أطفال داعش: بين إرث التطرّف وكيد الإنتقام !

يطرح الأطفال الكثير من الأسئلة من بينها، " لماذا تحصل هذه الأمور البشعة؟" وذلك لدى رؤيتهم صوراً ومشاهد عنيفة تبث عبر التلفاز أو عبر مواقع التواصل الإجتماعي.

يعتبر المعالجون النفسيون للأطفال أن بعض الصغار يتعرّضون لصدمة نفسية trauma عند سماع انفجار أو رؤية مشاهد لهجوم إرهابي، لأن قدرة الاستيعاب لديهم في هذا العمر لهذه الأحداث الضخمة ضئيل ويولّد لديهم شعوراً بالقلق والخوف من أن يتعرضوا لنفس الأمر. ويضيف أحد المعالجين النفسيين أن تفسير الإرهاب للاطفال هو من أصعب الأمور وأخطرها لأن الأهل يعتبرون أن الصغار لا يفهمون هذه المواضيع، بينما في الواقع يفهم الولد ويشعر.

تعتبر التساؤلات حول أعمال الإرهاب والحروب هاجساً اساسيا لدى الأهل، من ناحية الشرح ومصدر المعلومات التي يجب إيصالها للطفل مع تأمين الراحة النفسية والشعور بالأمان لديه، ويبقى السؤال: ما هو شعور الطفل الذي يدرك ان أهله “إرهابيين”؟

صحيفة الغارديان البريطانية، وفي تقرير خاص، ذكر تقرير لمارتن شلوف يلقي فيه الضوء على أطفال تنظيم داعش والأيتام منهم تحديداً الذين يواجهون “تهديدات بهجمات انتقامية”، وقال كاتب التقرير إن “ان عددا من هؤلاء الأطفال الذين تيتموا أصبحوا أهدافا من قبل سكان المنطقة الذين يسعون للإنتقام ردا على أفعال أهاليهم”.

وقام شلوف بإجراء مقابلة مع أحد الأطباء العسكريين الذين يعالجون المتضررين جسدياً ونفسياً من الحرب في مدينة الموصل، فأكد الطبيب أن هناك أعداداً كبيرة من أطفال تنظيم داعش فقدوا آباءهم وامهاتهم وهم وأصبحوا أهدافا سهلة للإنتقام.

ويروي الطبيب قصة طفل يبلغ من العمر 9 سنوات، قائلاً إنه تفاجأ لأن “الطفل لم يكن خائفاً أو مرتعباً عندما قابله”، فلم تكن شخصية هذا الطفل عادية كباقي الأطفال، ويضيف الطبيب أنه عندما سأل الطفل عن المهنة التي يطمح اليها عندما يكبر، أجاب “قناصاً”! وهذا الجواب كان صدمة بالنسبة للطبيب، لكنه علم لاحقا أن والد الطفل كان يلقب بـ “أمير القناصة” في تنظيم داعش قبل مقتله، وكان مسؤولا مهما في التنظيم الارهابي.

الولد تبيّن انه مدرب ويجيد استخدام المسدسات والبنادق الآلية وأخبر الطبيب “أنه يفتقد رفاقاً له كان يطلق عليهم التنظيم لقب “فتيان الجنة”.

بعض المنظمات الاهلية التي تتابع المسألة، تعمل على اخفاء هؤلاء الأطفال المستهدفين في مخيمات في شمال العراق، على الرغم،لكن بغياب أي برنامج خاص لتأهليهم ، فالأهالي لا يتقبلون وجود عائلات لتنظيم داعش بينهم.

في المقابل، يقول الكاتب والصحفي الألماني، يورجن تودنهوفر، إن البعض يجيز قتل أطفال الإرهابيين، مبررين ذلك بالقضاء على الإرهاب في العالم. ووفقاً لصحيفة “دويتشلاند فونك” الألمانية، أنه بعد مقتل الطفلة “نورا”، التي تبلغ 8 سنوات، ابنةن القيادي بتنظيم القاعدة أنور العولقي، على يد قوة أميركية خاصة عبر إنزال جوي في اليمن، تساءل الكاتب الصحفي الألماني تودنهوفر: “هل يجوز قتل أطفال الإرهابيين؟”

في ذلك الوقت، نفذت القوة الأميركية هجومها وتخلصت من الإرهابي المذكر لكن تخلصت أيضاً من عائلته وأطفاله حيث أشارت الصحيفة الالمانية الى أن العملية تمت بعد الحصول على موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والذي كان له تصريح سابق في العام 2015، يتحدث فيه عن تعقب عائلات الإرهابيين، والتخلص من خطرهم.

في سياق متصل، كانت رئيسة هيئة التنسيق الأمني والقضائي في الاتحاد الأوروبي، ميشيل كونينكس، قد حذرت من خطر أطفال الإرهابيين الذين قد يتحولون الى آلات قتل حقيقية.

اقرأ أيضاً: هكذا يستغل داعش النساء والأطفال في عملياته الانتحارية!

الاطفال رغم صغر سنهم يتأثرون بالاعلام والاعلان وما تنشره مواقع التواصل الاجتماعي، وخصوصا موضوع الارهاب الذي يحظى بتغطية كبيرة، وهو ظاهرة عالمية، لذلك فان على على الأهل أن يكونوا جاهزين للرد على الاستفسارات التي يبديها ابناءهم بإيجابية، لأن معنى الارهاب معقّد وغير بسيط وسيصعب على الاطفال فهمه دون الاستعانه بمن هو أكبر منهم سنا.

اقرأ أيضاً: قصص مؤلمة يرويها «ناجون من الدفن الجماعي» على أيدي داعش

 

 

 

السابق
جبران باسيل: أتى العهد ولن تبقى أرض محتلة
التالي
استهداف موقع التلّي بعدة صواريخ سرّع المفاوضات