هواجس إسرائيلية من اتفاق خفض التصعيد جنوب سورية

إتفاق روسي أميركي يتقاسم فيها الطرفين المناطق السورية، الا ان اسرائيل غير موافقة على هذا الاتفاق، فما هو السبب!

توصّل كل من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والأميركي دونالد ترامب في قمة هامبورغ في7 تموز، إلى اتفاق لخفض التصعيد جنوب غرب سورية، شمل محافظتيّ درعا والقنيطرة. جاء هذا الاتفاق بعد سلسلة طويلة من الاجتماعات بين مسؤولين روس وأميركيين، شارك في فيها إسرائيليون وأردنيون.

إقرا ايضا: هدنة الجنوب السوري: الابقاء على إيران وحزب الله شكلاً

بدأ تنفيذ الاتفاق في9 تموز، حيث نشرت روسيا مئات من عناصر الشرطة العسكرية في درعا والقنيطرة والسويداء على خطي التماس بين الطرفين، كما أقامت عدداً من المراكز العسكرية، وأبعدت القوات الإيرانية والقوى التابعة لها نحو 40 كلم عن خط الحدود مع الجولان المحتل ومع الأردن. رغم ذلك، عارضت اسرائيل الاتفاق بحجة عدم الاستجابة لمطالبها الأمنية. حيث تبنّت إسرائيل منذ 2011 إستراتيجية إطالة أمد الحرب وإضعاف سورية والدعوة إلى تقسيمها على أسس طائفية وعرقية ومناطقية، وذلك بحسب “المركز العربي للابحاث”. حيث أقامت قنوات اتصال مع بعض الفصائل الناشطة في الشريط الحدودي المحاذي للجولان السوري الذي تحتله إسرائيل من ناحية. ووضعت خطوطاً حمراء للنظام السوري شملت منع استخدام الأراضي السورية لنقل أسلحة متطورة إلى حزب الله، ومنع دخول قوات عسكرية إيرانية وقوى مرتبطة بها إلى مناطق محاذية للجولان.

وسعت إسرائيل إلى استغلال الحرب  السورية الداخلية لتحقيق هدفين: الحصول على شرعية دوليّة، وإقامة منطقة عازلة في الهضبة بعمق 100 كيلومتر لتكون منزوعة السلاح وتحت النفوذ الإسرائيلي.
وقد طالب بنيامين نتنياهو بإقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع الجولان السوري المحتل، وأيضاً على طول الحدود السورية-الأردنية، بحيث تكون خالية من القوات وبالاخص الإيرانية.

ونقلت “هآرتس” ان عمّان وتل أبيب كانتا قد قدّمتا لواشنطن ملاحظات “متقاربة جدا” حول الاتفاق. ولم تقف اسرائيل صامتة، بل أجرت سلسلة اتصالات طالبت فيها الإدارة الأميركية بفصل المداولات لخفض التصعيد في جنوب سورية عن المفاوضات التي تجري في “أستانا” في كازاخستان، واستبعاد إيران وتركيا من المفاوضات بشأن خفض التصعيد في جنوب سورية، وإبعاد القوات الإيرانية والميليشيات التابعة لها من المنطقة.

لكن شدد الإسرائيليون على رفضهم قيام روسيا بالإشراف على خفض التصعيد والمحافظة على وقف إطلاق النار، وطالبوا واشنطن بهذا الدور.
وتمسكت إسرائيل بمعارضتها الوجود العسكري الروسي جنوب سورية، وإشراف روسيا على تطبيق خفض التصعيد. وأن يشمل الاتفاق إنهاء الوجود العسكري الإيراني برمته عن مجمل الأراضي السورية، وليس فقط إبعاد القوات الإيرانية والقوى التابعة لها جنوب غرب سورية. ومع بدء روسيا نشر عناصر شرطتها العسكرية جنوبا ازدادت مؤشرات رفض اسرائيل للاتفاق.

علماً أن وزارة الدفاع الروسية أخبرت إسرائيل مسبقاً بالانتشار، وأنها ستبقى بعيدة مسافة 13 كلم عن خط الحدود بين سورية والجولان المحتل.
وكان نتنياهو قد عبّر عن خوفه من تغيّر الواقع بسرعة جنوب سورية، فإيران وحزب الله يحاولان ملء الفراغ الداعشي، وتعمد تجاهل الاتفاق الروسي- الأميركي القائل بابعاد روسيا نحو 40 كلم عن الحدود.

ويتركز القلق الإسرائيلي بشكل اساس حول تفاهم واشنطن وموسكو على تقاسم النفوذ في سورية، بحيث يكون غرب سورية وجنوبها الغربي تحت سيطرة روسيا، مقابل سيطرة واشنطن على المناطق الواقعة شرقي الفرات وحتى الحدود السورية- العراقية.

رغم أن هذا التفاهم، يقطع التواصل البريّ بين إيران وسورية عبر العراق، فإنه يكرس النفوذ الروسي في جنوب غرب سورية. وكان موقع “تسنيم” الايراني قد نقل عن بهرام قاسمي، الدبلوماسي الايراني، قوله إن “إيران لن تكون ضامنة للاتفاق الأميركي- الروسي”. ويحاول الروس تسريع هذا الاتفاق.

إقرأ ايضا: «اتفاق عمّان».. هل يُطلق الإشتباك الروسي-الايراني جنوب سوريا؟

وتخشى إسرائيل من أن تطوّر روسيا وجودها العسكري جنوب سورية من الإشراف على تنفيذ الاتفاق إلى الوجود الدائم مما سيحدّ، من قدرة إسرائيل على الاستمرار في استباحة الأجواء والأراضي السورية، وشن الاعتداءات.

من هنا، تعارض إسرائيل اتفاق خفض التصعيد الذي توصلت إليه روسيا والولايات المتحدة بشأن جنوب سورية، لأنها ترى أنه يتناقض مع إستراتيجيتها الأمنية والعسكرية.

السابق
لا بداية للعام الدراسي قبل إقرار السلسلة
التالي
استحصال وكالة قانونية للدفاع عن هنادي.. والإفراج عنها بسند إقامة