فيديو ثان يوثق لاعتداء عنصري ضد السوريين: المحرضون هم السبب

فيديوهات عنصرية وتعريض بالنازحين السوريين في لبنان، سيناريو بات يتكرر بشكل يومي مما يزيد الاحتقان والتصادم والتعبئة بين النازحين واللبنانيين!

فيديوهات يجوز فيها وصف “السادية”، لما تحمله من انتهاك وتعريض وإذلال للإنسانية، فالعنصرية ليست وحدها عنوان ما تمّ تداوله يوم أمس واليوم مجددا، من أشرطة مصوّرة تفيض بالكراهية.

مشهدان، يقف أمامهما الضمير اللبناني بحالة من الخجل، ويتساءل مناصر الثورة والمدافع عن النازحين، من هؤلاء؟ وهل يشبهوننا؟ هل يتنفسون ذات الهواء الذي نتنفسه؟ فصدمة المقاطع أكبر من الاستيعاب، والبذاءة والاحتقار لا يمكن لذات تتمتع بالحد الأدنى من الأخلاق والإنسانية أن تقبلهما.

إلا انّ الاستفاضة بهذا السم العنصري يجعل المشاهد يتساءل؟ لماذا هذا التوقيت؟ ما الهدف؟

في هذا السياق بدأ الباحث والمحلل السياسي ومدير جمعية “هيا بنا” لقمان سليم حديثه لموقع “جنوبية” بالمثل القائل “من يزرع الريح يحصد العاصفة”، ليردف “من يزرع العنصرية يحصد هذا القبيل من العنف، من روّج طوال أشهر أنّ هذا الإرهاب يتدثر باللجوء، من روّج طوال أشهر أنّ السوريين في لبنان يسرقون من اللبنانيين لقمة عيشهم، ويسرقون كهرباءهم ومياههم ويفاقمون من أزمة نفايتهم، ويلدون سوريين وهذه تهمة إضافية”.

وتابع سليم مؤكداً “كل من المطرب الفلاني للرقاصة الفلانية لرجل الدين الفلاني للنائب الفلاني للوزير الفلاني، كل من زرع العنصرية هو مسؤول عن ما نشهده اليوم في هذه الفيديوهات، لا استثني أحداً سواء كان يلبس عمامة أو قلنسوة أو ربطة عنق وبطبيعة الحال الساكتون تحت عنوان مصلحة البلد، هم شياطين يضيفون الإخصاء إلى الخرس”.

معلقاً “يا عيب الشوم علينا كلنا”.

وأكّد سليم أنّ هذا النوع من العصبيات العنصرية لا يمكن بأي حال من الأحوال الحد منها أو احتوائها سواء بالقبض على الفاعلين أو بإصادر قوانين أو مراسيم، مضيفاً: “نحن زرعنا الشر، وهو مقبل على أن ينبت نباتاً شائكاً سواء بسرعة أو تأخر ولكن بطبيعة الحال نحن نحكم اليوم بما يشبه القطيعة الدموية بعلاقتنا كلبنانيين وسوريين”.

لقمان سليم

وخلص سليم مشدداً “الضارب هو المرتكب ولكن الآمر المحرض المعبئ مسؤول مسؤولية تكاد تضاهي إن لم تتجاوز مسؤولية الضارب اليدوي”.

إقرأ أيضاً: بالفيديو: بذاءة وتعريض بأحد اللاجئين السوريين بصورة مريعة!

من جهته مستشار شباب الحراك الثوري السوري وائل الخالدي أشار إلى أنّ “الهدف من هذه الفيديوهات هو التغطية على الجرائم التي تعرض لها اللاجئون في عرسال والتي سببت حملة شعبية، لذلك كان الهدف خلق حملة شعبية أخرى عنصرية لتغطي عليها، وهذا عمل مخابراتي، لاسيما وأنّه كان واضح التأييد والتحشيد والتوريط لحزب الله للجيش بانتهاكات عرسال، لذلك كان لا بد للتشويش”.

لافتاً إلى أنّه “لا بد من الضغط لزيادة الصمت السني على ما يحدث في جرود عرسال لذلك تمّ إثارة النعرة العنصرية بالتزامن مع طلب مساعدة الجيش معنوياً ضد اللاجئ السوري، كل هذا الكلام يصب في خانة تغطية عملية حزب الله التي يحشد لها في الجرود، مع العلم أنّ الهدف من العملية هو عرسال نفسها، إذ أننا نعلم أنّ حجم قوة المعارضة في الجرود ليس ضخماً يمكن للحزب أن ينهي النصرة في ساعات إضافة لكونه يمد داعش بالمازوت والطعام، أبو السوس نفسه يشتري من جماعة الحزب كل ما يحتاجه”.

النازحين السوريين

وتابع الخالدي مشدداً أنّ “هذه الفيديوهات تهدف إلى التغطية عمليات التعذيب والتقتل التي حدثت رسميًا والتجييش للهجوم الذي سيحشد في الجرود من قبل حزب الله، إضافة إلى التأثير والضغط على السني الصامت ودفعه للشعور أنّ الموضوع عنصري”.

إقرأ أيضاً: «للراشدين فوق 18 عاماً» بالفيديو: شبيحة لبنانيون يضربون ويشتمون ويذلون نازحاً سوريا أعزلاً

مشيراً إلى أنّ “خلق العنصرية سيخلق رد فعل عنصري آخر وهو المطلوب بانتظار اي لاجئ ينفجر ويرتكب جريمة ما تدفعهم للقول أنّ اللاجئين إرهابيين مما يسهل تنفيذ عملية أخرى”.

وختم الخالدي موضحاً أنّهم يواجهون هذه الموجه، مؤكداً “نحن نقوم بكل جهد، وننظم فيديوهات محبة بين لبنانيين وسوريين لمحاربة هذه الفكرة العنصرية”.

السابق
فيديو جديد يصوّر مشهد اعتداء ثاني على أحد النازحين السوريين
التالي
نديم قطيش: أين موقف الجيش اللبناني من الاعتداء على اللاجئ السوري؟