حملة «دفى» تجمع إعلاميين وناشطين لمساعدة الفقراء لبنانيين وغير لبنانيين

مع موجة الحراكات والحملات التي شهدها لبنان في الآونة الأخيرة، سطعت «حملة دفى» التي استطاعت أن تلّف حولها لبنانيين مع اختلاف انتماءاتهم وأن تجمعهم للعمل على حراك واحد هو «حراك الخير». الإعلامية بولا يعقوبيان تتحدث لـ«جنوبية» عن الحملة ودافع إطلاقها.

تحت شعار «يلي ما بيلزمك بيلزمنا» انطلقت حملة «دفى» على مواقع التواصل الإجتماعي الأسبوع الماضي، وقد لاقت تفاعلا كبيرا بين متطوعين ومتبرعين، قرروا استباق العواصف الثلجية التي تضرب لبنان كلّ عام والتي انتجت العام الماضي كوارث انسانية بسبب انتشار الفقر والعوز بين اللبنانيين واللاجئين الذين يعانون عدم القدرة على تأمين الحدّ الأدنى من المستلزمات الأساسية التي تحميهم من غضب الطبيعة.

«دفىهذا العام لن نكتفي بتقديم المساعدات للاجئين السوريين، بل سنستهدف الفقراء والمهمشين اللبنانيين وغير اللبنانيين على كافة الأراضي اللبنانية» بحسب أحد منظمي حملة دفى طارق أبو صالح، الذي أضاف لـ«جنوبية» أنّ «يوم الأحد 1 تشرين الثاني سنلتقي في ساحة الشهداء وسط بيروت، لاستقبال المساعدات العينية كالأغطية الصوفية، والمواد الغذائية، والأدوية، والألعاب، والقرطاسية، والملابس وأي شيئ يستطيع تخفيف المعاناة وتأمين مستلزمات أساسية للعائلات المحتاجة».

وفي حديث مع الإعلامية بولا يعقوبيان المبادرة لإطلاق حملة دفى أخبرت «جنوبية» أنّها «أثناء التصوير في مخيم في منطقة الأوزاعي وعلى الرغم من أنّ وضعه أقل مأساوية من المخيمات أخرى، إلاّ أنّ العوز لأمور بسيطة عند هؤلاء كان واضحًا، وقد لاحظت أنّ ما ينقص هذه العائلات هي تحصيل حاصل بالنسبة لنا، فمثلاً الكثير من العائلات لا يستطيعون تأمين خافض حرارة لأطفالهم على الرغم من سعره الرخيص».

وتابعت يعقوبيان «لذلك اتصلتُ بأصدقاء واعلاميين وتجاوبوا مع الفكرة، وبدأنا التحضير بداية عبر مواقع التواصل الإجتماعي لنشر الحملة لكي تصل إلى جميع الناس الذين يستطيعون المساعدة، خصوصًا في ظل الأوضاع المالية في وزارة الشؤون الإجتماعية التي تعاني من عبء كبيرومسؤولية كبيرة، مثلها مثل الكثير من مؤسسات الدولة، وكذلك المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التي لا تستطيع المساعدة كما العام الماضي خصوصًا أن الدول المانحة خفضّت مساعداتها إلى لبنان، كل هذه الأسباب وسواها كانت دافع للقيام بهذه الحملة».
بولاوأضافت يعقوبيان «إذا استمرّ هذا التجاوب والتعاون من قبل الفنانين والإعلاميين ومؤسسات وأفراد فسنستطيع تأمين مستلزمات أساسية لحوالي 2500 و3000 عائلة لبنانية وغير لبنانية من مواد غذائية وملابس تحميهم من البرد وأغطية صوفية.. ولا بدّ هنا من الإشارة إلى تعاون وزارة الشؤون الاجتماعية مع الحملة، والتي زودتنا بكل البيانات عن العائلات اللبنانية الأكثر فقرًا، ويوم الأحد سيكون معنا متطوعين من الوزارة لما يملكون خبرة أكثر منا في هذا المجال».
وختمت يعقوبيان «لكي نكون أكثر شفافية، ولكي نبتعد عن احتمال حصول سمسرات قررنا عدم استقبال المساعدات المالية، بل نطلب من كل من قرر المساعدة بمبلغ مالي أن يحولهم إلى مساعدات عينية. وحتى يوم الأحد قررنا التأني بتوزيع المساعدات ولن نوزّعها في يوم واحد، لكي يأخذ صاحب الحاجة ما يحتاجه فقط، فنحن مسؤولون أمام المتبرع لإيصال مساعدته بكل أمانة إلى المحتاج».

وكان لافتًا في حملة «دفى» ليس فقط تجاوب عموم الناس معها بل التفاعل والحماس من قبل فنانين وإعلاميين وسياسيين، دعموا الحملة على حساباتهم الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي وحثوا الناس لمساعدة المحتاجين بقدر استطاعتهم.

وختامًا دعا أبو صالح «كل من يستطيع التبرع المشاركة يوم الأحد لكي لا تتكرر كارثة العام الماضي التي توفي فيها بسبب البرد والجوع 11 شخصاً بينهم 4 أطفال، لذلك طالب الناس بعدم التردد في التبرع ولو بشيئ بسيط، فما نعتبره نحن بسيط من الممكن أن يغير حياة شخص لذلك أدعوا الراغبين في المساعدة إلى زيارة صفحتنا في فايسبوك “حملة دفى Dafa Campaign” أو الاتصال بنا على الرقم التالي: 76099234».

إقرأ أيضاً: اللبنانيون وليمة لأعشاب البحر (1): 1000 لبناني شقّوا البحر منذ غرق آل صفوان

السابق
بدء مسيرات احياء ذكرى عاشوراء في بعلبك والضاحية الجنوبية لبيروت
التالي
الأخلاق والحراك المدني