تصورات التصعيد العسكري الأمريكي

خان شيخون
ما السيناريوهات المطروحة بعد التصعيد العسكري الأمريكي؟

جاء التصعيد العسكري الأمريكي مفاجئ للنظام السوري بل مفاجئ للعالم برمته .. من خلال قصفه قاعدة الشعيرات السورية الموجودة في ريف حمص السورية، حيث يقال بأنّه من هنا تمّ ضرب أهالي خان شيخون بغاز السارين الكيميائي المحرم دولياً، إذ أدّت هذه الضربة إلى وقوع خسائر عسكرية – مادية .. وبشرية حسب تصريح إعلام النظام السوري بوجود قتلى في صفوف الجيش السوري – منهم ضباط رفيعين بالجيش السوري.

علماً بأنّ هذه الضربة كانت بالأوساط السياسية تصعيد مفاجئ أمريكي من قبل إدارة دونالد ترامب , والبعض الآخر يقول بانّها ليست مفاجئة لبعض الدول الإقليميه وغير الإقليمية لاسيما روسيا حيث سمعنا بتصريح من البنتاغون بانّ موسكو على علم بهذه الضربة.

لكن إذا أردنا أن نرى المشهد من زوايا مختلفة وما تداعيات هذه الضربة لابد لنا أن نقرأ هذا التصعيد على عدة محاور وأن نحاول أن نستشرق المستقبل الأمريكي وتوجهه في تغيير مسار الأزمه السوري إما إيجابياً أو سلبياً بالنسبة للمجتمع الدولي ودول الإقليم .

فلو بدأنا بتحليل هذه  الضربة وهذا التصعيد على الشأن الداخلي الأمريكي لوجدنا أنّ الإدارة الجديدة تريد أن تثبت فاعليتها وحزمها واستدراج الرأي العام لصفها , لا سيما وأنّ الإدارة الجديدة لها الكثير من المعارضين، تحديداً الحزب الديمقراطي وداعميه وعلى هذا فهي رسالة قوية يريد بها ترامب إبراز هيمنته وجديته وحزمه لمعارضي الداخل، تحديداً من بعد توجيه أصابع الاتهام له بعدم نزاهه الانتخابات من بعد فوزه  والتعاون مع روسيا بذلك .

إذا من بعد هذا التصعيد العسكري فكأنّ ترامب يقول”أنا اخالف النظام الروسي” ويرمي خلفه أصابع الشكوك والاتهامات، أيضاً يثبت للرأي العام الأمريكي فشل الإدارة السابقة “إدارة باراك اوباما” التي كانت تتذبذب بمواقفها الخجوله ليس فقط في سوريا ومفاوضاتها وإنّما في الشرق الأوسط برمته .

على الطرف الآخر وهو الطرف الخارجي من تحليلنا لهذا التصعيد نجد بأنّ إدارة دونالد ترامب تريد إيصال رساله جدية وقوية للأطراف الفاعلة في محور النظام السوري ومنها إيران ومليشياتها على الأرض السورية، لاسيما من بعد انزعاج الإدارة الأمريكية الجديدة من التوصل السابق مع طهران بخصوص برنامجها النووي وتعثر الدبلوماسية بينهما مرة أخرى.

إذا هي رسالة لكل أصدقاء النظام السوري الذي ينتهك سيادة سوريا ويدمرها بحجه محاربه الإرهاب، فلو أعدنا النظر بمسير هذه الميليشيات سواء كانت الإيرانية أو حزب الله أو ميليشيات العراق سنجد بأنّ مسارها لا يختلف مع داعش بقد ما يختلف مع العُزل من المدنيين في سوريا/ وعلى هذا نجد بأنّ رساله التصعيد الأمريكية أتت لأكثر من هدف .

من جانب آخر نجد أيضاً دلالات سابقة على التصعيد لاسيما من بعد لقاء ملك الأردن عبدالله الثاني في خطابهما، وهو الجار الأقرب لسوريا، حيث وصف ما قام به النظام السوري  بأنّه تجاوز كل  الخطوط الحمراء، على عكس اداره اوباما في عام 2013 التي اكتفت بالتنديد والتهديد فقط  من بعد استعمال النظام السوري لنفس هذا الغاز في الغوطة الشرقية والتي نتج عنها قتلى أكثر بكثير من خان شيخون .

إقرأ أيضاً: لماذا تحول نظام الأسد الى هدف اميركي بعد مجزرة خان شيخون؟

من هنا نرى فاعلية الإدارة الأمريكية الجديدة على الأرض العربية من بعد القمة العربية وإيجاد شريك حقيقي يتبادل معه ترامب المصالح  وهو جل مايهم هذا الرجل “رجل الاعمال “، وتحديداً من بعد لقائه للنظام السعودي وبعض الأنظمة العربية – الخليجية التي ترى وتأمل من النظام الأمريكي الجديد إزالة بشار الاسد وايقافه، حيث يتفق الطرفان بأنّه لايوجد حل للأزمه السوريه بوجود نظام بشار الأسد .

أيضاً نرى من هذا التصعيد العكسري رمزيه أخرى مهمة على صعيد دول الإقليم (اسرائيل ) فنرى درجه تفاهم وتناغم كبيرة جداً بين اسرائيل والإدارة الأمريكية، فالإدارة الأمريكية الجديدة تنظر لاسرائيل بأنّها في خطر في ظل وجود تغلغل إيراني روسي عسكري في المنطقه وهو ما يشكل خطراً وخوفاً على الأمن القومي الاسرائيلي , كما تحرص على استمرارية المصالح الإسرائيلية – الأمريكية القوية.

إقرأ أيضاً: ماذا يضمر ترامب في «رسالة سَتَرونها» لـ«حزب الله»؟

أخيراً  ومن السيناريوهات المستقبلية عسكرياً والمستبعدة لدى الأغلبية احتمال إنشاء توافق بريطاني – أمريكي عسكري في المستقبل يضع حلاً جذرياً للأزمة السورية، لاسيما بأنّهما من أوائل من حركوا أساطيلهم العسكرية للعراق وكانوا مبادرين ومتوافقين بالحل العسكري في العراق.

علماً بأنّ المملكة المتحدة اليوم أكثر حرية وفاعليه سياسياً وعسكرياً واقتصادياً من بعد إنسحابها من الاتحاد الأوروبي.

  • (باحث في العلاقات الدولية)
السابق
تنظيم داعش يعلن مسؤوليته عن تفجير الكنيستين
التالي
حزب الله ينشر بياناً لروسيا وإيران يتوعدان به إدارة ترامب بالرد!