في ذكرى التحرير: الجنوب ما زال على ضفة الوطن

تحرير جنوب لبنان 2008
يحتفل لبنان اليوم بالذكرى السابع عشرة  لتحرير الجنوب من رجس الاحتلال الأسرائيلي بعد ان قدم الشعب اللبناني ومقاومته المتنوعة أغلى التضحيات في سبيل توحيد الوطن وتحريره .

الجنوب عاد الى لبنان، لكن لم يذهب الوطن الى الجنوب. بقي الجنوب على ضفة الوطن وتحول الى مساحة تحكمها العوامل الاقليمية والسلطات الاطائفية .

بعد عام من التحرير زرت واحدة من أمهات الشهداء التي تسكن إحدى القرى الحدودية، سألتها عن الوضع، أجابت: كانت الماء تصلنا بأنتظام وبعد التحرير صرنا نشتري الماء بالصهاريج وصار بعض الزعماء يتاجرون بالمياه”.

حتي الان ما زالت المياه عملة نادرة في قرى الجنوب، أما التيار الكهربائي فيشهد تقنينا على التقنينن، ولم يعد أحد يطرح  مسألة ري مياه الليطاني على ٨٠٠ أو ٦٠٠ مترا، بعد أن جفت مياه الليطاني وتحوّل الى مجرى للمجارير.

وحدها المدارس عمت القرى وباتت مراكز تفوق الحاجة، ليس طمعا بتعليم ابناء الجنوب بل خدمة لمتعهدي البناء وللاستفادة من أموال مجلس الجنوب.

إقرأ أيضاً: بشار أهم من المقاومة

هل يمكن أن يؤشر أحد الى مشروع إقتصادي انشئ خلال هذه الفترة وأمّن فرص عمل لأبناء الجنوب، فقد حاول احدهم وهرب من ارتفاع الخوة التي حاولوا فرضها عليه.

زراعة التبغ تحوّلت الى زراعة للمحاسيب والازلام. مستوصفات الشؤون الاجتماعية تحولت الى دكاكين  فارغة من الأدوية والخدمة، بعض المستشفيات الحكومية توسعت ليس لخدمة أبناء الجنوب بل طمعا بالسمسرات والنهب للقوى المسيطرة، اما السلطات المحلية فقد تحولت الي مراكز حزبية تفرض اللوائح الانتخابية، والانتخابات النيابية تحولت الى كذبة كبيرة وإستفتاء معروف النتائج، اما مساحة الحرية فإنها تضيق يوما بعد يوم .

إقرأ أيضاً:  «المقاومة» مهمة أم مهنة؟

عاد الجنوب الى لبنان لكن لم تشمله سياسة دفاعية وطنية لخلاف بين قوى المحاصصة . اعداد المهاجرين من الشباب ترتفع يوما بعد يوم، والأزمات الأجتماعية تتوسع يوما بعد يوم، وأنتشار المخدرات يزداد يوما بعد يوم.

هذه أوضاعنا لذكرى السابع عشرة للتحرير، وكل عام ونحن بخير!

السابق
الحرس الثوري: أقمنا ثالث مصنع للصواريخ تحت الأرض
التالي
لن نحتفل بعيد التحرير: هذا ما فعله حزب الله!