«حركة الصابرين»: حركة ايران داخل غزة الحمساوية

"حركة الصابرين" حركة سياسية ظهرت في قطاع غزة عام 2014، تعترف بالدعم الإيراني المادي، وهي متهمة بنشرالمذهب الشيعي في قطاع غزة.

ظهرت حركة الصابرين في أيار 2014 كأول جماعة شيعية في قطاع غزة المحاصر، وكان سبقه “حزب الله الفلسطيني” الذي اعلن عن نفسه عام 2008 في الضفة الغربية، لكنه اختفى عن الساحة السياسية الفلسطينية كليّا. وذلك بحسب موقع الجزيرة الالكتروني.

إقرأ ايضا: أيّ عنف في كنف الحركات الإسلامية الفلسطينية؟

واسمها الكامل هو “حركة الصابرين نصرا لفلسطين” واختصار اسمها هو “حصن”، وتتبنى الحركة شعارا هو نسخة شبه مطابقة لشعار حزب الله اللبناني، وتنشط في قطاع غزة.

وتصنّف حركة الصابرين (حصن) على أنها تنظيم شيعي يتلقى تمويلا مباشرا من إيران، وهي وإن كانت لا تخفي تلقيها تمويلها من إيران، إلا أنها لا تصرح بحقيقة توجهها المذهبي، بل إنها تشدد على أنها حركة غير مذهبية من الأساس.

وتشدد الحركة على ضرورة مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، معتبرة فلسطين بؤرة للصراع بين “المشروع الإلهي والمشروع الشيطاني”.

ويرأس الحركة الأمين العام هشام سالم، وهو قيادي سابق في حركة الجهاد الإسلامي. وكانت تقارير إعلامية قد نقلت أن طهران تقف بكل ثقلها المادي خلف حركة الصابرين. وقد تعرّض سالم لمحاولة اغتيال عبر طعنه بسكين في تشرين الأول 2015.

 

وتؤكد حركة الصابرين على اهداف، اهمها: واجب الجهاد دفاعا عن الأمة ومقدساتها ضد أعدائها وعلى رأسهم إسرائيل، والعمل على تحقيق نموذج جهادي ملتزم بقضايا الأمة، والتكامل مع المشروع الجهادي الذي يجسده المؤمنون المخلصون على امتداد العالم الإسلامي، والعمل على نشر تعاليم الإسلام الصحيحة من خلال الحكمة والموعظة الحسنة.

إقرأ أيضا: حماس والجهاد… من رحم الإخوان المسلمين الى ايران

وقد بادرت حركة الصابرين إلى تقديم التهنئة لإيران على إثر توقيع الاتفاق النووي مع الغرب، بحسب موسوعة ويكيبيديا الحرّة. كما نعت الحركة سمير القنطار، والإعلامي المصري محمد حسنين هيكل. كما أعربت عن تضامنها مع قناة “الميادين” عندما أوقف بثها على القمر الصناعي “عربسات”.

وقد نقل ان “حركة الصابرين ولدت بعد انشقاقها عن حركة الجهاد الاسلامي في فلسطين عام 2014. وقد تم تأسيس الحركة لتكون بديلا مستقبليا عن حركة الجهاد الإسلامي، فهى بمثابة الذراع العسكري لإيران في الأراضى الفلسطينية”.

وتبلغ الميزانية 12 مليون دولار أميركي سنوياً، أي بمعدل مليون دولار شهرياً. اما “المرجعية الشرعية فتتكون من محمود جودة، وعبد العزيز عودة، وعبدالله الشامي”.

علما انه “تربطها ايضا علاقة قوية ومتينة بحزب الله، وهي تعتبر نفسها النسخة الفلسطينية من حزب الله، حيث يتم تدريس كتب ومحاضرات السيد حسن نصرالله والمقاومة الاسلامية داخل مؤسسات الحركة”. ويتشابه شعار الحركة كثيرا مع شعار حزب الله.

وقامت حركة الصابرين، باشاعة ان “حماس” قامت بحظرها في غزة، بعد ضغوط كبيرة من حركة الجهاد الاسلامي، التي بدأت تشعر بخطورة الحركة المنشقة على حركة الجهاد، التي أقامت بنيتها الفكرية الأساسية على أنه لا فرق بين السنة والشيعة، وأن العلاقة مع إيران هي علاقة إستراتيجية.

ويرى كثيرون ان حركة “الصابرين” باتت “تشكل خطورة على المجتمع الغزيّ الفقير. من هنا يلاحظ تعرّض مؤسسها لمضايقات من قبل حركة حماس. وفي 6 تمّوز من عام 2015، انتشر خبر يقول أنّ حماس أمرت بحظر نشاطات الحركة.

في حين، رأى “موقع مونيتور الالكتروني “ان اسم الصابرين برز في شكل ملفت في شباط عام 2016، هذه الحركة الوليدة ذات المرجعيّة الفكريّة أعُلن عن تأسيسها بتاريخ 25 أيار 2014 بقيادة هشام سالم وآخرين انشقوا عن حركة الجهاد الإسلامي.

إقرأ أيضا: ايران تفتح ابوابها لـ «الجهاد الاسلامي»

ويتابع الموقع بالقول”تكوّنت نواة حركة الصابرين عام 2010 كتيّار إصلاحيّ داخل حركة الجهاد الإسلاميّ، والذي يدعو إلى إعادة إحياء فكر فتحي الشقاقي المؤسّس الأول للـ”الجهاد الإسلاميّ” في فلسطين”.

ويبدو جليا أنّ “”حصن” تتماهى مع مواقف النظامين الإيرانيّ والسوريّ في مواقفهما، فالتمويل الإيراني وَلّد لدى “مجموعات السلفية الجهادية” في قطاع غزة تصوراً أن “الصابرين” حركة مذهبية تهدف إلى خلق كيان شيعي في غزة يكون بمثابة يد أخرى لإيران في المنطقة، على شاكلة حزب الله في لبنان و”أنصار الله” في اليمن، فكلّ هذه الكيانات لها خلفيّة مذهبيّة شيعيّة تنشط في بلدان عربية مختلفة ممولة ومدعومة من إيران.

وما يجمع حركة “الصابرين” بايران وسوريا هو موقفهما المعادي لاسرائيل. ومن بين الاتّهامات الّتي تتعرض لها الحركة من قبل نشطاء سلفيين، أنّ الحركة خلقتها إيران ككيان شيعي في قطاع غزّة لتكون بديلاً عن حركتي “حماس” و”الجهاد الإسلاميّ”.

وختاما، لا يمكن التنبؤ بمستقبل حركة الصابرين في ظل الاستقطاب الحاد الذي تشهده المنطقة العربية بين السعودية وإيران والدول المتحالفة معها، الامر الذي ينعكس على القضية الفلسطينية.

السابق
قراءة في نتائج الاستفتاء الدستوري التركي
التالي
ورقة التفاهم بين حزب الله والتيار العوني في مهب رياح قانون الإنتخاب