«سرايا القاع» أم «سرايا المقاومة»: فتّش عن حزب الله!

المرحلة الأولى من معركة جرود القاع ورأس بعلبك من قبل الجيش اللبناني قد بدأت فعلياً، بانتظار المرحلة الثانية، في سياق كلّ هذا هناك أنباء عن "سرايا" سوف تدعم الجيش في معركته ضد الإرهاب، فما هي حقيقة "سرايا القاع"؟ وما واقع وجودها؟

كثر الحديث مؤخراً عن “سرايا القاع”، وعن أنّ هذه المجموعة سوف تؤازر الجيش اللبناني في معركته المرتقبة ضد تنظيم داعش في جرود القاع ورأس بعلبك، إلا أنّ اللافت أنّ رئيس بلدية القاع الأستاذ “بشير مطر”، قد نفى لموقع “جنوبية” وجود هكذا سرايا.
لافتاً إلى أنّ رفعت نصرالله وهو أحد مسوؤلي السرايا ليس في القاع كما ورد وإنّما في رأس بعلبك.

هنا تواصل موقعنا مع رئيس بلدية رأس بعلبك العميد المتقاعد دريد رحال، الذي أكّد لنا أنّه هناك سرايا المقاومة وليس سرايا القاع، وأنّ هذه المجموعة تابعة لحزب الله، لافتاً إلى أنّ رفعت نصرالله هو مسؤول سرايا المقاومة في رأس بعلبك.

وتابع رحال موضحاً لنا فيما يتعلق بنشأة هذه المجموعة أنّه “عند بداية الأحداث في جرود رأس بعلبك في العام 2014 أنشأت هذه السرايا واستقطبت بعض الشباب في المنطقة، إلا أنّهم لا يقومون بأي دور”.
مشدداً أنّه ما من ظهور مسلح لهؤلاء الشبان، ومؤكداً أنّه يمنع لأي أحد أن يتحرك في البلدة دون موافقة البلدية.

هذا ولفت رحال إلى أنّ الدوريات المسيّرة هي فقط للجيش اللبناني والمخابرات وقوى الأمن الداخلي وشرطة البلدية، فيما الذي ينتمون إلى السرايا هم في بيوتهم وإن كانوا يملكون السلاح.

بعد هذه المعطيات حول سرايا المقاومة التي تمّ تعريفها بسرايا القاع لغاية في نفس يعقوب، ولمعرفة حقيقة هذه المجموعة وخلفيتها، أجرى موقع “جنوبية” حواراً مع مسؤول السرايا السيد رفعت نصرالله.
نصرالله الذي أكّد أنّه من رأس بعلبك وليس من القاع، وأنّه مسؤول في سرايا المقاومة، متهماً مسربي المعلومات بأنّهم “بلا حسيب ولا رقيب يكتبون وفق مزاجهم”.
وأوضح انّه ما من شيء اسمه سرايا القاع، ليردف “لنفترض إن وجدت هذه الحالة، هل سوف تعترف فيها الدولة؟ هل ستأخذ جدية ليتعاطى معها الجيش اللبناني؟”.
وتساءل نصرالله عن أصحاب الغايات عن الهدف من تجزأة هذه الحالة المؤازرة للجيش وهي حالة شعبية، مضيفاً “هم يسموننا سرايا المقاومة، فليسموّا ونحن لسنا مختبئين”.
ليتابع “هم يريدون التجزأة حتى لا تستفاد المقاومة من شيء اسمه سرايا”.

 

 

ولفت نصرالله إلى أنّ “من يؤازر الجيش اللبناني بكل بساطة هي المقاومة، أما فيما يتعلق بفروع المقاومة فلا داعي للتسمية، والمقاومة هي الحالة الطبيعية المعترف فيها في مجلس الوزراء اللبناني. وعلى المستوى السياسي ما من إحراج للمؤسسة العسكرية في التعامل مع المقاومة”.

إقرأ أيضاً: خلافات حادة بين سرايا المقاومة وحزب الله

وعمّا إن كانوا سيشاركون كسرايا المقاومة في معركة جرود القاع ورأس بعلبك إلى جانب الجيش اللبناني، أشار إلى أنّ “المؤسسة العسكرية هي صمام الأمان لهذا البلد”، مضيفاً “إذا طلبت منّا الدولة اللبنانية بالطبع سوف نشارك، ونحن لسنا بديلاً للدولة”.
موضحاً أنّه “في حال الدولة لم تطلب وتمّت هذه المعركة سوف نحمل أعلام الدولة اللبنانية وأعلام المؤسسة العسكرية وسوف نلاقيهم بالورود والريحان”.

ليخلص كلامه بالتأكيد أنّه “إذا حدث أمس خرق أمني أو ثغرة أمنية ولم يتواجد في تلك النقطة عناصر المؤسسة العسكرية، عندها لسنا بحاجة لأي إذن من أحد لمواجهته وللتصدي له، نحن لا نطلب من المؤسسة أكثر من طاقتها”.

إقرأ أيضاً: الاعتداء بالضرب من قبل سرايا المقاومة ضد القواتي… ما زال دون عقوبة

في السياق نفسه أكّد مصدر من البلدة لموقعنا أنّ عدد عناصر سرايا المقاومة في المنطقة لا يتجاوز الـ25، وأكثرهم من العسكريين المتقاعدين المقربين من التيار الوطني الحر، موضحاً أنّ هؤلاء العناصر لا يقومون بأيّ شيء، و وجودهم من باب الاستعراض ليس إلاّ.
ولفت المصدر إلى أنّ حزب القوات اللبنانية لديه تحفظ على هذه المجموعات ولكنّه لا يبادر بأي موقف.

السابق
أهالي الطفيل اللبنانية: العودة الممنوعة
التالي
السيد محمد حسن الأمين: تطبيق الشريعة يكون في دولة مدنية ينتخبها الشعب