الجرود، كما نهر البارد.. خط احمر من نوع آخر

الكلام عن الوقوف إلى  جانب الجيش اللبناني، ودعم الجيش، وتقوية الجيش من قبل حزب الله يشبه تماما صاحب مولدات اشتراك كهرباء يطالب بوقف التقنين والاتيان بكرباء الدولة 24/24 !! أو  صاحب مدرسة خاصة يطالب الدولة بتحسين أوضاع  المدرسة الرسمية !
المعادلة البديهية في هذا السياق تقول بأن  كل انتصار للجيش اللبناني هو تراجع طبيعي لدور حزب الله، وكل حضور للجيش اللبناني وممارسة دوره كحامي للحدود والوطن هو بمثابة سحب البساط من تحت أرجل  الحزب، وتهديدا لمبرر وجوده القائم أصلا  على قاعدة ” ضعف ” الجيش وعدم قيامه بواجباته المفترضة
من هذه الزاوية تحديدا كان الخط الأحمر  أيام  قرر الجيش حربه على ارهابيي نهر البارد 2007، ومن نفس هذه الزاوية تماما نتفهم هذا الاصرار على ما يقوم به الإعلام  الحربي من إبراز  حاجة الجيش اللبناني لمؤازة حزب الله وجيش الأسد  بحربه القائمة الآن  في جرود القاع ورأس بعلبك.

إقرأ أيضاً: معركة الجرود ضد داعش وتحدي التنسيق السوري.. اللبناني

لم يستطع هذه المرة حزب الله أن  يرسم خطا أحمر جديدا على حرب داعش، ومن غير الممكن أن  يقف ليعترض كما فعل في نهر البارد لذا نراه يرسم خط أو خطوط حمراء ولكن هذه المرة من نوع آخر ، كأن يعلن بدء معركته على الجانب السوري للجرود متزامنا مع لحظة انطلاق معركة الجيش للإيحاء بأن  التنسيق ” الحاجة ” قائم على قدم وساق، لتكذيب بيان مديرية التوجيه عن عدم وجود أي تنسيق لا مع الحزب ولا مع ميليشيا بشار الأسد ،
أكثر  ما يهابه حزب الله في هذه المرحلة هو هذا الالتفاف الشعبي الكبير حول دور الجيش، واعتباره الحامي القادر والقوي عن كل اللبنانيين، وعليه نلاحظ ما يشبه ” حرب ” بيانات ما بين مديرية التوجيه من جهة والإعلام  الحربي من جهة أخرى ،، بالتلال المحررة على أيدي  مقاتلي الحزب هي دوما أعلى  من تلال الجيش، والمساحة المحررة على أيدي  مقاتلي الحزب هي أوسع  من تلك المحررة على أيدي  أبطال  الجيش، حتى أن مقاتلي الحزب استطاعوا أن  يأسروا بفضل قوتهم وبسالتهم ارهابيين لداعش شاهدناهم جميعا، ولا بأس  وأن ظهروا فرحين مسرورين !

إقرأ أيضاً: الداعشية ليست في الجرود فقط.. في الريحان أيضاً

صحيح أن  الأمين  العام لحزب الله لم يخرج على الإعلام  ليقول بالفم الملآن أن جرود القاع ورأس بعلبك خط أحمر ، إلا  أن  هذا المنطق نفسه يقوله  الإعلام  الحربي يوميا، ولو بطريقة غير مباشرة .

السابق
أحمد اسماعيل والشيطان والقهوة الأمنية
التالي
علم وخبر يواكب معركة فجر الجرود