المجزرة من خان شيخون إلى برلمان لبنان

جريمة خان شيخون تفصيل عادي في سلوك النظام وسيرته، غير أنّ ما يشتهيه القاتل حين يذهب في الإيغال بالجريمة وتكرارها ليس عبثاً أو نزوة أو مجرد عادة يومية في سلوكياته اليومية، بل في مجزرة خان شيخون، كانت محاولة متكررة وبشكل جديد لإثبات ان الاجرام وتكراره كفيل بتثبيت دعائم النظام، من خلال استسلام المجتمع للجريمة وغاياتها، وصولاً لإقراره بأنّ الحياة هي منّة من الحاكم على المحكوم، وأنّ المواطن السوري عليه أن يؤمن بأنّ حياته هي وديعة الأسد فيه يأخذها متى يشاء وكيفما شاء. نظرية الإجرام هذه وبمواصفات خان شيخون هي ما نعانيه اليوم في لبنان، فالسلطة التي تسيطر على البلد، وأجرمت بحق المواطن والدولة، وعاثت فساداً بالدستور والمؤسسات وبالمال العام، تريد للبناني وبخبث، أنّها وهي التي فعلت ما فعلته من محاصصة ومن تجاوزات ومن سياسات أدّت إلى إفقار البلد، هي سبيل خلاص الدولة ووسيلة إنقاذه، ما سمعناه في جلسة المساءلة في مجلس النواب من السلطة نفسها عن الفساد والسرقات وسوء الإدارة، هو سياسة تقوم على الاستبداد وعلى الإيغال في مجزرة تجويف الدولة، من أجل ترسيخ واقع في الوعي اللبناني، أنّ اللبنانيين عليهم أن يؤمنوا وهم يتهمون السلطة الحاكمة أنّها هي حائط مبكاهم، وعليهم السير على خطى قول الشاعر “فيك الخصام وأنت الخصم والحكم”. وظيفة مسرحية المساءلة في البرلمان اليوم، هي أن تقول للبنانيين نحن نسرقكم ونسرق احتجاجاتكم أيضاً ونسرق  لغتكم…ونحن السلطة والمعارضة معاً فاختاروا أين تقفون؟ وفي الحالين نحن قبلتكم.

السابق
بالفيديو: القاضي يطلب العفو والسماح لمغتصب الرضيعة!
التالي
عناصر مديرية أمن الدولة في بعلبك تقفل معملاً للالبان والأجبان في دورس