أذرع إيران في العراق تتوجّس من قمّة الرياض

لم تستطع الأحزاب والشخصيات والماكينة الإعلامية المؤيدة لإيران في العراق، إخفاء حنقها وانزعاجها من نجاح المملكة العربية السعودية في استضافة ثلاث قمم كبرى مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب المقرر وصوله اليوم الى الرياض، خصوصاً أن إيران مستبعدة تماماً من القمة العربية الإسلامية – الأميركية، في مؤشر واضح عن عزلتها لدورها التخريبي في منطقة الشرق الأوسط.

وركزت مواقف الأطراف السياسية والميليشيوية المدعومة من الحرس الثوري الإيراني على مهاجمة الدور السعودي في كبح جماح التدخلات الإيرانية وهيمنة أذرعها المسلحة على بعض العواصم العربية على الرغم من أن العراق الرسمي ممثلاً بالرئيس فؤاد معصوم يُشارك على رأس وفد رفيع في اجتماعات قمة الرياض، وهو ما يدلل على ازدواجية عراقية في المواقف بين الرسمي وغير الرسمي.

ووجهت إيران بعض الأحزاب السياسية والفصائل المسلحة الشيعية العراقية بمهاجمة قمة الرياض، وبحسب مصادر سياسية مطلعة أبلغت جريدة «المستقبل» فإن «إيران وعبر ايريج مسجدي، سفيرها الجديد في العراق، وجه بعض الأحزاب والفصائل المسلحة والشخصيات السياسية ووسائل الإعلام المدعومة من إيران، بإطلاق حملة إعلامية واسعة لمهاجمة قمة الرياض وزيارة الرئيس ترامب الى السعودية».

وقالت المصادر إن «حملة مهاجمة السعودية والقمة العربية الإسلامية – الأميركية في الرياض، بدأت اليوم (أمس) من خلال خطباء دينيين موالين لطهران وجهوا انتقادات كبيرة للولايات المتحدة والدول العربية، وخصوصاً خطباء الجمعة التابعين للمجلس الأعلى الإسلامي (بزعامة السيد عمار الحكيم) أو التابعين للمدرسة الخالصية في مدينة الكاظمية المعروفة بعلاقاتها الوثيقة بالنظام السوري»، مشيرة الى أن «شخصيات حزبية ومحللين سياسيين، وبناء على توجيهات إيرانية، سيكثفون من خلال برامج تُبث عبر وسائل إعلام تابعة لأحزاب وميليشيات شيعية، من تصريحاتهم المناهضة للدور السعودي في المنطقة، والترويج لرؤية إيران في مواجهة أميركا والعرب».

وأشارت المصادر الى أن «الأحزاب السياسية الشيعية ستهاجم الرئيس معصوم لمشاركته في قمة الرياض، وتسعى لإظهار عدم جدوى الخطوة العراقية، خصوصاً أن طهران والأحزاب المؤيدة لها في العراق، تشعر بقلق بالغ من نتائج القمم الثلاث في السعودية، كونها ستركز على الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة، وهو ما يتعارض مع استراتيجية النظام الإيراني المُطبقة حالياً في منطقة الشرق الأوسط».

وأوضحت المصادر أن «بعض الأحزاب الشيعية بالإضافة الى الميليشيات المدعومة من الحرس الثوري الإيراني، تخشى فعلياً من أن يخرج عن قمم الرياض الثلاث، اتفاق على تشكيل تحالف عسكري يهدد نفوذها في العراق، أو يقلص نفوذ إيران في سوريا ولبنان واليمن، وهو ما يجعلها مستفزة ومستنفرة أمام التحولات الجارية في المنطقة».

وأشارت الى أن «معلومات تدور في كواليس السياسيين العراقيين، بأن قمة الرياض ستحدد ساعة الصفر لإنقاذ منطقة الشرق الأوسط، وفي المقدمة العراق الذي من المحتمل أن تخصص له حكومة عسكرية وحكام عسكريين للمناطق، وتم تحديد الكثير منهم، وسيدعون للعمل في الوقت المناسب من أجل التحضير لانتخابات عراقية شفافة بعيدة عن تأثير الميليشيات والأحزاب المدعومة من إيران، من أجل إعادة النظام والاستقرار للعراق بعد سنوات طويلة من الفوضى».

اقرأ أيضاً : ترامب يبيع السعودية منظومة مضادة للصواريخ الباليستية

ولفتت المصادر الى أن «أطرافاً سياسية عراقية باتت تستشعر طبيعة التحولات الجارية في منطقة الشرق الأوسط خصوصا بعد تولي ترامب الرئاسة في الولايات المتحدة، وانتظار مرحلة ما بعد «داعش» التي تحمل في طياتها بوادر صراعات داخلية في العراق في ظل انفلات الميليشيات الشيعية التي ازدادت عملياتها في خرق القانون العراقي، واتساع أعمال القمع والاغتيالات التي تُثير غضب العراقيين، وآخرها ما حصل في شارع فلسطين في شرق بغداد من صدامات مسلحة بين الشرطة العراقية وعناصر من ميليشيات عصائب أهل الحق، أدت الى مقتل ضابط وجرح عناصر من الشرطة».

في هذه الأثناء، أعلنت ميليشيا «كتائب سيد الشهداء» الموالية لإيران، مقتل وإصابة عدد من عناصرها في غارة لطيران التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة على قواتها في سوريا.

وقال بيان للميليشيا أمس إن «عدداً من طائرات التحالف، قصفت قواتنا في سوريا، ما أدى الى مقتل عنصر وجرح ستة آخرين»، لافتاً الى أن «مجموعة من الآليات الثقيلة دُمرت خلال القصف». وأضاف البيان «إن ضرب وجودنا في سوريا هو ضرب لوجودنا في العراق، وإننا سنضرب العدو وأنصاره في كل مكان».

وكان مصدر في وزارة الدفاع الأميركية أعلن أول من أمس استهداف قافلة عسكرية لقوات موالية لنظام الأسد، مشيراً الى أن القافلة المُستهدفة «لم تستجب للتحذيرات بعدم الاقتراب من قوات التحالف في التنف» قرب الحدود الأردنية.

يُذكر أن ميليشيا «كتائب سيد الشهداء» التي يقودها (أبو آلاء الولائي) المؤيد لنظام ولاية الفقيه في إيران، تشكلت بعد اندلاع الثورة السورية في 2011، للمشاركة الى جانب نظام الأسد في مواجهة الثوار السوريين، وتنخرط حالياً ضمن تشكيلات «الحشد الشعبي». كما تحتفظ الميليشيا التي لها ممثل واحد في البرلمان العراقي بعلاقات وثيقة مع ميليشيا «بدر» (بزعامة النائب هادي العامري).

اقرأ أيضاً : ترامب سيشكّل «ناتو أميركي اسلامي» مع السعودية لمجابهة ايران

وفي التطورات الميدانية الخاصة بمعركة طرد «داعش» من مدينة الموصل، تمكنت القوات العراقية أمس من استعادة حي الورشان في أيمن الموصل من سيطرة التنظيم الإرهابي.

وقال الفريق الركن عبد الأمير رشيد يار الله، قائد حملة استعادة الموصل في بيان أمس إن «قطعات قوات مكافحة الإرهاب استعادت منطقة حي الورشان في الساحل الأيمن من المدينة»، مشيراً الى أن «قطعات الفرقة المدرعة التاسعة استعادت الجزء الشمالي من حي 17 تموز في الساحل الأيمن من الموصل».

السابق
الشعب الايراني اختار الاعتدال مع روحاني ولكن ماذا عن خامنئي؟
التالي
أزياء ميلانيا وايفانكا في السعودية تثيران الإعجاب!