هل تطال العقوبات الاميركية ضدّ حزب الله المسيحيين العونيين؟

العقوبات الاميركية
بالأمس، أبلغ الرئيس ميشال عون أميركا الموقف الرسمي للبنان تجاه التهديدات باصدار قرارات جديدة تستهدف "حزب الله" واطرافاً لبنانية متحالفة معه، بشكل واضح لا يحمل اي تأويلات. فهل موقف عون خشية من أن تطال تياره العقوبات الأميركية؟ وهل ستميّز الإدارة الأميركي بين عون كرئيس جمهورية لبنان وعون زعيم التيار الوطني؟

فيما يدرس الكونغرس الأميركي إمكانية فرض تعديلات جديدة على مرسوم عام 2015 لفرض عقوبات مالية على حزب الله الذي تصنّفه الولايات المتحدة منظمة “إرهابية”، بهدف إلى تجفيف منابع التمويل من خلال مراقبة حركة الحزب المالية داخل المصارف الدولية، واللبنانية . عبّرت تصريحات الرئيس ميشال عون أمس حول هذه مسألة بعد لقاء وفد مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان “تاسك فورس فور ليبانون” أ، عن قلق رسمي لبناني من إيلحاق العقوبات ضرراً كبيراً بلبنان وشعبه.
هواجس الرئيس عون وموقفه المعارض لها، رأى فيها البعض أنها تنطوي على مخاوف حقيقية من أن تمسّ هذه العقوبات شخصيات مسيحية مقربة من التيار الوطني الحر الذي يتزعمه عون. خصوصا بعد الحديث عن توسيع دائرة من ستطالهم العقوبات الأميركية لتشمل شخصيات ومؤسسات شيعية تابعة لحركة أمل إضافة إلى الشخصيات المسيحية المقربة من التيار التي تربطهم علاقة مالية بالحزب.

اقرأ أيضاً: هذه اسماء الاشخاص والشركات الإيرانية واللبنانية التي شملتها العقوبات الاميركية

وقد إتخذت الإدارة الأميركية قرارا بتوسيع نطاق العقوبات وتشديدها لتطال جهات غير مرتبطة بحزب الله مباشرة كحركة أمل والتيار الوطني الحرّ. حيث تفيد المعلومات أن هذه العقوبات ستمس شخصيات مسيحية قريبة من تيار الرئيس ميشال عون، خصوصا أن الخزانة الأميركية طلبت من المصارف اللبنانية رفع لوائح بأسماء كل من تشك انهم على علاقة بحزب الله. إضافة إلى فرض عقوبات على كل المؤسسات التي تتبع وتتعاطى مع مؤسسات حزب الله الإنسانية والصحية والإجتماعية وغيرها..

وكان الرئيس عون في موقفٍ هو الأول من نوعه رفع امس لهجته أمام وفد مجموعة العمل الاميركية. إذ رأى انّ مثل هذه الإجراءات الأميركية “لا تأتلف مع حجم ونوعية العلاقات اللبنانية – الاميركية التي يحرص لبنان على تعزيزها “.
وشدد عون على “أهمية مراعاة الإدارة الجديدة الخصوصيات اللبنانية وحجم “حزب الله” ودوره في الداخل اللبناني، وانّ ما يقوم به الحزب في الخارج لن تكون له اي انعكاسات في الداخل “.
وطلب عون من اعضاء الوفد إطلاع الإدارة الأميركية على هذه القضايا بالتفصيل للتخفيف من حدة الإجراءات الأميركية التي لن تقف عند بعض المؤسسات والأشخاص بحد ذاتهم بل ستطاول الاقتصاد اللبناني برمّته.
وفي هذ السياق، إستبعدت الكاتبة السياسية سكارليت حداد أن تطال العقوبات الأميركية شخصيات مسيحية مقربة من التيار الوطني الحرّ، مشيرة إلى أنه من الغير المنطقي أن يعاقب الفرد على رأيه السياسي، ولا جدر معاقبة دولة بأسرها بسبب حزب”. كما لفتت إلى أن “حزب الله داخل في اللعبة السياسية وهو حزب لبناني، متسائلة ما المطلوب إذن طرد الحزب من البرلمان ومجلس الوزراء؟”.

ورأت حداد المقربة من التيار الوطني أن “ما يشاع مجرد تهويل أكثر ممّا هو واقع”. بالإشارة إلى أن مبدأ فرض العقوبات على أي شخصية لبنان مرفوض لأن حتما سيلحق بالضرر على الوطن بأسره”. وأضافت حتى لو كانت هذه العقوبات مفروضة على أي جزب آخر سيكون الموفق سلبي وغير مرحب”.

اقرأ أيضاً: البروفسور عجاقة: العقوبات على حزب الله تطال مسيحيين وتجدد لـ«رياض سلامة»!

كما إعتبرت أن “البعض يبحت عن خلق أزمة وشرخ في الطائفة الشيعية بين حزب الله وحركة أمل حول التخويف من العقوبات ستطال أمل ايضًا”.
وعما يقال أنها ستطال شخصيات مسيحية مقربة من التيار قال حداد إنها “نوع من الضغط بقصد فكّ التحالفبين التيار والحزب مشابهة للمحاولات والضغوطات السابقة”.
وخلصت حداد إستبعادها أن “تقوم دولة كبرى بحجم أميركا من فرض عقوبات عشوائية على أساس الرأي السياسي”.

السابق
انفجار قنبلة في منطقة خربة يونين في جرد عرسال
التالي
كتلة المستقبل: زيارة الحريري الى الجنوب رسالة قوية وواضحة