دولة كردية عراقية تسابق الوعود الأميركية للاكراد السوريين

حدد الأكراد العراقيين يوم الخامس والعشرين من شهر أيلول الجاري يوما لإجراء استفتاء على استقلال كردستان العراق عن الدولة المركزية وعاصمتها بغداد.
ضغوطات كبيرة لتأجيل استفتاء “الاستقلال” عن العراق المحدد في الـ25 أيلول الجاري. هذا ما صرّح به رئيس إقليم كردستان العراق مسعود البارزاني، خلال لقاء له اليوم مع مجموعة من الفنانين والصحفيين والكتّاب في أربيل.
حيث شدد على انه “رغم تلك الضغوط من أجل تأجيل الاستفتاء إلا أننا مصرون على إجرائه في موعده المحدد”.
واعتبر أنه “لا تواجد شراكة حقيقية في العراق، لذلك اتخذ شعب كردستان قراره بشأن الاستفتاء، الذي لا يخالف القوانين الدولية”. وتابع “منذ العام 2008 يتحدثون مع الشعب الكردي بلغة التهديدات والهجوم، وبدلا من ذلك، لم تنفذ بغداد أيّ اتفاق سبق وأبرم مع الأكراد”. وذلك بحسب عدد من الوكالات العالمية التي نقلت تصريحات البارزاني.
مع الاشارة الى ان الأكراد يسكنون في الجبال الممتدة على الحدود ما بين تركيا، والعراق، وسورية، وإيران، وأرمينيا، حيث يترواح عددهم ما بين 30 الى40 مليونا. ويعدون رابع أكبر مجموعة عرقيّة في الشرق الأوسط. ولأجل تحقيق اهدافهم التاريخية لعبوا دورا هاما في الصراع الداخلي في كل من العراق وسورية، ويجمعهم العرق والثقافة واللغة، رغم اللهجات المتعددة والديانات والمذاهب المتنوعة. ويظهر السؤال التالي هل سيحصل الأكراد العراقيون على دولة كما يطمحون؟
فالأكراد يمثلون ما بين 15 إلى 20 % من سكان العراق. وتاريخيا، كانوا يتمتعمون بامتيازات مهمة مقارنة بالاكراد الاخرين حولهم. ولكن بسبب القمع الرسمي هجروا العراق الى شتى انحاء العالم. وهم من اوائل من ثار في منطقة الشمال العراقي ضد الانتداب البريطاني. وفي العام 1946، أسس الملا مصطفى بارزاني الحزب الديمقراطي الكردستاني للحصول على الحكم الذاتي.
وبعد ثورة 1958، اعترف الدستور المؤقت بالقومية الكردية كقومية رئيسية، لكن الزعيم الكردي مصطفى البارزاني لم يستمر في الهدنة بل أعلن القتال عام 1961.
وفي عام 1970، عرض حزب البعث الحاكم برئاسة صدام حسين على الأكراد إنهاء القتال ومنحهم الحكم الذاتي. لكن الاتفاق انهار سريعا واستمر القتال حتى عام 1974.
لكن المفارقة ان الحزب الديمقراطي الكردستاني انقسم على نفسه حيث أسس جلال طالباني الاتحاد الوطني الكردستاني.
ولمواجهة الاكراد والحد من توسعهم وتحقيق حلمهم، قامت الحكومة العراقية بتوطين العرب في المناطق الاكراد، خاصة في كركوك الغنيّة بالنفط. وحاربتهم وقصفت مدينة حلبجة الكردية بالسلاح الكيماوي، وقام  النظام العراقي بسلسلة عمليات انتقامية عليهم، منها ما عُرف باسم “الأنفال”.
ولكن بعد هزيمة العراق في حرب الخليج 1991، اشتعلت الانتفاضة ضد السلطة المركزية، ففرض الاميركيون فوق كردستان الحظر الجوي، مما سمح للأكراد بالتمتع بحكم ذاتي. لكن الحزبان الرئيسان في كردستان تصارعا لمدة اربع سنوات بمواجهة بعضهما البعض.
لكنهما عادا وتعاونا ضد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، فأحتلوا منصب رئيس الجمهورية. علم ان إقليم  كردستان الحالي يتكون من 3 محافظات هي: داهوك، وأربيل والسليمانية.
واللافت انه بعد هجوم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” عام 2014، واحتلال المحافظات العراقية، ساهم إقليم كردستان باسم قوات البشمركة في مواجهة داعش بشكل قوي.
وقد شهد الماضي محاولات عديدة لإقامة دولة كردية، لكنها جميعها باءت بالفشل، ومن هذه الدول هي: مملكة كردستان وكردستان الحمراء وجمهورية آرارات وجمهورية مهاباد، وجمهورية لاجين.
واليوم يهدد مسعود البارزاني باعلان دولة كردية مستقلة عن دولة العراق– بعد تهرّب الاميركيين من وعود قطعوها لهم باقامة دولة كردية مستقلة- تناغما مع وعود أميركية للاكراد السوريين الذين يقاتلون منذ ست سنوات لاعلان دولتهم الكردية  المستقلة التي يرفضها كل من النظام السوري والنظام التركي  معا كونها تقوم على اجتزاء مناطق من الدولتين على حدودهما المشتركة..
السابق
لاسلسلة من دون ضرائب
التالي
إعلامي سعودي: اللبنانيون للقمار والكباريهات!