مفاجأة «عين الحلوة» في صفقة تبادل «عرسال» تثير مخاوفاً وتساؤلات؟

شكلت الاخبار الواردة عن طلب عدد من المقيمين المتهمين بالارهاب داخل مخيم عين الحلوة كي ُيشملوا بصفقة التبادل مع جبهة النصرة ويخرجوا الى إدلب بلبلة قوية، من شأنها تأكيد العلاقة الوطيدة بين هؤلاء وبين تنظيم الجبهة المتهم دوليا بالارهاب؟

بعد اطلالة محمود عيسى الملقب بـ(اللينو) على بعض الشاشات اللبنانية يوم أمس حيث تحدث عن 120 مسلحا موجودين داخل عين الحلوة يودون الخروج مع مسلحي جماعة النصرة ضمن صفقة التبادل التي تجري بين النصرة وحزب الله عبر معبر فليطة الحدود.

واضاف اللينو بالقول ان بعض “السلطات اللبنانية ترفض خروج هؤلاء الارهابيين من لبنان”. هذه التصريحات اثارت اللغلط والبلبلة عن عددهم وسبب عدم قبول السلطات اللبنانية بخروجهم.

فكان لـ”جنوبية” اتصال بعضو المجلس الثوري في فتح جمال أشمر، الذي اعتبر أنه “بصفتي عضوا في المجلس الثوري لفتح ليس لدينا أية معلومة رسمية في هذا الشأن، والحديث يدور بقوة في هذا الامر. واعتقد ان الامور ليست ناضجة لا من حيث الفكرة، ولا من حيث التفصيل حتى الآن”.

ويتابع “بمعنى هل هناك صفقة ستحصل؟ ام ان هذه الصفقة ستكون جزءا من الصفقة التي ستحصل مع النصرة؟“.

ويلفت أشمر الى ان “الحديث يدور بقوة في أكثر من مكان ولدى اكثر من جهة، والاخ محمود عيسى(اللينو) رئيس التيار الاصلاحي في فتح التابع لمحمد دحلان هو من يجب سؤاله عن هذه المعلومة”.

ويتابع أشمر بالقول “اذا اردت القول ان ليس لدينا معلومات فهذا صحيح، لكن الحديث يدور بقوة في هذا الامر، ويبدو ان الامور ليست ناضجة، فليس هناك ما يؤكد او ينفي او يلغي هذه المعلومات”.

لكن ثمة أسماء نشرت لمن يود الخروج من المخيم، من أين أتت؟. قال أشمر”لا فكرة لديّ، وهناك اسئلة كثيرة فأخبار الصحف تناولت الأمر”. ويتابع “بين التأكيد والنفي يمكن انتظار بعض الوقت”. و”لا معلومات لديّ ان كانت العملية ضمن صفقة مستقلة او انه هناك صفقة أخرى، لان أحد المراجع قال اننا غير موافقين على الخروج، ولكن لا بد من تحضير الاسماء”.

والسؤال الذي يطرح نفسه، انه بمجرد طرح الفكرة والاسماء أثار البلبلة في عين الحلوة، ما الهدف من تسريب الخبر، اذا كان غير مؤكد؟؟.

إقرأ أيضاً: أمراء «النصرة» من مخيم عين الحلوة الى إدلب

يرى جمال أشمر، أنه “هذا كلام قبل أوانه، ولا شيء مؤكد من هذه الاخبار، ليبقى صاعق الفتنة موجودا، لذا لا اريد ان ننطلق من هذه الفرضية”.

لكن الخبر اثار البلبلة في الاجواء اللبنانية ؟ يجيب أشمر ان “القاصي والداني يعلم انه هناك مجموعات ارهابية في عين الحلوة، اضافة الى مجموعات اخرى، وكنا نؤكد الخبر بوجود ارهابيين. فهل يمكننا نفيّ وجود شادي المولوي، وبلال بدر وغيرهما الكثير داخل المخيم؟”.

مع “تقديرنا انهم كجماعات ارهابية موجودون من أجل زج المخيم بمعركة داخلية، أو مع جوارها”. و”السلطة اللبنانية تعرف مَن مِن الارهابيين موجود داخل المخيم، ومنظمة التحرير تعرف، والقوى الفلسطينية تعرف أيضا بوجود ارهابييين، وهم في جزء منهم لبنانيين تم ادخالهم الى المخيم، لكنهم موجودون، ومعهم فلسطينيين متورطين”.

إقرأ أيضاً: سر إنسحاب «حماس» من حيّ الطيري في عين الحلوة

في حين يؤكد الزميل وفيق الهواري لـ”جنوبية” بالقول ان “الخبر غير صحيح، والرقم مضّخم جدا، وتبين انه هناك محاولة لاعادة فتح ملف المخيم، وترافق هذا مع بيان “حماس” الذي اعلنت فيه انسحابها من القوة المشتركة من حي الطيري، في حين ان انصار الله المحسوبون على حزب الله اعلنوا انسحابهم من القوة المشتركة ايضا”.

 

ويرى الهواري أن “الرقم مضخم، وقد تم ابلاغ الفصائل ان السلطة ترفض اقتراح اشخاص من عين الحلوة لانهم مجرمون وتريد محاسبتهم”.

ختاما، تعذّر الاتصال باللينو رغم كل المحاولات.

السابق
اغتيالات في الأفق: هل اهتزّ الغطاء الأمني السياسي فوق لبنان؟
التالي
الاعلام اللبناني… كله ممانع في تغطية معركة عرسال!