مبادرة «تياب العيد»: اللبناني «بعدو حي»

"تياب العيد"، مبادرة فردية انطلقت من منشور فيسبوكي وتحوّلت إلى متجر!

“الفكرة انطلقت من خزانتي إذ وجدت في داخلها العديد من الألبسة فقررت التبرع ببعضها وكتبت منشوراً على صفحتي الخاصة فيسبوك دعوت به جميع الأصدقاء للإقدام على هذه الخطوة”، بهذه العبارة تتحدث الصحافية شيرين قباني لـ”جنوبية”، عن مشروع “افتح خزانتك لتياب العيد”.

هذه الحملة أو هذا المشرع الذي بدأ بمبادرة فردية، وتدوينة فيسبوكية، لاقى تفاعلاً واسعاً، وإقبالاً من العديد من الجهات، فالتبرعات تدفقت، ليتحول المشروع إلى متجر يحمل اسم “تياب العيد”.
هذا المتجر الذي تكفلت بأجرته جمعية “وفا لتنمية القدرات” لمدة أربعة أشهر، والذي تمّ افتتاحه في الـ20 من أيار في منطقة برج أبي حيدر بالقرب من محطة بدران، تحوّل لمساحة من الفرح والعطاء والمحبة، فالـ1000 قطعة التي كانت تطمح شيرين لتجميعها وتغليفها وتوزيعها، تعدّت الـ6000 قطعة.
المتجر مفتوح للجميع، وكل من أراد أن يقدم شيئاً يمكنه أن يأخذ المفتاح، بهذه الكلمات القليلة تؤكد صاحبة المشروع لـ”جنوبية”، أنّ العمل الخيري لا صفة له ولا خصوصية، مشددة أنّ المساعدات توزع للمحتاج دون النظر لا إلى هوية ولا إلى جنسية، وأنّ التوزيع الذي بدأ في بيروت سوف يتسع إلى طرابلس وصيدا والبقاع.

تتوقف شيرين عند المبادرات المعنوية الداعمة للحملة، ومنها مبادرة رئيس الحكومة سعد الحريري الذي فتح لهم قلبه قبل خزانته، معلقة “هدف الحملة هو التبرع من ملابسنا الملابس التي نستعملها ولكنها ما زالت جديدة، والرئيس الحريري قد فتح لنا خزانته وقدمنا لنا من ملابسه، وهذا دليل كرم فهو قدم الدعم للهدف الفعلي وهذا ما كنا نرغبه من جميع الأطراف وما أردناه”.

 

تضيف شيرين “كثيرون قدموا لنا الدعم، وهناك تفاعل ضخم مع هذه الخطوة، ونحن مستمرون، فالحملة اسمها حالياً (تياب العيد)، لكونها تزامنت مع مناسبة العيد ولكن المتجر سوف يظلّ مشرعاً لكل محتاج وفي كل وقت”.

إقرأ أيضاً: «أهل الخير»… للفقراء حق بالافطار دون دعايات سياسية

إيمان شيرين بالعطاء دفعها لأن تتكفل هي بكلفة نقل الثياب وإرسالها إلى المصبغة وتوضيبها ليتم تقديمها بشكل لائق، إلاّ أنّها تتمنى من المتبرع أن لا يختار ثياباً لا يريدها وإنّما الثياب التي يرتديها والتي يستعملها فهذا هو العطاء أن تقدم ما يُمكن استعماله وليس ما كنت تعتزم رميه.

هذه المبادرة الخيرية العفوية قد لا تكون الأولى من نوعها، فالعديد من الجمعيات الخيرية والأفراد يقدمون عليها وعلى تقديم المساعدات، ولكن ما يميزها هو المتجر أولاً، وتوضيب الثياب وتغليفها كأنّها جديدة ثانياً، فهذا المشروع يتيح للمحتاج أن يتسوّق بحرية وأن ينتقي ما يُريده.

 

المشروع بالنسبة لـ”شيرين” هو حلم، ابتسامتها بكل الصور التي تنشرها عبر صفحتها الخاصة تعكس إيمانها وتعلقها بالرسالة التي أقدمت عليها.

إقرأ أيضاً: #حملة_دفى سيشمل دفؤها كل لبنان

الحملة التي أطلقتها شيرين قباني، خطوة على طريق الألف ميل، ومما لا شكّ فيه أنّها بحاجة لمتبرعين ولمتطوعين، ولأنّ العطاء هو عمق الإنسانية هذا المتجر هو لكم ولنا ولكل من يجد نفسه معنياً بأن يقدم مما يملك ومما لديه للآخر وأن يشاركه الفرح والابتسامة.

السابق
أسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في 29 ايار 2017
التالي
شيخ أزهريّ: الصيام فُرض على الأغنياء فقط