معركة الجرود ضد داعش وتحدي التنسيق السوري – اللبناني

ثمة انقسام في لبنان حول ضرورة التنسيق الميداني بين الجيشين السوري واللبناني في المعركة الدائرة على الحدود ضد داعش، كيف يرى كل من العميد المتقاعد الياس فرحات، والمحلل الاستراتيجي سمير الحسن معركة جرود رأس بعلبك والقاع، التي اطلقها الجيش اللبناني ضد "داعش" فجر اليوم؟

“باسم لبنان والعسكريين المختطفين ودماء الشهداء الأبرار وباسم أبطال الجيش اللبناني العظيم أطلق عملية فجر الجرود”. أعلن قائد الجيش العماد جوزيف عون عبر حساب مديرية التوجيه على تويتر انطلاق عملية “فجر الجرود”.
بعد انتظار طويل دكت مدفعية الجيش وطوافاته وراجماته منذ ساعات الفجر الاولى اوكار داعش في جرود رأس بعلبك. مع الاشارة الى ان الجرود هي منطقة قاحلة في الجبال الواقعة ما بين سورية ولبنان وهي قاعدة لعمليات الجماعات المسلحة كتنظيم “داعش” و”جبهة النصرة”، ويبلغ عدد المسلحين فيها بنحو 3000 آلاف إرهابي.

اقرأ أيضاً: معركة «فجر الجرود»: اسلحة جديدة للجيش اللبناني ستفتك بداعش

علما أن عرسال كانت، منذ اسابيع قليلة، مسرحاً لأخطر حالات امتداد آثار الحرب الأهلية السورية إلى لبنان في العام 2014 عندما سيطرت هذه الجماعات المتشددة على جرودها وخطفت جنودا لبنانين لايزال تسعة منهم مجهولي المصير.
من اجل استيضاح اجواء المعركة، التي انتظرها اللبنانيون طويلا، كان لـ”جنوبية” اتصال مع العميد المتقاعد الياس فرحات الذي قال ردا على سؤال هل سيتمكن الجيش من حسم المعركة بسرعة؟
رأى العميد فرحات، ان “طبيعة الارض والعدد والمعركة تختلف كليّا عن معركة جرود عرسال، اضافة الى الفروقات بين النصرة و”داعش”، فالاولى تفاوض، والثانية تقاتل حتى الموت، بل انتحارية بعقيدتها. اضافة الى ان طبيعة الارض المختلفة تماما بين المعركة التي خاضها حزب الله منذ اسابيع قليلة، والمعركة التي يخوضها الجيش اللبناني اليوم”.
ويتابع العميد فرحات، بالقول “نحن ننطلق من أسفل الى أعلى، فالجغرافيا مختلفة، وهناك تلة طويلة قد يختبأ فيها ارهابي فلا يمكن ان يطاله الجندي اللبناني الا بصاروخ”.


ويشرح فرحات “بالطبع سيلجأ الجيش الى استخدام الصواريخ نهاية الامر، فنحن نملك عددا من الصواريخ غيرالمحددة”.
وردا على سؤال هل ان الواقع يفرض اطالة أمد المعركة؟ قال الخبير العسكري العميد فرحات “ليست المسأل مسألة طول أمد المعركة، لكن لا يمكننا ان نقول ان المعركة أمدها قصير، ولا انها قد تمتد لأشهر ايضا، كل ذلك يفرضه الأمر الواقع”.
وفي اتصال مع المحلل الاستراتيجي مؤلف كتابالحرب السوريةسمير الحسن، قال لــ”جنوبية” ردا على سؤال عن حجم التواصل بين الجيشين اللبناني والسوري وحزب الله في معركة حرود القاع ورأس بعلبك؟، قال: “مسرح العمليات يفرض التنسيق بحكم المعركة القائمة، ولا يمكن ابدا ان تُفتح جبهتان بالتزامن، دون أي تنسيق. وحزب الله يعوّض التنسيق ويلعب الدور بين الطرفين”.

سمير الحسن
ويتابع الحسن، شارحا، بالقول: “ان تجري معركة بشكل متزامن ولا يمكن ان تتم دون تنسيق، خاصة انه منذ حوالي اسبوع يقوم الجيش اللبناني بقصف مواقع “داعش” يوميا، ويوم أمس شنّ الجيش السوري 20 غارة على مواقع “داعش”.
وردا على سؤال عن المدة الزمنية التي قد تُستغرق لحسم المعركة قال المحلل والباحث سمير الحسن، ان “النجاحات السريعة التي تظهر في الهجوم من الجهتين دون اعطاء “الدواعش” فرصة للمناورة هي التي تسرّع في المدة”. و”طبيعة العمليات التي تتم بالتزامن، هي التي تجعل الخطوط الدفاعية مستقرة، والضغط على الارهابيين من ثلاث جبهات، خاصة ان الجيشين يحتاجان للتنسيق كون الجيش اللبناني يتقدم من أسفل الى اعلى بسبب طبيعة الجرود”.
ويُشدد الحسن على ان “الاندفاعة السريعة للجيش اللبناني تعطيه الافضلية للتقدم أكثر، بسبب الدعم من الطرف الآخر. علما ان المعركة من جهة لبنان تقتصر على القصف. فالجيش اللبناني يحتاج لأكثر من 5000 جندي مقاتل للانتصار بالمعركة. مع الاشارة الى ان كل الوحدات في الجيش اللبناني تشارك في المعركة”.
ويشرح مفصلا ان “المنطقة كبيرة جدا، وواسعة، وتحتاج الى تقدم واحد والى أكثر من تنسيق”.

اقرأ أيضاً: لماذا تزامن معارك «الجرود» مع معارك عين الحلوة؟!

ويرى ان”مجرد وجود فخامة الرئيس ميشال عون في غرفة عمليات الجيش يعني ان المعركة جدّية، كونه كان قائدا للجيش ويعرف الطرق العسكرية للمعارك، اضافة الى متابعته لسير المعارك وهو امر مهم جدا. فلو كان لدينا رئيس متابع منذ أربع سنوات لما وصلنا الى ما وصلنا اليه الان”.
وعن مدة المعركة قال الخبير الاستراتيجي اللبناني “لا يجب ان نضع مواقيت للمعركة، في كل الحالات، المعركة التي جرت في جرود عرسال بين حزب الله والنصرة كانت أصعب، لان مقاتلي النصرة كانوا يتلقون الدعم من جهة وادي حميّد والملاهي ومخيمات النازحين، كانت للطرفين معركة أصعب”.
وختم سمير الحسن، بالقول “هذه المعركة قد تكون أسهل، لكن الامتداد الجغرافي ليس سهلا، والمشكلة الاساس هي بوجود العسكريين المختطفين لدى “الدواعش” الامر الذي قد يبّطىء العملية، وهو أمر مهم بالنسة للجيش”.

السابق
لماذا تزامنت معارك «الجرود» مع معارك عين الحلوة؟!
التالي
إجراءات امنية في الضاحية تخوفاً من عمليات داعش الانتقامية