سيكولوجيّة البكاء على الإمام الحسين(ع)… لزهراء الموسوي

كتاب
تقدّم الكاتبة والباحثة زهراء الموسوي، قراءة نفسية عن واقعة كربلاء، في دراستها الشاملة والوافعية، التي تمثّل بحثاً رائداً، في هذا الموضوع، يتضمنه كتابها التحليليّ الصادر حديثاً، (عن "دار الأمير" في بيروت، وفي طبعة أولى 2017)، والذي يحمل عنوان: "قراءة نفسية في واقعة الطف (واقعة الطّف – قراءة نفسية)". ومحاور الكتاب متمثّلة بفصول خمسة وهي بعناوينها: الأول: "مقدمة تاريخية"؛ والثاني "التبعية"؛ والثالث: "اتخاذ القرار"؛ والرابع: "ضحيّة السلطة"؛ والخامس: "سيكولوجيّة البكاء على الإمام الحسين(ع).

قدّم للكتاب مدير عام “دار الأمير الدكتور محمد حسين بزّي، قائلاً: أن تكتب عن الإمام الحسين(ع) ليس بالأمر السهل، وأن تكتب عن ثورته في عاشوراء فهذا صعب، وأن تكتب قراءة نفسية في واقعة الطف فلعَمري هذا أصعب. لكن الأستاذة زهراء الموسوي ولجت الموضوع؛ وغامرت.. غامرت وهي تتكئ على ثلاثة أمور:
درسها وتخصصها.
حياتها وبيئتها التي تربّت فيها، وعليها.
عدم وجود دراسة شاملة عن الموضوع لحينه.

اقرأ أيضاً: دلال البزري تكشف عن تجربتها الحزبية في «سنوات السعادة الثورية»

من حيث الدرس والتخصص؛ فالباحثة مشهود لها في ميدانها، وقد تبدّى الأمر في هذا الكتاب، وتجلّت قدرة الكاتبة على الإمساك بالموضوع حدّ التنبّه له، وأحياناً قرع الجرس؛ لكن لعدم التوقف.
ومن حيث الحياة والبيئة – وبرأيي هذا الأهم – فكاتِبتنا مُشبعة بأصل الموضوع ورافعاته الفكرية في تفاصيل يومياتها المعيشة، الأمر الذي جعل لهذا الكتاب أهمية يؤسس عليها في موضوعه. ولربما أكثر.
أما من حيث عدم وجود دراسة سابقة، شاملة ووافية، فيكفينا صرخات الحق والحفر والبحث والهمّ والمتابعة والتدقيق التي يضجّ بها الكتاب لنبارك لأنفسنا بـ زهراء الموسوي؛ التي حقّ لها أن تغامر.
وفي مقدمة الكتاب تعلنُ الكاتبة: ولدت فكرة هذا الكتاب في يوم عاشوراء عام 1436 هـ. ويوم عاشوراء في كل عام له وقع شديد في نفسي من الحزن والغضب على جماعة تخلوا عن كل القيم الدينية والإنسانية في سبيل دراهم معدودة.

كتاب
فكنت أتساءل بغضب كيف ممكن لجماعة أن تدعو الإمام ثم تتخلى عنه؟ بل كيف ممكن لجماعة تدّعي موالاة أهل البيت(ع) أن ترتكب تلك الفاجهة. حينها كنت ما زلت تحت تأثير الموروث الأموي الخاطئ والسائد في جميع الأوساط الدينية بأن أهل الكوفة جميعهم من الموالين وبأن الموالين هم الذين حاربوا الإمام وإلى آخره من هذه التصورات الخاطئة الدارجة بيننا.
هذه التساؤلات أثارت عندي تساؤلات أعمق حول الطبيعة البشرية بحكم تخصصي في علم النفس والذي يجعلني لا إراديّاً أبحث في كل موضوع عن الربط بينه وبين الدراسات النفسية أول إجابة وصلت إليها في تساؤلاتي كانت عن تجربة ميلغرام والتي شرحتها بالتفصيل في الفصل الثاني بعنوان التبعية والتي حاولت أن أجاوب فيها على التساؤل الأصلي لهذا الكتاب وهو لماذا تخلت الناس عن الحسين واتبعت أعداءه. ثم رأيت أن الجواب النفسي لا يكفي ولا بد من إلقاء نظرة عامة تاريخية للمنطقة التي وقعت فيها الحادثة ومن هنا تكوّن الفصل الأول والذي هو عبارة عن مقدمة تاريخية حول العراق قبل الإسلام وثم فتح العراق وتركيبته السكانية وصولاً إلى الواقعة والأمور المهمة التاريخية التي تخدم بحثنا الفعلي.

اقرأ أيضاً: كتاب «سوسيولوجيا العنف والإرهاب»: لماذا يفجّر الإرهابي نفسه؟

حين وجدت بعض أجوبتي التي كانت ترهقني منذ سنين طويلة والتي كانت مختلفة تماماً عن النظرة الموروثة لهذه الأسئلة وكانت مختلفة تماماً عن مئات الكتب بل آلافها المكتوبة حول هذه الواقعة رأيت أن التحليل النفسي والقراءة النفسية لهذه الواقعة مفقودة وهناك العديد من الأبعاد الأخرى التي تحتاج إلى إلقاء نظرة نفسية عليها ومن هنا تكونت فكرة الفصل الثالث أي اتخاذ القرار والفصل الرابع ضحية السلطة وصولاً إلى اهم فصل في هذا الكتاب وهو سيكولوجية البكاء حيث أصبح موضوع البكاء على الحسين(ع) من المواضيع المهمة والمثيرة للجدل في أيامنا هذه.
في النهاية آمل أن يكون هذا الكتاب التحليلي مقدمة لدراسات أعمق وأوسع حول هذه الواقعة أمور دينية كثيرة أخرى تحتاج إلى نظرة نفسية لتحليلها وبيانها.

السابق
مصادر غربية: حرب اسرائيل القادمة على لبنان ستكون مدمّرة
التالي
نواف الموسوي: هل هذه هي اللحظة المناسبة لفتح باب التعديل الدستوري؟