التقشف المالي لـ« حزب الله» يصل الى وجبات الطعام!

شكّل الاربع سنوات الأخيرة لحزب الله منذ تدخله في الحرب السورية أكثر الفترات صعوبة في تاريخ الحزب منذ تأسيسه مطلع ثمانينيات القرن الماضي.

فيما تخطى تعداد قتلى الحزب في سوريا الألف، إلا أن الخسائر البشرية التي مني بها الحزب لا تشكل أكبر الكوارث، بل أشدها وأضعبها تلك المتعلقّة بالوضع الداخلي والصعوبات المالية والسياسية التي ذاقها الحزب، خصوصا بعد المصادقة على قانون العقوبات الأمريكية الذي يحظر على البنوك التعامل مع الحزب ما وضعه بأزمة لم يعرفها مثيلها من قبل.
ويوم عن يوم تظهر الأزمة المالية لدى حزب الله الى العلن أكثر وأكثر، إذ كشفت الاستخبارات الإسرائيلية  تفاصيل جديدة تتعلّق بوضع “حزب الله” تثير إرتياحها وتخلق جو إيجابي لدى إسرائيل”.

إقرأ ايضًا: جنرال اسرائيلي: حزب الله يقلص الإنفاق على طعام جنوده

فبحسب ما صرّح به الجنرال درور شالوم، قائد “لواء الأبحاث في شعبة الاستخبارات العسكرية” (أمان) لموقع “وللا” الإخباري  أن أكثر ما يطمئن إسرائيل أن إنغماس الحزب في سوريا جعله يصرف النظر  عن الاشتباك مع إسرائيل خصوصا أن عدد قتلاه في  المواجهات السورية وصل إلى الـ 2000 وقد يتخطى ذلك”.

لكن بنظر شالوم الأكثر صعوبة لدى الحزب الأزمة اقتصادية الحادة والغير مسبوقة إذ وصلت رداءة الأوضاع بحزب الله أن يقلص الإنفاق على الوقود والطعام لمقاتليه”.وهو الأمر الذي فجّر جدلا كبيرا داخل أوساط الحزب الله بسبب التداعيات السلبية للحرب السورية.

هذه المعلومة التي كشفها شالوم، سبقها قبل شهر ونيف إطلاق حزب الله حملة “تجهيز مجاهد”،  فنشر لوحات إعلانية على طرقات الضاحية تدعو أنصاره للتبرع لصالح المقاومة الاسلامية تحت مقولة “الجهاد بالمال واجب”.
هذا ما من شأنه يطرح علامات إستفهام كثيرة حول الوضع الإقتصادي للحزب الذي دفع به دعوة أنصاره بالتبرع تحت صيغة الأمر المقنع بإستخدامه الدين كوسيلة لإقناع والتأثير على بيئته من أجل جمع الأموال لتجهيز المقاتلين.

 

وفي المختصر، تدلّ هذه الإعلانات على انتكاسة مالية خانقة يعاني منها الحزب، نتيجة تكلفة الحرب السورية عليه وغرقه لأذنيه حيث لا مجال للعودة خطوة إلى الوراء.
ولا يخفى تراجع التمويل الايراني للحزب التي بدورها تعاني من خناق مالي نتيجة إنغماسها في عدة جبهات إن كان في سوريا أو في العراق أو اليمن إضافة إلى تدهور أسعار النفط الذي أثر على الممول الإيراني. لذا فما كان باليد حيلة سوى لجوء الحزب الى هذه الخطوة للحصول على مساعدات من رجال الاعمال الشيعة والمؤيدين بطرق أخرى نظرا للعقوبات الأميركية التي طالت هذه الطبقة نتيجة تعاملهم مع حزب الله، وإذلذا فإن وضع حزب الله المالي لا يحسد عليه نتيجة تحوّله الى طرف محارب على أكثر من جبهة مشتعلة، وهو ما انعكس على التقديمات الإجتماعية لبيئته الحاضنة.  إذ خفضت مؤسسات الخدمة الاجتماعية مصاريفها، كما توقفت البطاقات الصحية، التي توفر الخدمات الصحية للمنتسبين وذويهم، كمبدأ الضمان الاجتماعي . فضلا عن الغاء بطاقة “نور”، وهي تمكن من يمتلكه الحصول على حسومات من بعض المتاجر. عدا عن التأخر الدائم في دفع الأجور، وحسم  جزءا من راتب المتعاقدين، على ان يتم دفع الجزء المتبقي فور حلّ الأزمة.  كما لجأ الحزب إلى تخفيض التعويضات التي تمنح لعوائل من يقضون في المعارك، من 50 الف دولار، إلى 25 الف دولار.

إقرا ايضًا: أزمة مالية تدفع «حزب الله» الى لمّ التبرعات
مكتب التحقيق الفدرالي الأميركي بحث في أسباب الأزمة المالية وكشف أن جزءا كبيرا منها يعود إلى تراجع الامدادات الإيرانية التي كانت تقدر بـ100 مليون دولار قبل العام 2005، وذلك قبل أن تتضاعف مع تعاظم دور الحزب في الداخل اللبناني وخارجه. لتي عادت وقلصتها بسبب تراجع العائدات النفطية، والعقوبات الاميركية على إيران، والتي خسرت إقتصادها نحو 160 مليار دولار، ما دفع السطات الايرانية إلى تقليص تمويل الحزب بنسبة 40% سنة 2015.  هذا العامل تضاف إليه العقوبات الأمريكية علىالحزب ورجال الأعمال الشيعة ، كلها عوامل تضافرت وأدت  بالنتيجة الى تقهقر الوضع المالي وهو ما يعني أن الحزب سيستمر بتقليص الخدمات الاجتماعية، والصحية، لصالح الانفاق العسكري، في حرب يبدو انها ستطول.

السابق
عين الحلوة… سكان المخيم يُهجّرون من جديد
التالي
التيار الحرّ ينضم الى القوات ويدعو إلى المشاركة في تحركات الاعتراض غداً