لبنان.. بين حربين!

علم لبنان 1200

يعيش لبنان على هدير الازمات المتواصلة المتناقضة، كسفينة تُبحر وسط العواصف والاعاصير، وللأسف دون ربان او طاقم يهتم بها، بل كل ما حوله، هم ذئاب مفترسة تحاول نهش ما استطاعت اليه سبيلا.

فحرب “المشاغلة والاسناد” في الجنوب، التي بدأها “حزب الله” بعيداً عن إجماع اللبنانيين، وورط لبنان بحربٍ لا طاقة له عليها، كما ورط الشعب اللبناني بأزمات زادت عليه شظف الحياة وصعوباتها، حتى من يسميهم ببيئته، بمصائبٍ تفوق خيال البعض منهم، خصوصاً انهم يمرون بمنعطفٍ لم يسبق لهم ان مروا بمثيله.

حرب المشاغلة دمرت قرى وبلدات الجنوب، لاسيما تلك المحاذية لفلسطين المحتلة

فحرب المشاغلة دمرت قرى وبلدات الجنوب، لاسيما تلك المحاذية لفلسطين المحتلة، حيث يقوم العدو الصهيوني بعمليات تدمير ممنهجة، محاولاً إقامة سياج حدودي خالٍ من الجنوبيين لسنواتٍ مقبلة، فالامر لم يقتصر على تدمير المنازل والاحياء، والبنية التحتية التي هي اصلاً متهالكة، بل يُدمر اراضيهم الزراعية، التي هي احد ابرز مصادر رزقهم وعيشهم، من خلال القصف بالفوسفور الابيض، والذي يحتاج لسنواتٍ وسنوات، ليعاد العمل بزراعة تلك الاراضي والعيش منها.

هذه الحرب التي بدأها “حزب الله”، لن تقف نتائجها عند توقف الحرب

هذه الحرب التي بدأها “حزب الله”، لن تقف نتائجها عند توقف الحرب، وعودة النازحين قسراً الى بلداتهم وقراهم، بل تتعدى ذلك لسنوات، والاهم ان لا توجد دولة لبنانية قادرة على مباشرة إعادة الاعمار وترميم ما تهدم، والتعويض على مواطنيها عن الخسائر التي تعرضوا لها، كما ان “حزب الله” ومن خلفه إيران، غير قادرة او لا تريد التعويض وإعادة الاعمار، والتجربة السورية ماثلةً للعيان، اما بخصوص عرب الخليج والذين هبوا في حرب ٢٠٠٦، واحتضنوا اللبنانيين واعادوا إعمار ما دمرته الحرب، فالسيد حسن نصرالله وحزبه، لم يأل جهدا، إلا وصبوه على دول الخليج شتماً وتخويناً، خدمة لمصالح ايران وتنفيذاً لاجنداتها، وبالتالي حين تستعدي العرب، حتماً لن تجد من يمد لك يد المساعدة، وهنا الكارثة الكبرى للجنوبيين خصوصاً واللبنانيين عموماً.

فخسائر اللبنانيين في الارواح والممتلكات والقطاعات الاقتصادية كبيرة وكبيرة جداً، ويحتاج لبنان وقتاً ليس بقليل، للتعافي من حروب “حزب الله” ومغامراته.

اما الامر الثاني والصعب ايضاً، ولبنان متروك ليواجه مصيره وازماته وحده، هو ملف النازحين السوريين، والذي فاق قدرات لبنان على مختلف الصعد، فهو يُشكل ملفاً ضاغطاً، يستنزف ما تبقى من قطاعات اقتصادية وخدماتية وعملانية، عدا عن قدرات لبنان واللبنانيين الضاغطة بمختلف اوجه الحياة؟

فالنزوح السوري، وككل ملف يواجه الطبقة السياسية اللبنانية، يجري العمل معه بطريقة شعبوية آنية لا تقدم الحلول، بل تزيد الامور اكثر تعقيداً، نتيجة مواجهته عبر عملياتٍ ترقيعية، لا تُقدم حلولا ناجعة على الاطلاق.

ازداد الحديث عن ملف النزوح ومواجهته، والذي لا يتم مقاربتهُ بطرق علمية صحيحة

وفي الآونة الاخيرة، ازداد الحديث عن ملف النزوح ومواجهته، والذي لا يتم مقاربتهُ بطرق علمية صحيحة، ولا بذهنية رجال الدولة، والتي فعلاً يفتقد اليها لبنان، في هذه ظل الطبقة السياسية الحاكمة، والتي تعيش على المغامرات والخزعبلات والمناكفات، التي تهدم الاوطان ولا تبنيها.

فبدل ان تتوحد الطبقة السياسية مع القوى والاحزاب والطوائف، تراها تعيش ترف السياسة، وكلٍ منها يُغني على ليلاه، والشعب اللبناني يدفع الثمن وحده، لإنه شريك معها، كونه يُعيد انتخابها والتجديد لها كل اربع سنوات.

لهذا لبنان الوطن والدولة، يغرقان في فراغٍ من اعلى هرم السلطة وفي كل الادارات، ويًشكل القانون وجهة نظر،ط يختلف عليها الحاكمين، لان لكل منهم وجهة نظر ومصالح يدافع عنها.

لبنان يعيش مرحلة فراغٍ، والذي يُملأ الفراغ بعض صبية السياسة و دجالين، غير آبهين بمصالح الوطن والشعب، بل فقط يهتمون بمصالحهم وازلامهم.

السابق
موافقة كاملة على اتفاق وقف النار في غزة.. اليكم تفاصيل المقترح!
التالي
آخر تطورات قوات الحرس للنظام الإيراني.. هل سيتم إغلاق مقر قيادة «فيلق القدس» في سوريا؟