من يحميّ البابا من «داعش» في مصر؟

التطرف الإسلامي يستجلب التطرف المسيحي في كل من اوروبا والولايات المتحدة الاميركية، والخوف هو من تصادم يودي بالخيط الرفيع القائم بين ابناء الديانتين الكبيرتين في العالم. فهل تكون زيارة البابا الى مصر جزء من حلّ أم مدخل لأزمة جديدة؟

رغم الانفجارين الذين وقعا في مصر خلال الاحتفال بعيد الشعانين، لم يتراجع البابا فرنسيس عن زيارته المقررة إلى مصر اواخر شهر نيسان الجاري. فرغم الهجمات الإرهابية التي شنها “داعش” في مصر، وأودت بحياة 44 مواطنا مصريا وحوالي 100 جريح، بحسب جريدة Aleteia  الايطالية، الا ان البابا لم يلغ زيارة المقررة بعد.

إقرأ ايضا: مراهق أميركي حاول إغتيال البابا فرنسيس

وقد انقسمت آراء المتابعين عبر الـ”سوشل ميديا” بين مؤيد وخائف ورافض، خوفا من اية تبعات أمنية على البابا نفسه. ومن هؤلاء الكاتب غوستافو كاكرا، الذي قال أن “داعش” سيحاول قتل البابا في مصر نهاية نيسان، معللا ربما لكون النظام المصري غير قادر على حماية موكب البابا. ومعروف عن البابا فرنسيس برفضه الالتزام بالإجراءات الأمنيّة. كما نقلت “هافينغتون بوست” البريطانية.

وسابقا تعرّض البابا يوحنا بولس لمحاولة اغتيال في ساحة القديس بطرس من خلال إطلاق النار على يد شاب تركي يدعى محمد علي آقجا في 13 أيار 1981 خلال احتفال ديني.

ومعروف عن البابا يوحنا بولس الثاني، انه زار علي أقجا في سجنه وسامحه على فعلته. علما ان البابوات عادة يستعملون السيارات المصفّحة التي تحميهم من الاغتيالات والتي تدعى “بابا موبل”.

ويزور البابا كل عام عددا من البلاد التي تضم مسيحيين من مختلف الطوائف والمذاهب، ولا يتوانى عن توجيه الرسائل الاخلاقية للمؤمنين، اضافة الى تسامحه الديني الذي أُشتهر به.

من هنا الخوف من أية محاولة اغتيال للبابا فرنسيس، قد تؤدي الى اشعال حرب دينية، ومن المعروف ان الباباوات هم اعلى منصب مسيحي كاثوليكي في العالم، حيث بلغ عددهم حتى اليوم 266 بابا. وكان سلفه البابا بندكتوس السادس عشر المحافظ، الذي سار على طريق سلفه البابا يوحنا بولس الثاني، آخر بابوات القرن العشرين.

إقرأ ايضا: البابا فرنسيس يعبر عن قلقه الشديد ازاء الاحداث في العراق

ويعود التزّمت الديني الى اوروبا واميركا بسبب الصحوة الاسلامية التي ضربت العالم الاسلامي، والتي تميّزت من خلال انتخاب دونالد ترامب المتشدد سياسيا حيال العرب والمسلمين، اضافة الى موجة ماري لوبان في فرنسا، وترشحها لمنصب الرئاسة في فرنسا. واليمين المتطرف نوربرت هوفر الذي خسر في انتخابات الرئاسة في النمسا بحسب موقع “الجزيرة”. واكتساح اليمين المتطرف في بلجيكا “فلامس بلانغ”. علما ان الأحزاب اليمينية المتطرفة حصدت 39 مقعدا في البرلمان الأوروبي مؤخرا.

فهل تكون مصر الشعلة التي قد تفرط عقد العلاقة المسيحية- الاسلامية التي تحاول قيادات وفعالية مشرقية تحسين مستواها من خلال انشطة تدعمها بعض الدول الاوروبية كسويسرا والنروج والسويد المعروفة بسياستها الانفتاحية تجاه المسلمين في الشرق؟

السابق
لقاء الجمهورية: التأهيل الطائفي غير دستوري ويشوه صورة النسبية
التالي
السيد نصرالله يردّ على منتقديه بخصوص «الزواج المبكر»