أصدرت هيئة “أوجيرو” رداً عبر صحيفة “المستقبل” تناولت فيه عدداً من النقاط ، يمكن القول من خلالها أنها أكدت ما ذهبنا إليه من إعتبار أن مواقع السنة تسقط في مديريات الهيئة ، و فيما يأتي الرد والتوضيح بشأنها:
• أولاً: من حيث الشكل:صدر رد مصادر هيئة “أوجيرو” في صحيفة “المستقبل” ونحن لم ننشر في هذه الصحيفة أي مقال ، مما يعني أن قرارا سياسيا صدر بالرد علينا ، وهذا يعني بشكل من الأشكال انكشاف حقيقة المسؤوليات المترتبة على ما يجري في “أوجيرو” وهذا أمر غير معهود مهنيا وموضوعيا.
• ثانيا: في إتهامنا بالطائفية:
إدعى بيان “أوجيرو” أننا من خلال إضاءتنا على حقيقة ما يجري في هيئة “أوجيرو” نلتمس لغة التحريض المذهبي ، وهذا طبعاً غير صحيح ، لأننا لا ندعو إلى إزاحة الشيعة أو أي مكوّن وطني آخر ، بل كل ما نطلبه هو الحفاظ على حقوق السنـّة في الدولة ، حيث تتعرّض للتآكل والإستهداف.وإلى الذين لا يقرؤون ، أو يتجاهلون حقيقة موقفنا نذكرهم ونذكر الرأي العام بأننا وضعنا في بداية ملفنا ملاحظة تقديمية تضمنت الآتي:”في هذه السلسلة من المقالات حديث عن توزيع المواقع والمهمات وفق الإنتماء الديني أو المذهبي للأشخاص ، ونحن إذْ نوردها بهذا الشكل ، فإنما للتدليل على طبيعة التغييرات الحاصلة ، وليس لإشكال مع أي مكوّن ديني أو مذهبي ، وتحديداً المكوّن الشيعي ، ولكننا نستحضر هنا معادلة الرئيس نبيه بري الذي يقول إنه يطمح إلى إلغاء الطائفية السياسية ، ولكن طالما أن توزيع الحصص يتم على أساس التوازن الطائفي فعلى كل طائفة الحفاظ على حصتها لا بل والقتال (السياسي) من أجلها.
• ثالثاً: في الوقائع:
ــ لم ينفِ ردّ مصادر “أوجيرو” حقيقة تعيين علي الرضى (نجل مستشار أمين عام “حزب الله”) حسين الخليل مستشاراً للسيد عماد كريدية ، وفي هذا التعيين تأكيد على هيمنة “حزب الله” الإدارية والأمنية والسياسية على “أوجيرو” والتحكم بالمفاصل الإستراتيجية ، وهنا نسأل لماذا لم يتجرأ من ردّ بإسم السيد كريدية على التطرق إلى هذه النقطة الحساسة والخطرة؟!
ــ تأكد من خلال ردّ “أوجيرو” إلغاء مديرية التخطيط الإستراتيجي وتحويلها إلى جهاز ، ليصبح المديرُ العام رئيسها ، في حين كان يرأسها المهندس مجيد عبد الرحمن ، أما الآن فأصبحت جهازاً تنفيذياً ، مما يعني خسارة السنة عملياً لموقع مدير في الهيئة ، وتعيين السيد كريدية نفسَه رئيساً لجهاز لا يعوّض عن فقدان موقع في الإدارة كان يمكن أن يشغله صاحب كفاءة إضافي.
ــ عرض ردّ “المستقبل” أمثلة عن عدد من التوظيفات ، لم ندخل في تفاصيلها ، لأننا لم نتحدث عن كل التعيينات في “أوجيرو” ، بل نتحدث عن المدراء ، مع الإشارة إلى أن معظم التشكيلات التي حصلت في المواقع السنية جاءت بالتكليف وليس بالتعيين ، مما يعني أنها غير مكتملة وقابلة للتغيير في أي لحظة أو ظرف.
إقرأ أيضاً: هكذا تسقط مواقع السُنـّة في «أوجيرو»
ــ ذكر ردّ “المستقبل” أن جميع المستشارين يتمتعون بكفاءة عالية ، فهل علي الرضى حسين خليل ، الذي لم يتعدّ الثلاثين ولا يحمل أي إختصاص يتعلق بعالم الإتصالات تنطبق عليه معايير الكفاءة ليكون مستشاراً للمدير العام ، أو بالأحرى مفوضاً سامياً على السيد كردية وعلى هيئة “أوجيرو” ، التي كانت هدفاً دائماً لـ”حزب الله” وها هي اليوم تسقط بيده تدريجياً.
ــ ما نستغربه أن “أوجيرو” أعلنت في ردها “المستقبلي” أن المدراء والموظفين هم أشخاص ليسوا من أصحاب الخبرة والكفاءة في إطلاق المشاريع الهامة ، وأنهم بحاجة إلى مستشارين لإعانتهم ، وهذا من أسوأ حالات الإدارة عندما تكون عديمة الثقة بالموظفين.والكل يعلم أن موقع المستشار في الدوائر الحكومية هو في معظم الأحيان تنفيعات خاصة أو حزبية ، أو للسيطرة والتحكم ، لأن الأصل هو أن يكون الموظف قائماً بعمله بدون الحاجة إلى مستشارين من خارج الدائرة.
ــ أعاد السيد كريدية المديرية الإدارية للشيعة بإعتبارها كانت لهم ، ولكنه تجاهل في المقابل أن المديرية المالية كانت للسنـّة سابقاً فلماذا لم يعدها ويعين مديراً سنياً فيها؟!والحقيقة أن إدارة “أوجيرو” تتغاضى عن استرجاع هذه المواقع وتلهي الرأي العام عن هذه المطالب المحقة بمعارك وهمية.
ــ إعترفت مصادر “أوجيرو” أن توفيق شبارو هو من أهل الكفاءة ، ورغم ذلك أصر السيد كريدية على إقصائه ، الأمر الذي شكل طعنة للعدالة والإنصاف وإهانة للكفاءة.
_ قال المدير العام إنه عاقب أشخاصاً غير توفيق شبارو. وسنقدم للرأي العام نموذجاً عن معاقبته للمخالفين.أحد الذين عاقبهم السيد كريدية لوجود مخالفات في سجله ، ترقّى ليصبح الرقم 11 في الدرجة الإدارية ، وهو يمارس الآن هوايته في تدخين السيجار في أروقة “أوجيرو”.
ــ أما السيد (ع. عطية) فصحيح أنه ما زال رئيس وحدة العمليات ، وإنما تمت ترقيته إلى رتبة مدير من الدرجة 11 مع صلاحيات تمكنه من الإمساك بمشاريع تطوير الإنترنت في لبنان.ونحن نؤكد أن المديريات الأساسية خرجت من يد السنة.
إقرأ أيضاً: هكذا تسقط مواقع السُنّة في «أوجيرو»(2_3)
أما بالنسبة للمشاريع ، فإننا نشدّ على أيدي إدارة “أوجيرو” في إطلاق الخدمات وتحسينها ، ولكن ليس على حساب التوازنات الوطنية خاصة مع وجود الكفاءات السنية ، وهو ما أكدنا حصوله في هذه السلسلة.
_ أما بالنسبة لتوظيف المياومين ، فقد تحول إلى مصدر فساد وهدر ، حيث أصبح الناس يتهافتون على النواب والوزراء لإدخال أبنائهم في هيئة “أوجيرو” فحصلت توظيفات غير مدروسة وشاملة لجميع الإتجاهات السياسية ، أي أن هناك تواطؤاً على الفساد ، والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو: كيف سيتم دفع رواتب هذا الجيش من المياومين الذي تعدى 700 مياوم حتى الآن والحبل على الجرار ، وهذا التوظيف يجري من خارج موازنة “أوجيرو” وهذا السؤال موجه إلى لجنة المال والموازنة النيابية وللرأي العام اللبناني.وهنا يسأل كل مواطن هل الذين أدخلوا ليتقاضوا رواتب تصل إلى 3 ملايين ليرة شهرياً أفضل من أبنائه أو إخوته ممن يحملون الكفاءة وتشتد بهم الحاجة للعمل؟
أخيراً نأمل أن يتمكن السيد كريدية من إقناع أهل بيروت تحديداً بما يقوله ، لأنهم هم الذين يلمسون بشكل خاص مفاعيل هذا التدهور الوظيفي ومدى تأثيره على أوضاعهم ، وقد واجهوا السيد كريدية في أكثر من مناسبة ، كانت تتضمن الرفض التام لسياساته التي يتبعها ، ونحن نترك ما نقدمه من معطيات بين أيدي الرأي العام ليحدّد مساره بناءاً عليها .
• أمين عام التحالف المدني الإسلامي.