مطار الشعيرات: إلغاء الوكالة الأميركية لروسيا..خاتمة الأسد

الرئيس الأميركي دونالد ترامب قرر أن يوجه ضربة إلى "سورية الأسد" فترامب يدافع عن نفسه في أميركا في مواجهة تهم التواطؤ مع الروس، فهل بات ملزماً لكي يثبت قوة اميركا ونفوذها في العالم أن يواجه روسيا أولاً؟

الرئيس الأميركي دونالد ترامب وجه ضربة عسكرية جوية إلى الجيش السوري في مطار الشعيرات، وهي الضربة الأميركية الأولى لجيش النظام السوري من دون أن تندرج في سياق الخطأ غير المقصود أو المقصود، ولكن هل ما حصل يندرج في سياق سلسلة ضربات أم أنّها ضربة محدودة للرد على مجزرة خان شيخون ولا تندرج في سياق استراتيجية أميركية واضحة المعالم ومحددة الأهداف؟

بداية لا بد من ملاحظة أنّ الضربة الأميركية جاءت في مناخ مربك داخلياً للرئيس الأميركي، فترامب لم يزل يواجه تحديات داخلية تتصل باتصالات أجراها مساعدوه خلال الحملة الانتخابية مع أجهزة روسية، والتحقيقات التي يقوم بها الكونغرس مع مساعدي ترامب، تطال اتهامات لهم بالاتصال بجهات مالية روسية صادر بحقها عقوبات أميركية تحظر أيّ تعاون معها، لذا يضع بعض المحللين الأميركيين الضربة الأميركية في سياق الرسالة الموجهة إلى روسيا بالدرجة الأولى، وفي سياق محاولة استمالة ترامب الرأي العام الأميركي إلى جانبه، عبر القول أنّه يتحدى روسيا وقادر على مجابهة سياساتها.

 

 

من هنا يعتبر بعض المحللين الأميركيين وعلى رأسهم المحلل السياسي المعروف فريد زكريا، أنّه من المبكر التكلم عن ضربة عسكرية ثانية قبل أن تتظهر إن كان لدى ترامب خطة تشكل الضربة العسكرية لمطار الشعيرات حلقة من سلسلة حلقات قادمة؟ ولكن يؤكد زكريا أنّ هذه الضربة كشفت عن أنّ هناك تغييراً مهماً في تعامل واشنطن مع الأزمة السورية، عما كان عليه الحال في الإدارة السابقة.

إقرأ أيضاً: وجاء «الكروز والتوماهوك»!

التحول الأميركي بحسب دلالات الضربة العسكرية، سواء كانت يتيمة أو حلقة من سلسلة، يتمثل في أنّ الإدارة الأميركية في عهد ترامب، طوت كل ماكان يتردد في واشنطن مع وصول ترامب أنّ الرئيس الأميركي قد يتعاون مع نظام الأسد في محاربة الإرهاب، وأنّ هذا النظام ممكن أن يعتمد عليه في القضاء على تنظيم داعش في سوريا، فبعد مجزرة الكيماوي في خان شيخون أصبح الأسد طرفاً غير مقبول أميركياً كشريك لمواجهة الإرهاب أو الحل في سوريا ومرشح للملاحقة الدولية.

وفي السياق نفسه، شكلت مجزرة خان شيخون بالحساب الأميركي إثباتاً أنّ روسيا التي أوكلتها واشنطن بسحب السلاح الكيماوي من سورية بعد استخدامه من قبل النظام السوري في العام 2013 في الغوطة الشرقية، بأنّ روسيا فشلت في إغلاق ملف الأسلحة الكيماوية، وبالتالي فإنّ واشنطن في هذا الحال لن تبقى متفرجة على ما تعتبره تهديداً لأمنها القومي، وستتدخل مباشرة لإنهاء هذا الملف، وجاءت الضربة الأميركية إلى أماكن وصفتها واشنطن كمراكز لهذا السلاح أو منطلقاً لاستخدامه.

إقرأ أيضاً: لماذا تحول نظام الأسد الى هدف اميركي بعد مجزرة خان شيخون؟

يبقى أنّ الجهات العسكرية في واشنطن تتحدث عن خطوات عسكرية قادمة ضد نظام الأسد، وما يرجح لدى بعض الأوساط الأميركية هذا الاتجاه، هو التأييد الواسع لدى الجمهوريين للقيام بخطوات تنهي حكم الأسد في سوريا، علماً أنّ الحزب الديمقراطي موقفه سابق على الجمهوريين في هذا الشان، فيما الرأي العام الأميركي بات أكثر تقبلاً لخطوات عسكرية للرد على “الإهانة الروسية” لأميركا من الانتخابات الأميركية إلى عرقلة صدور قرارات مجلس الأمن وغيرها ممّا تعتبره واشنطن تجاوزاً روسياً لمساحة دورها الدولي. ترامب قد يجد في هذا المناخ فرصة مؤاتية للخروج من الإرباك والتخبط الذي يعانيه في الداخل بسبب تهم العلاقة غير القانونية مع روسيا، عبر القيام بخطوات تحظى بدعم الكونغرس بحزبيه، وتعيد له ما خسره على مستوى الرأي العام الأميركي في بداية ولايته.

السابق
محلل الشؤون العسكرية في لـ«CNN»: هذا ما يعنيه ضرب 59 صاروخ توماهوك ضد هدف واحد
التالي
عائلة يمين عين داره تشجب موقف المختار شربل يمين من معمل الموت