لكم مهديكم ولنا مهدينا

لا يألوا حزب الله جهدًا ولا يترك بابا إلا ويُدخل فيه الشعارات الدينية والمذهبية في كل معاركه وخلافاته، حتى وهو يستنكر على الآخرين إستغلال الموضوع الديني والمذهبي، وباتت التعبئة الداخلية إنما تقوم أولًا وأخيرًا على التحريض المذهبي المقيت الذي تحوّل حتى داخل البيئة الحاضنة إلى ما يشبه مادة للإستهزاء، كما جرى مع أحد الأصدقاء عند سؤاله لصديقه الآخر عن ولده فجاء الجواب ” راح ع سوريا يقتل يزيد “!! بالإشارة إلى ذهاب ولده للمشاركة بالحرب في سوريا.

بالأمس أيضًا وفي معرض رده على ولي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، إستحضر الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله قضية الإمام المهدي، وإن كنت هنا لست في وارد الدفاع عن ولي ولي العهد ولا أنا في وارد الكشف عن مقصد الأمير السعودي، إلا أن من بديهيات القول أن محمد بن سلمان إنما ذكر في مقابلته المتلفزة قضية الإمام المهدي ليس بخلفية نقاشها التاريخي فضلًا عن نقاشها الديني وإنما فقط من باب إستنكاره للتوظيف الإيراني لهذه القضية وإعتبار أن إيران تستغل هذه القضية في خدمة تأجيج خلافها السياسي مع المملكة.


فجاء رد السيد حسن كمحاولة إضافية منه لتظهير الموضوع على عكس حقيقته بمحاولة الإيحاء لجمهوره وكأنّ المشكلة بين إيران والنظام السعودي ما هي إلا بسبب مشكلة هذا النظام الاخير مع الإمام المهدي، وليت سماحة السيد اكتفى بهذا المقدار، بل راح إلى ما هو أشد وأدهى عندما اتهم ولي ولي العهد بسبب إثارته لهذه القضية بتحويل الصراع إلى صراع مذهبي!! مفترضًا السيد بذلك أن الإمام المهدي هو شخصية شيعية يراد محاربته من نظام سني وهنا يكون قد وقع بالمحظور (عن خطأ أو قصد) بما يحذّر هو منه.

اقرأ أيضاً: اكتمال «هلال» الخسارة الخامنئية؟

يبقى أن ما هو غير مفهوم وغير مبرر وغير مستساغ، الحديث عن الإمام المهدي (عج) صاحب مشروع إقامة العدل ومحاربة الظلم، في حضور علي عبد الكريم علي سفير أجرم وأظلم نظام على وجه الأرض، فكيف يمكن الجمع بين الإدعاء بالولاية والتبعية لإمام العدالة وبنفس الوقت التحالف مع نظام هو بإعتراف سماحة السيد بأنه نظام مجرم ظالم؟؟ إلا إذا كان بمسبوقات سماحة السيد أن الإمام المهدي هو تابع أيضًا للولي الفقيه وبأنه حال خروجه المبارك سوف يأخذ تعليماته هو الآخر من غرفة عمليات الحرس الثوري أو سوف يقال له كما جاء بالروايات ” إرجع يا ابن بنت رسول لله … “.
إن الإمام المهدي الذي يؤمن به حزب الله والذي يمكن أن يتحالف مع مجرم سفاح كبشار الأسد أو مع سارق مجرم كعلي عبدالله صالح أو ناهب أموال العراق كنوري المالكي هو حتمًا ليس الإمام المهدي محمد بن الحسن صاحب العصر والزمان، وعليه فمن نافلة القول لحزب الله: لكم مهديكم ولنا مهدينا.

السابق
40 مليار دولار استثمارات السعودية في أميركا
التالي
«الثنائي الشيعي» تفنن في الالغاء والمصادرة