اختراق اسرائيل لكلمة نصرالله: أين الأمن والأمان يا سيّد؟

اختراق امني
"قاتل الشهيد مصطفى بدر الدين يتكلم أمامكم"، عبارة وصلت للعديد من اللبنانيين خلال كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله وذلك في الذكرى السنوية الأولى لإغتيال بدر الدين.

هذه الرسائل الشفهية التي أتت من أرقام الدائرة الإعلامية التابعة لحزب الله طرحت تساؤلات حول أمن الحزب، لاسيما وأنّ السيد نصرالله كان يخطب في لطمأنة اللبنانيين.

ما حصل يوم أمس من قرصنة ليس حادثة بسيطة إذ يحتاج هذا العمل إلى قدرات بشرية وتقنية، ولمجموعة من المحترفين. فالعملية تعكس خبرة ودراية بالأجهزة الحديثة وكيفية استخدامها، وهذا ما لا يمتكله عادة إلاّ جهات أمنية ومتخصصة وأجهزة استخباراتية.

اقرأ أيضاً: ماذا يعني انسحاب حزب الله من الحدود وبقاؤه في العمق السوري؟

وبحسب مواقع صحافية فإنّ الخادم الأساسي الذي يحوّل الاتصالات الواردة إلى الشبكة الأرضية قد تعرض لخداع، واستناداً لموقع ليبانون ديبايت فقد تمّ “استخدام تقنية voice over ip للاتصالات الرقمية المجهولة عبر الانترنت، التي تنظم الإتصالات من ارقام وهمية وتتمتع بقدرة على استنساخ رقم عادي يعود لشخص ما واستخدامه كهوية (ID)، وهذا نظام يصنف غير شرعي”

في هذا السياق تواصل موقع “جنوبية” مع مصدر متابع للملف في شركة الاتصالات اوجيرو، الذي أوضح لنا أنّ “ما حصل هو بالأمر التقني والأمني”.

وتابع المصدر “حتى الآن لم يتم تحديد إن كان الاختراق من الداخلي اللبناني أو من جهة خارجية، بشكل عام يحصل الأمر وكأنّه قرصنه لقناة اتصال تدخل إلى لبنان وعبرها يحدث هذا الاختراق”.

هذا تقنياً، ولكن ماذا عن انعكاس هذا الاختراق على مضامين خطاب السيد حسن نصرالله المطمئن للبنانيين؟

اختراق الكمبيوتر

هنا، أكّد الكاتب والمحلل السياسي لقمان سليم انّ “القلب ليس على حزب الله وإنّما على بلدنا، ما جرى بالأمس من اختراق لشبكة الاتصالات اللبنانية ينسخ (بالمعنى القرآني للكلمة) أي يلغي كلّ ما قاله السيد نصرالله بشأن أمن اللبنانيين وأمانهم”.

مضيفاً “المطلوب اليوم أن يراجع حزب الله خطاب الطمأنة الذي وجهه للبنانيين وأن يصارح اللبنانيين هل هم فعلياً في أمان أم أنّ الخرق الذي يبدأ تلفونياً يمكن أن يتحول إلى خرق على مستويات أخرى”.

وعن مضمون الرسالة التي بثت في هذه المناسبة، علّق سليم قائلاً “بصرف النظر عن مضمون الرسالة التي تمّ بثها، فإنّ ملابسات مقتل مصطفى بدر الدين لا تزال غامضة والغموض الذي يحيط بمقتل هذا الرجل المسمى في عداد القتلة المحتملين لرفيق الحريري (حسب المحكمة الدولية)، وسيرة الرجل ونسب الرجل أيّ علاقاته العائلية بقادة حزب الله الأمنيين المتورطين بملف الحريري، كل هذا يفتح الباب أمام التشكيك برواية حزب الله ويفتح الباب للتشكيك بأنّ الرجل قتل خلال تأدية ما يسميه حزب الله واجبه الجهادي. المشكلة لدى حزب الله وليس لدى المشكين فالتشكيك أمر طبيعي في هكذا ظروف وتحت هكذا ملابسات”.

أما فيما يتعلق بتجاهل نصرالله في خطابه بهذه المناسبة لكل الاتهامات السابقة التي ارتبطت باغتيال بدر الدين، فقد لفت إلى أنّ “التجاهل هو جزء من استراتيجيتهم بالتعاطي مع الأمور، أنا لا استغرب من نصرالله أن يتجاهل هذا الملف وإن كان بكل الأحوال أطلق جرعة من الشتائم بحق السعودية واتهم إعلامها بالفبركة. ولكن حزب الله أمام جمهوره لا يدخل في سجال مع خصومه هو يريد ان يبدو دائماً وكأنّه فوق السجال، وأنّه حزب “فوق بشري” معصوم وأنّ كلامه لا يدخل إليه الخطل”.

بدوره الكاتب والصحافي عماد قميحة أشار لـ”جنوبية” إلى أنّ “هناك احتمالات عدة، منها أن يكون هذا الاختراق لمصلحة حزب الله فيستغله في المحكمة الدولية واتهام الحزب في جريمة الحريري استناداً لداتا الاتصالات، وهو بهذا يقول لهم ارأيتم كيف اخترقت الاتصالات”.

اقرأ أيضاً: اعلام العدو: الحرب القادمة مع حزب الله خارج جنوب لبنان

مضيفاً “هم سابقاً قاموا بالعديد من المؤتمرات الصحافية للتأكيد أنّ داتا الاتصالات ليست دليل، وأنّ اسرائيل تستطيع الاختراق”.

وختم قميحة “أما إذا كان اسرائيلي أم شخص احترافي وراء هذا الاختراق، فهذا يعني انّنا في دولة الفلتان الأمني واختراقنا وارد في ايّة لحظة وبالتالي أين هي ادعاءات حزب الله بالأمن”؟

الجدير ذكره أنّ جهات إعلامية قد أكدت أنّ هذا الاختراق اسرائيلي غير أنّه لم يصدر عن أيّ جهة أمنية أي تأكيد لهذه المعلومات.

السابق
«البدر الشيعي» يحلّ مكان «الهلال الشيعي»!
التالي
مخابرات الجيش اللبناني أوقفت الناشط في تهريب ارهابيي تنظيم داعش