تهديدات نصرالله والعقوبات الأميركية تثير قلق اللبنانيين

ما زال كلام السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، الذي هدد فيه باستقدام مقاتلين أجانب الى الى لبنان يلقى ردود فعل سلبية حتى من قبل حلفائه، وسط تساؤلات حول علاقة هذا الكلام بما نشر عن قرب صدور عقوبات أميركية جديدة ضدّ حزب الله.

طالب القيادي في “تيار المستقبل” مصطفى علوش رئيس الجمهورية ميشال عون، والحزب الذي يمثله، بإعلان موقفه الصريح حيال تصريح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نوّاف الموسوي عن الاستعانة بعناصر “الحرس الثوري”، إذا اندلعت حرب جديدة مع إسرائيل.

إقرأ ايضا: اسرائيل تستعدّ… وتحرّض اليونيفل ضدّ حزب الله

واستغرب علوش، في حديث صحفي، غياب ردود الأفعال الرسمية على مواقف الموسوي، سائلاً: قد لا نكون قادرين على مواجهة بالسلاح، لكن ألا يمكننا الرد عليه في السياسة؟.

واكد ان الموسوي والامين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله لا يتكلمان باسم الحكومة أو لبنان، بل باسم إيران، وما صدر عنهما هو تصريحات من نوع الهزل السياسي، في حين طالب رئيس الجمهورية وحلفاء الحزب، خصوصاً المسيحيين الذين يعتبرونه عنصر توازن، اتخاذ الموقف المناسب، والرد على التهديد بالاستعانة بالحرس الثوري، مضيفاً: “المواجهة تتعدى المسألة السياسية في الحكومة التي هي قائمة بحكم الأمر الواقع لأنه لم يكن بالإمكان تأليفها من دون مشاركة مكون شيعي، والحزب هو أحد أبرز هذه المكونات”.

نواف الموسوي
نواف الموسوي

في حين تمنى القيادي في “التيار الوطني الحر” ماريو عون لو لم يصدر تصريح عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب نواف الموسوي عن الاستعانة بعناصر “الحرس الثوري”، إذا اندلعت حرب جديدة مع إسرائيل في هذه المرحلة بالتحديد في ظل الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية للانطلاق بالعهد، وبعد طاولة الحوار التي عقدت في القصر الرئاسي.

واكد في حيث صحفي، انه لا يمكن البناء على تصريحات هي في نهاية المطاف استراتيجية، أكثر منها سياسية، معتبرا أن موقف “حزب الله” جاء رداً على استفزاز اسرائيل، وهو يعني صاحبه، أمل ألا تترجم مفاعيله عملياً.

وكان نصرالله قد أعلن في خطابه في إحتفال يوم القدس أنه “في حال شَنّت إسرائيل حرباً على محور المقاومة، فإنّ الأجواء والحدود ستفتح أمام آلاف المقاتلين، للمشاركة في هذه المعركة”. ليعي النائب عن حزب الله في البرلمان اللبناني نواف الموسوي وكرر ما قاله نصرالله مؤكدا استقدام الحرس الثوري الإيراني والحشد الشعبي العراقي في حال اندلاع الحرب مع إسرائيل.

اسرائيل تهاجم اليونيفيل

أكّدت مصادر عسكرية إسرائيلية رفيعة المستوى أن قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، باتت من ناحية عملية “ورقة تين” للقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن الدولي عام 2006، رغم أنها هذه القوات هي “الجهة التي ينبغي أن تعمل على تطبيق القرار”.

وأضافت المصادر، في حديث الى موقع “المونيتور”، بنسخته العبرية، أن “القوة الأممية هي قوة تبييض أنشطة حزب الله، على طول الخط الأزرق على الحدود مع لبنان، وهي كذلك ذريعة لحزب الله وأيضاً لدى الحكومة اللبنانية، لانتهاك قرار الأمم المتحدة وزيادة التوتر على الحدود”، مؤكدة انه “لم نعد بحاجة إلى هذه القوة هنا”.

المصارف قلقة من العقوبات ضدّ حزب الله

اكد رئيس مجلس ادارة جمعية المصارف جوزيف طربيه ان الهدف الاول لجمعية المصارف وفقاً لنظامها الاساسي هو تمثيل المهنة والدفاع الجماعي عن مصالح القطاع المصرفي. ومن الطبيعي أن نتوجه الى زملائنا في الجمعية العمومية ليحاسبونا على موضوع العقوبات على “حزب الله” الحيوي الذي هو الاهم في مستقبل القطاع المصرفي في لبنان. وهو موضوع الساعة الاخطر الآن حتى على الصعيد الوطني بما يمكن أن يلحقه تصعيد العقوبات من هز الاستقرار السياسي والاجتماعي والمصرفي، بحيث يمكن أن يؤدي عملياً الى استهداف التحويلات المالية الى لبنان، بما يسبب استنكاف المصارف الاجنبية المراسلة للتعاطي مع مصارف لبنان بسبب خطر العقوبات عليها، مما يشكل مقتلاً للعمل المصرفي في حال تمرير مشاريع القوانين التي هي معروضة على الكونغرس الاميركي الآن لإقرارها.

إقرأ ايضا: لماذ لن تقع الحرب بين اسرائيل وحزب الله لا في سوريا ولا في لبنان؟ 

وعن التوصل الى صيغة تخفيفية للقانون الاميركي، لفت الى “أننا لقينا تفهماً في الكونغرس الاميركي ولدى الادارة ايضاً بشأن مطلبنا تحييد القطاع المصرفي اللبناني عن موضوع العقوبات، وكذلك عدم التعرض لرموز السلطات الدستورية في لبنان. ان نجاحنا في هذا الموضوع حصل، ولكن لا يمكن تقويم مقداره إلا بعد صدور القانون، ونحن لا نزال نتابع الموضوع”.

السابق
عدادات القياس الصافي لإدارة الكهرباء بشكل ذاتي!
التالي
المشنوق: من المبالغة لوم القوى الأمنية على جرائم القتل المتعمد