عماد كريدية يوضح لـ«جنوبية»: تعاوننا مع «هواوي» ليس تطبيعاً

تساؤلات حول مناقصة شركة الاتصالات يجب عليها رئيس مجلس إدارة شركة أوجيرو الأستاذ عماد كريدية.

طرحنا في مقال “التطبيع مع اسرائيل في «أوجيرو» عبر شركة «هواوي»”  تساؤلات حول شركة «هواوي» التي كسبت مناقصة شركة الاتصالات، وذلك استناداً إلى معلومات تؤكد ارتباط هذه الشركة بالعدو الإسرائيلي من حيث العمل التقني مما يتيح التجسس!
في المادة السابقة استعرضنا الإشكالية كما هي، واضعين إياها في تصرف الرأي العام والمعنيين، ولأنّ الملف له حساسية لبنانية، ولجمع خيوطه جميعها، تواصلنا مع رئيس مجلس إدارة شركة أوجيرو الأستاذ عماد كريديه الذي أكّد لنا أنّ “وزارة الاتصالات هي التي تقول من يتعامل مع اسرائيل ومن لا يتعامل، أما شركة «هواوي» فهي تملك 70% من السوق العالمي. ونحن نتعامل معها في قطاع الاتصالات، وهي موجودة في مختلف الدول العربية وذلك منذ العام 2000”.
مضيفاً “هذه الشركة تنتج سنوياً 73 مليار دولار، لديها مئات الألوف الموظفين الذين هم يملكونها. في عالم التكنولوجيا هناك العديد من القصص، ولكن الجزم بأنّها شركة اسرائيلية هو كلام عارٍ غير صحيح”.
ولفت كريديه إلى أنّ هذا الكلام عن الارتباط بالعدو الاسرائيلي سبق وتمّ التحدث فيه، و أنّ الشركة هي التي تدافع عن نفسها، ليوضح أنّه يوم أمس قد افتتحت شركة «هواوي» في الرياض أكبر مركز أبحاث لتطوير قطاع الاتصالات في المملكة العربية السعودية، و أنّه قبل السعودية هذه الشركة موجودة في الإمارات.

وأشار كريديه إلى أنّ “كلّ الدول العربية تعمل مع شركة «هواوي» بطريقة أو بأخرى، ونحن عرضناها على مكتب مقاطعة اسرائيل ولم يكن هناك التباساً حولها”.
ومبيناً أنّ أيّ شركة تريد أن تعمل مع «أوجيرو» يراسلون وزارة الاقتصاد بخصوصها، ويتم التحري عنها وإن كان لها علاقات مع اسرائيل أم لا، ومن ثم تأتي إليهم إفادات خطية من الوزارات المختصة تثبت هذا الشيء.

وبحسب كريديه فإنّه  “ليست المرة الأولى التي تعمل فيها شركة «هواوي» في دول عربية، موضوع التساؤل أتركه لهم ليدافعوا هم عن أنفسهم، ولكن الذي أستطيع أن أؤكده أنّه من إيران للمغرب «هواوي» موجودة في كل شركات الاتصالات”.
وشدد كريديه أنّ هذا الموضوع لا يعنيه لا من قريب لا بعيد، إذ أنّ هذه الشركة بحسب قوله تعمل كذلك في البترول وفي الأقمار الصناعية وهي شركة موجودة في العديد من الدول العربية ولا يوجد مقاطعة عليها من قبل الحكومة اللبنانية معلقاً “لن أكون ملكي أكتر من الملك”.

ومضيفاً “هذا السؤال يوجه إلى شركة «هواوي»، وفيما يتعلق باتهامنا بالتطبيع فهو اتهام كبير لاسيما وأنّه معروف من نحن”.

 

 

وفيما يتعلق بالمعلومات الواردة حول أنّ الطيف الترددي الوارد في المناقصة هو 165 ميغا هيرتز، فيما المناطق النائية لا تحتاج أكثر من 10 ميغاهيرتز، أوضح كريديه أنّه “هناك عدة دكاترة اتصالات يعملون في شركة أوجيرو وهؤلاء من أهم مهندسي الاتصالات وهم الذين يقررون حسب التغطية وبُعدها وأبعادها وسرعة الانترنت والكواليتي للاتصالات، نحن من وضعنا الشروط، وما من خبير يستطيع أن يحدد هذا كلام مغالط”.

 

اقرأ أيضاً: حفلة Tomorrow Land تطبيع مع اسرائيل أم تواصل فضائي؟
متابعاً “نحن نحدد الترددات بحسب وجودها، وهذه الترددات ليست فقط أوجيرو من تستعملها وإنّما الدولة اللبنانية أيضاً بكافة الأجهزة الأمنية وشركات الاتصالات تستعمل الـ «باندويز» المتاح ومن هذا «الباندويز» نقرر أي فريكانسي نستعمل”.

وأشار كريديه إلى أنّ “الطيف الترددي هو من أندر الأشياء التي يمكن لشركات الاتصالات أن تتعامل معها، فإذا أخذت المساحات المتاحة لي على هذا الطيف الترددي فذلك لهدف تقديم الخدمة للمستهلك”.

أما عن الفروقات الكبيرة بين الأسعار والتساؤلات إن كانت الشركة التي فازت على علم مسبق، لفت كريديه إلى أنّ “شركة ايركسون قد أعطت 35 مليون، أما شركة نوكيا فقد أعطت 18 مليون، بينما شركة هواوي أعطت 12 مليون”.
متسائلاً “أي سعر نذهب إليه لأجل المال العام”.

وتوقف عند الأسئلة التي طرحت عن موضوع فض العروض، قائلاً أنّ “المناقصات تجري على الشكل التالي، نطلب بعد الموافقة على دفتر الشروط أن تقدم الشركات مظروفين الأول للتقييم التقني، والثاني المالي. شروطنا وطريقة التقييم موجودة في دفاتر الشروط ونقول للشركات المشتركة في المناقصة كيفية التقييم. والتقييم التقني يتم بحسب الشروط الموزعة والتي وافق عليها المشتركين”.
ليوضح أنّ “هذه العمليات تتم بوجود كل المشتركين في المناقصة وليس كل مشترك على حدة، وهذا التقييم يتم تصويره وبكل شفافية، حيث نفتخ الظروف التقنية ونقوم بتقييم لكل مشترك، وعندما لا يكون تطابق نطلب من الشركات إيضاحات كي لا نظلم أحداً”.
وتابع كريديه شارحاً أنّه “بعد التقييم الشركات الملتزمة بالشروط تتابع، وغير الملتزمة نعتذر منها ولا نفتح مظاريفهم المالية، إنّما نفتح المظاريف المالية فقط للذين تأهلوا إلى لمرحلة الثانية أمام الجميع، وإن كان هناك فروقات في الأسعار نحاول معرفة اسبابها، وهناك شفافية مع كل المشتركين”.
مؤكداً أنّه “في هذا الموضوع لا لعب، ولكن البعض منّا لا يتحلى بالروح الرياضية”.

وبالعودة لشركة «هواوي»، وأنّ بعض الجهات التي اتهمت هي مقربة سياسياً من وزارة الاتصالات، بيّن كريديه أنّه قد أتى من مكان محض تقني يرتبط بقطاع الاتصالات في القطاع الخاص.
متسائلاً “ما المبرر لهذا الاتهام؟ هل لأنّنا وجدنا شركة أرخص سعراً”.
وأردف كريديه مشيراً إلى أنّ المقرب من الوزراة يعني مستفيداً منها وهذا ما لا يمكن له القبول فيه لا هو ولا وزير الاتصالات، ليعلق “أنا هنا لكي أحافظ على المال العام وحتى أساهم في تقدّم قطاع التكنولوجيا إلى الأمام”.

وأشار كريديه إلى أنّ كلمة “إيفرنت” قد أتت من المهندس الذي اخترع النت وهو أميركي – يهودي اسمه “إيفر”، ليسأل “هل هذا يعني أن نتوقف عن استعمال النت؟!”.

هذا خلص كريديه في هذا الملف المتعلق بشركة «هواوي» إلى أنّ من يريد أن يحقق فليحقق، إذ بحسب كلامه، شركة «هواوي» عير مدرجة ضمن مكتب مقاطعة اسرائيل ولذلك لا عائق أمام العمل معها، فالمرجعية هي هذا المكتب وهو يراسلون وزارة الاقتصاد قبل التعامل مع أي شركة.

اقرأ أيضاً: رفع علم لبنان واسرائيل على شاحنة «come together» خيانة… ولكن!

هذا ولفت كريديه إلى أنّ الهواتف الحديثة على أنواعها تحتوي على 8000 آيتن، معلقاً “هل نستطيع أن نضمن أن أي آيتن لم يأتِ من مكان غير مرغوب فيه؟”.

من جهة ثانية أكّد رئيس مجلس إدارة شركة أوجيرو أنّ سرعة الانترنت قد تحسنت لدى 63% من المستهلكين لتصل إلى الضعف والضفعين، داعياً المواطنين الذين لديهم مشاكل إلى الاتصال بـ1515 لأنّ السبب قد يكون داخل منزلهم، والفريق التقني للشركة سوف يتابعه.

وختم قائلاً أنّ”هناك الكثير من المشاريع القادمة التي تهدف لتأمين خطوط إضافية، وتركيب وتبديل السنترالات القديمة بأخرى جديدة تعمل بتقنية IP تكنولوجي وذلك للوصول إلى مليون ونصف مستهلك، إضافة إلى وجود طرح الفايبر أوبتيك”.

السابق
العلاقات الأميركية الروسية… من سيّئ الى أسوأ!
التالي
 أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الثلاثاء في 8 آب 2017