الشعب الايراني اختار الاعتدال مع روحاني ولكن ماذا عن خامنئي؟

قراءة في نتائج الانتخابات الرئاسية في إيران.. ماذ يعني فوز الرئيس الاصلاحي الشيخ حسن روحاني على المرشح المحافظ المدعوم من المرشد السيد علي خامنئي ؟

رغم الدعم الذي ناله المرشح المحافظ السيد إبراهيم رئيسي، من قبل المرشد الأعلى علي خامنئي حسم الشعب الإيراني بواسطة صناديق الإقتراع النتيجة ليعلنالتلفزيون الإيراني رسميا، اليوم السبت، فوز الرئيس حسن روحاني بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسية الـ12.

حيرة المرشد الذي كان واقعا بين نارين لجهة تأييد رجله في القضاء ومجلس خبراء القيادة، إبراهيم رئيسي الملقب بـ “آية الله الإعدامات”، واكثر المقربين له والتزاماً بمبادئ النظام ومن أكثر الشخصيات حفظاً لأسراره.  لكن هذا لم يمنع خامنئي في أن يقع بالحيرة لجهة روحاني طمعا بإستمرار الاتفاق النووي واستكمال رفع العقوبات عن إيران في ظل هذه الظروف الضاغطة.

لكن هذه الحيرة انتهت مع إعلان وزارة الداخلية إن روحاني حصل على 22.8 مليون صوت في انتخابات الرئاسة التي جرت أمس الجمعة بالمقارنة مع 15.5 مليون صوت لرئيسي وذلك بعد فرز 38.9 مليون صوت، علما أن عملية فرز الأصوات لا تزال مستمرة  وبلغت نسبة مشاركة في الانتخابات اكثر من 70 بالمئة أي قام اكثر من 40 مليون شخص بالاقتراع وذلك حسب احصائيات رسمية.

وقال رئيس لجنة الانتخابات علي أصغر أحمدي في وقت سابق، إن روحاني حصل على 14 مليونا و619 ألفا و848 صوتا. فيما حصل رئيسي على 10 ملايين و125 ألفا و855 صوتا.

فماذا يعني فوز روحاني على رئيسي المرشح المفضل لدى المرشد خامنئي؟  

 في هذا السياق، قرأ المحلّل السياسي والخبير في الشؤون الإيرانية حسن فحص في حديث لـ “جنوبية” المشهد الإيراني بعد فوز روحاني بولاية ثانية في الانتخابات الرئاسي، فرأى أنه “من الطبيعي أن يكون المرشد الأعلى إلى جانب التيار المحافظ ان كان ضمنيا أو بشكل علني، لأنه في الواقع يمثل جسم السياسة الايراني، انما هذا لا يعني أن فوز روحاني سيخلق إشكالا مع المرشد”. وتابع “لأن أي رئيس يسير تحت السقف الذي يحدده المرشد خامنئي وينفذ سياسته العامة”. ولكن فحص استدرك “أن رئيسي هو أكثر انسجاما مع المرشد كونه من التيار المحافظ ، ولكن فوز أي رئيس من أي تيار آخر يجعل المرشد أكثر حذرا ولكن لا يعني أنه سيكون هناك اشكالا بينهما”.

إلى ذلك أشار فحص إلى أن “الخطاب الذي القاه رئيسي ذكر بخطاب الرئيس السابق احمدي نجاد من حيث طريقة التفكير والتعاطي مع الأمور، وهو العامل الذي ساعد روحاني، وبالتالي دفع الايرانيين إلى تكثيف المشاركة في العملية الانتخابية  لأنهم يدركون أن إنخفاض نسبة المشاركة تتيح لرئيسي الفوز بينما ارتفاعها بنسبة كبيرة جدا تؤمن فوز روحاني كما لا تسمح بالتلاعب في نتيجة الانتخابات”.

اقرأ أيضاً : خامنئي ينتقد روحاني: الإتفاق النووي تم في عجلة

واعتبر ان “المشاركة الانتخابية كانت عرس شعبي من جهة، ومن جهة ثانية سيعتبر النظام الايراني أنها تعبرّ عن تأييد ودعم له بكونه إستفتاء على شرعيته وهو ما سيستخدمه حتما كورقة بوجه القوى الخارجية”.

وعن روحاني قال فحص إنه ليس ببعيد عن خامنئي فقد ” كان ممثلا للمرشد الأعلى في المجلس الأعلى للأمن القومي، وكان الممثل  والمفاوض الأساسي  في مرحلة 2002 – 2004 ، فهو الذي توصل إلى اتفاق نووي مع  وزراء خارجية الترويكا الأوروبية وتضمّن البيان التزامًا طوعيًّا من إيران بتعليق تخصيب اليورانيوم، والسماح للمفتّشين الدوليين بزيارة منشآتها النووية الناشئة حينئذ في منشأة “نطنز”. وفي المقابل، تعهّدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا حينها بعدم تحويل الملفّ النووي الإيراني إلى مجلس الأمن الدولي“. وأضاف “عندما ذهب روحاني إلى المفاوضات التي كانت تجري عام 2012  قبل وصول روحاني الى السلطة بعام استكمل ما قام به النظام وتولى التفاوض”. وأضاف أنه “عندما توصل روحاني إلى مسودة الاتفاق كان بالإتفاق مع خامنئي  وتوقيعه. وتابع “روحاني لم يخرج يوما عن السلطة”.

اقرأ أيضاً : إيران رفسنجاني ـ روحاني غير إيران خامنئي

ورأى ان ” خامنئي يفضل أكثر رئيسي الذي يمثلهأ أكثر من شخص يعتبره شريك له لذلك كان يسعى لمجيئه لانه سكون مطيعا وسيكون ممثلا للمرشد وممتنا له لانه هو من أوصله للرئاسة”. مشيرا إلى أن “روحاني بعد التوقيع كان خطابه يعبر كأنه أصبح شريكا في السلطة وليس ممثلا لأحد، فكان من الطبيعي أن يبحث المرشد عن ممثل آخر له فوجد رئيسي”. لافتا أن “روحاني يشبه رفسنجاني المعتدل، ولم يكن إصلاحيا إلا أن المعركة الانتخابية فرضت عليه أن يرتمي بأحضان الاصلاحيين الذين كانوا بحاجة الى تسجيل انجاز بوجه المحافظين كتنافس داخلي”.

وعلى الصعيد السياسة الخارجية، فيظهر ان القرار هو بيد المرشد خامنئي، اذ ختم الصحافي حسن فحص حديثه قائلا “أن مهمة رسم السياسة الخارجية ليست بيد رئيس الجمهورية الايراني، بل عليه فقط  تنفيذها، رغم انه لديه حرية التعبير عن سياسته، ولكن تحت السقف الذي يحدده المرشد، مشيرا إلى أن السياسات الخارجية تنفذها السلطة التنفيذية ولا تتخذها فهي تعود للمرشد السيد علي خامنئي”.

السابق
بالصور: رسائل النبي محمد إلى الملوك والأمراء
التالي
أذرع إيران في العراق تتوجّس من قمّة الرياض