه.

وذكرت “اللواء”ان الرئيس عون بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة طلب اجراء التحقيق، وان وزير العدل المكلف بالموضوع سيتابعه مع القضاء العسكري، مؤكدة ان الوزير جريصاتي كان واضحا في قوله ان التحقيق سيتناول العناصر الجرمية لتفادي أي اتهام سياسي.

إقرأ ايضًا: حسين يوسف: هناك تقصيرٌ وتخاذلٌ وسنطالب بتحقيق

وأكد المجلس في بيان تلي في اعقاب الاجتماع، أن تم عرض الاوضاع الامنية وكان اتفاق على ضرورة التصدي لكل الاعمال الجرمية والارهابية. وتمّ التركيز على احترام الكفاءة عند التلاميذ الضباط والحديث عن الخرق الإسرائيلي غير المسبوق. وأبقى المجلس على مقرراته سرية.

وقالت “الأنوار” أن على وقع النداءات الكثيرة التي واكبت وداع العسكريين الشهداء التي طالبت بإنصافهم، وفي ظل الوعود الرسمية بملاحقة المسؤولين، واصل الجيش تعقّبه لمصطفى الحجيري لتوقيفه. وأشارت المعلومات الى ان فوج المكافحة يطوّق بالتعاون مع عناصر المجوقل في الجيش اللبناني، المبنى الخاص ب أبو طاقية في عرسال، منذ الثامنة من مساء امس الاول، والمؤلف من 3 طبقات: الطابق الاول مستوصف الرحمة الميداني والثاني مسجد والثالث المنزل الذي يقيم فيه، وأفيد ان الحجيري ما زال موجودا في المسجد.

السابق
ترمب على خط أزمة قطر
التالي
سنونو إيران لا يصنع ربيعاً