تسوية النقل المشترك

بباصات المدرسة، تلك الوسيلة التي إعتاد عليها هؤلاء لكثرة ما نقلوا بها خلال السنوات الحرب الأربعة الماضية، في المقلب الآخر كانت وسيلة النقل المناسبة التي إرتأى حزب الله إختيارها لنقل مقاتليه بها من الداخل السوري إلى الحدود اللبنانية عسكرية، تليق بسنوات الخدمة الطويلة التي قضاها بين سندان النظام وايران المطرقة، وبحسب المعلن هي ستستكمل بخطاب إستعراضي، و تختتم بمهرجان تحرير ثاني على الجهة المقابلة للجنوب اللبناني أي الشمالي و تحديداً في مدينة الشمس على ضفاف نهر الليطاني أيضاً بمحاذاة المعابد الضخمة، في بعل بق مدينة “سيد الأرض” “مالك البقاع” كما في تفسير اللغة السامية لـ”أنيس فريحة”، طقس من المتوقع أن يبهر الناس وينسيهم أي نصر لا يمت إلى الحزب بصلة.

اقرأ أيضاً: تضارب أنباء حول وقف الدعم العسكري للجيش: هل يواجه لبنان تداعيات اتفاق حزب الله – داعش؟

بالوفاء والشرف إنتصر الجيش، وبالتضحية أنتصرت الدولة، لقد تحقق نصر الداخل على القادم من الخارج بسواعد الجنود البواسل وبالدماء التي سالت وروت الوطن و الأرض، هي لم تكن وراء الحدود ولا هي عبرت إلى ما وراءه، نصر الدولة لا يحتاج إلى تعريف، لا إلى مثالثة ولا مرابعة ولا مخامسة أو مسادسة ولا يحتاج إلى تعتيق، على السيد في إحتفال التحرير “الجزء الثاني” أن لا يكتفي بسرقة النصر، علينا أن لا ننسى أن من يكتب المجد هم الذين تركت أرواحهم أجسادهم ليصدوا العدوان و يصونوا الإستقلال.

على راعي الإحتفال أن يجيب على بعض الأسئلة التي مازال يتمنع عن الإجابة عنها بصراحة ومن دون مواربة أو إلتفاف، عليه أن يجيب على أسألة الأمهات الثكلى أن لأجل من إستشهد هذا الكم من الابناء خارج الحدود على بعد مئات الاميال؟ ألأجل حماية الحدود للخارج؟، أم هو إحتلال؟ فإن كان كذلك فلما التخلي والإنسحاب؟

لأجل من حماية كيان مغتصب و نظام جائر إنتفض على شعبه في الشمال؟ لماذا كانت التسوية المذلة مع المرتزقة الذين قتلوا إخواننا كما تقولون بألسنتكم في اليمن والعراق؟ لماذا لم تسلموا هؤلاء المجرمين إلى العدالة؟ لماذا لم تحاكموهم أو تحققوا أو تعلنوا على لسانهم من خطط ونقل وفجر ودمر مدننا وبسببه اليوم نحن داخل المحميات؟

لماذا يترك أبناءنا الأحياء أسرى وتترك جثثهم لسنوات ريثما يرتقي الفقيه لحظة التفاوض وساعة الإطلاق؟، لماذا إتهام الغير بالتقصير وأنتم من شارك في الحرب مع من أطلقتم سراحه ومع من تحالفتم، فلما الهروب من الحقيقة وقول الحق؟
ما تفسير مهمة القتال الموكلة لكم في بلاد ما بين النهرين، وفي بلاد الشام وشبه الجزيرة واليمن والصومال وغيرها من العواصم والبلدان؟

عناصر داعش في الباصات

ما قولكم في التدخل الروسي في الفوضى السورية الذي أنقذكم والحرس الثوري في اللحظة الأخيرة من الغرق والذوبان؟ لماذا الحرب في سورية تقترب في الشبه كثيراً لما حصل مع آلة الحرب الروسية في الشيشان وأفغانستان ولما كان في يوم مع الأمريكان في أواخر الحرب في فيتنام؟

اقرأ أيضاً: هل تخرج صفقة حزب الله – داعش العراق من الهلال الشيعي؟

هذا يريد وذاك يريد والكل يدرك أن في الحرب لا توجد حقيقة مطلقة يمكن التسليم بها أو التصديق، ولا يمكن للمقاتل فيها أن يملك أو يمتلك و إن إنتصر الكامل في التاريخ. سيبقى هنالك دوماً من يشكك ويدحض، وسيبقى دائماً من يؤمن ويدافع، وإن مسسكم نصر فقد مس القوم نصر مثله، وتلك الأيام تتداولها الناس فمن كان منكم من الشهداء كان عند الأخرين من الظالمين ومن كان عندكم من الخاسرين حسبتهم فئة منهم فائزين.

سيخرج في آخر الزمان رجال يختلون الدنيا بالدين يلبسون للناس جلود الضأن من اللين،السنتهم احلى من العسل وقلوبهم قلوب الذئاب، يقول الله عز وجل عنهم: ابى يغترون؟ أم علي يجترؤون؟ سيبعث على هؤلاء وأولئك منهم فتنة تدع الحليم حيران.

 

السابق
قليل من الإنصاف يا وزير
التالي
حمادة: لا نملك القوة، لا في الرئاسات ولا في الحكومات وهناك قوة محفوظة هي في جيشنا اللبناني