بعد فشل الوساطات: بدء الاستعداد لمعركة تطهير جرود عرسال

"العمليات الاستباقية" اصبحت هي أمر العمليات اليومي بالنسبة للجيش اللبناني ضدّ مجموعات داعش وجبهة النصرة، وغيرها من التنظيمات الارهابية، وذلك من اجل تفادي مخططاتهم الارهابية وعملياتهم الدموية، وفي جرود عرسال يطالعك الجيش اللبناني بانجازاته النوعية على الرغم من العتاد الخفيف والتقليدي الا أنه أثبت أمام جيوش العالم قدرته وارادته الصلبة في مكافحة الارهاب.

ليست هذه المرة الأولى التي تنفذ فيها وحدات الجيش عملية نوعية في جرود عرسال أو حتى مداهمات في مخيمات النازحين السوريين هناك حيث تختبىء بعض الجماعات الارهابية. فوحدات الجيش اللبناني المنتشرة على الحدود الشرقية هي في أجواء قرب انطلاق ما يسمى “معركة تطهير الجرود من الجماعات الارهابية”، وتستكمل الاستعدادت على الارض.

 هذا ما يؤكده العميد المتقاعد والخبير الاستراتيجي هشام جابر لموقع “جنوبية” الذي أشار الى أن “حزب الله انسحب من المواقع الأمامية وأصبح في مواقع استراتيجية لدعم الجيش اللبناني، أولاً، من الناحية الدفاعية، وثانياً، من الناحية الهجومية.” وأردف جابر قائلاً ” أن الجيش جاهز للقيام بعملية استباقية على مساحة 500 كيلومتر مربع في تلك المناطق ” ولا يعتقد جابر أن “هجوم اللحظة” للجيش اللبناني سيتم الاعبر قرار سياسي أو ما يسمى بالغطاء السياسي ف”الهجوم في عرسال ليس بنزهة”، على حد قوله. وعن أسباب عدم اتخاذ هذا القرار لدفع الجيش نحو الهجوم في الجرود يرد جابر قائلاً أن المسألة مسألة أبعاد اقليمية، فهناك دول لا تريد وليس من مصلحتها انشاء حلبة في الجرود في مقابل دول أخرى تشجع وتحمس ويظهر هذا الأمر جلياً في الآونة الأخيرة بعد معلومات عن اغتيالات في صفوف الجماعات المسلحة نتيجة الخلافات الحادة”.

وأشاد جابر بالعملية النوعية التي قام بها الجيش في عرسال مؤخراً حيث أحبط عملية لأربع انتحاريين وكانت الأضرار محدودة منتقداً ما تم تناوله من منظمات تدعي حقوق الانسان “وضعوا ملاحظاتهم على أفعال الجيش وكأنه في خانة الاتهام بجريمة ما ” وهو المدافع عن لبنان عبر “صد هجوم المسلحين المجرمين”. وأضاف جابر أن الجيش اللبناني جنب لبنان كوارث عديدة عبر اتخاذه تدابير خصوصاً في المخيمات التي ربما تحتضن بعض الارهابيين المحتملين وعبر منع الارهابيين من التسلل والتقدم متر واحد في الجرود باتجاه عرسال. ووصف جابر عمليات الجيش بالاستباقية متمثلة بالغارات والهجوم المباغت بالاضافة الى اعتقال رؤوس لها اهميتها في ميدان المجموعات المسلحة.

وتوقع جابر “امكانية ازدياد وتضاعف عدد المسلحين في الجرود خصوصاً أن تنظيم داعش بات يتكبد خسائر في كل من سوريا والعراق وربما قسم كبير من المسلحين سيتوجه الى لبنان من مخيم اليرموك أو من منافذ غربية”.ووفقاً للمعلومات، فان الجهوزية تامة لمنع تسلل المقاتلين على الحدود ، فقرار الدفاع عن الأراضي اللبنانية لا يحتاج الى قرار سياسي جديد، وكل المهمات الدفاعية المناطة بوحدات الجيش “مغطاة” سياسياً، “وبروفة” العملية الامنية الاستباقية في مخيمات عرسال، أبلغ دليل على ذلك.

من جهة أخرى، وعلى صعيد المفاوضات في الجرود، كشفت مصادر غير موثوقة عن انهيار العرض المقدم لكل من سرايا أهل الشام وجبهة النصرة  وذلك بسبب تعنت الأخيرة بعد أن أبلغ امير “النصرة” أبو مالك التلي قيادة “سرايا اهل الشام” أنه خارج أي اتفاق تعمل هي على انجازه مع الطرف الأخر، وسيبذل كل ما بوسعه لاجهاضه، حتى لو تطلب الامر استخدام القوة العسكرية، علماً أن التلي نفسه كان قد طلب مهلة لدراسة بنود الاتفاق وأوحى انه يقبل بعضها ولكنه يتحفظ عن بعضها الأخر، وأوهم المفاوضين انه يعمل على وضع تعديلات تتعلق بالضمانات، وترتيب بنود تنفيذ التسوية، لكنه عاد وانقلب على كلامه، فعادت الامور الى “نقطة الصفر”.

اقرأ أيضاً: زياد أسود لمنتقدي الجيش اللبناني: لازم ينحطوا بالسيّارات وعالعدلية

الجدير بالذكر أن العرض المقدم لجبهة النصرة عبارة  عن صفقة متكاملة تقضي بخروج المسلحين مع عائلاتهم الى محافظة ادلب، بأسلحتهم الفردية، بالتزامن مع تسوية أوضاع اللاجئين في مخيمات عرسال من خلال اعادتهم الى قراهم “بضمانة” حزب الله، على أن تتم تسوية اوضاع المسلحين الراغبين بالعودة الى حياتهم المدنية بالاستفادة من قانون العفو العام في سوريا، بالاضافة الى ذلك، الكشف عن مصير عدد من المفقودين، واطلاق عدد محدد من الأسرى والمعتقلين. لكن مع انهيار الصفقة اصبحت عملية تطهير الجرود وشيكة الحدوث حسب مصادر اعلامية متطابقة.

في سياق آخر، أشارت معلومات وردت من واشنطن لصحيفة “اللواء” أن عدداً من أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي يعتزم طلب عقد جلسة خاصة للجنة يستدعى إليها وزير الدفاع للاستماع الى ما لديه من معلومات في شأن دهم عناصر من الجيش اللبناني مخيمات في عرسال وتوقيف نحو 360 سورياً ومصادرة أسلحة وذخائر وصواريخ وأحزمة ناسفة ومشغل تفخيخ، والاستيضاح منه حقيقة الصور المنشورة حول كيفية التوقيف، ووفاة أربعة من الموقوفين.ولفتت المعلومات إلى أن أهمية القضية اميركياً تكمن في كون الولايات المتحدة تمد الجيش اللبناني بالسلاح ويفترض ان تبقى على اطلاع حول وجهة استخدامه.

الأيام المقبلة كفيلة بكشف الستار عن حقيقة ما جرى في جرود عرسال مع الاشارة الى التضامن الواسع والمؤازرة التي تحيط بالجيش من قبل كافة مكونات الشعب الللبناني.

اقرأ أيضاً: «حزب الله» يتحضّر لمعركة جرود عرسال

السابق
مخابرات الجيش تعرقل تنفيذ قرار قضائي وتصادر عينات تشريح موقوفي عرسال
التالي
اشراك النظام السوري بملف النازحين يتسبب بانقسام اللبنانيين