خان شيخون ضحية غاز السارين والصراع الأمميّ على سوريا

مجزرة خان شيخون
"جبهة فتح الشام" خبّأت غاز السارين في مستودعاتها، والجيش السوري قصف هذه المستودعات. فمن يتحمل مأساة الاطفال والعوائل الذين راحوا ضحية هذه المجزرة المرعبة؟

في تأكيد رسمي هو الأول نقلت قناة (RT) عن المتحدث باسم وزارة الدفاع الروسية اللواء إيغور كوناشينكوف أن “القوات الجوية السورية قصفت مستودعا للذخيرة تابعا للإرهابيين في مدينة خان شيخون بعد نحو 50 كيلومترا بريف إدلب، في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، وهذا المستودع يحوي أسلحة كيماوية جلبتها جبهة فتح الشام (النصرة سابقا) من العراق.

اقرأ أيضاً: هل تعجّل مجزرة خان شيخون برحيل الأسد؟

وقد ظهرت أعراض التسمم، التي لحقت بالمدنيين في خان شيخون، في مقاطع فيديو مشابهة لتلك التي أصابت المدنيين العام الماضي في حلب.

وكانت وردت أنباء عن تعرّض منطقة خان شيخون جنوب إدلب لصواريخ محمّلة بغازات كيميائية سامة تتشابه أعراضها مع أعراض “غاز السارين”، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين.

من جانبها، نفت سوريا صحة ما تردد عن قيامها باستخدام أسلحة كيميائية تحوي موادا سامة في خان شيخون في إدلب، لكن قوى المعارضة وجهت أصابع الاتهام إلى النظام.

كما نقلت (وكالة الصحافة الفرنسية) في تقرير لها ان “قصفا جويّا بالغازات السامة على شمال غرب سوريا تسبّب بمقتل 58 مدنياَ على الاقل اختناقاً بينهم 11 طفلاً”.

ولم يتم تحديد نوع الغاز المستخدم في قصف خان شيخون، واذا كانت الطائرات التي نفذته هي سورية أم روسية. علما ان “جبهة فتح الشام” تسيطر بشكل كامل على محافظة إدلب التي غالبا ما تتعرّض لغارات وقصف جويّ تنفذه طائرات سورية وأخرى روسية.

وكانت الحكومة السورية قد وافقت في العام 2013 على تفكيك ترسانتها الكيميائية، بعد اتفاق روسي- أميركي بُعيد تعرّض الغوطة الشرقية، لهجوم بغاز السارين آواخر آب عام 2013 ما تسبّب بمقتل المئات. ويُعد هذا الهجوم ثاني أكبر هجوم بسلاح كيميائي منذ هجوم الغوطة الشهير.

ونقلت وكالة (سبوتنيك) ان”الجيش السوري لا يمتلك أسلحة كيميائية أو سامة، ولم ينفذ أية ضربة في خان شيخون بإدلب، وكل ما يتردد حول هذا الموضوع عار تماما عن الصحة”.

و”أن ما يتردد حول هذا الأمر “هو من جانب المسلحين لتبرير هزائمهم وخسائرهم الكبرى أمام الجيش السوري خاصة في هجومهم الأخير على ريف حماة الشمالي”.

واضافت (سبوتنيك) انه “في حين قال البيت الابيض إنه واثق من أن حكومة الرئيس السوري بشار الأسد تقف وراء هجوم كيميائي محتمل وقع يوم الثلاثاء وأودى بحياة 58 شخصا على الأقل في بلدة خان شيخون، التي تسيطر عليها المعارضة في محافظة إدلب، شمال غربي سوريا”. قال مصدر في الحكومة الأميركية إن الحكومة تعتقد أن غاز السارين قد استخدم في هجوم بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا، اليوم الثلاثاء. وبحسب “رويترز” أنه من “شبه المؤكد” أن الهجوم نفذته قوات موالية للرئيس السوري بشار الأسد.

يذكر أن وكالة (رويترز)، أوردت نبأ عن تعرّض مدينة خان شيخون السورية جنوب إدلب لصواريخ محملة بغازات كيميائية سامة، تتشابه أعراضها مع أعراض “غاز السارين”، ما أسفر عن مقتل وإصابة المئات من المواطنين بين أطفال ونساء ورجال.

وبحسب (المرصد السوري لحقوق الانسان) ومقرّه بريطانيا، فإن طائرات سورية أو روسيّة شنّت ضربات جوية أدت إلى اختناق العديد من الأشخاص.

وبحسب (بي بي سي عربي)، قال المصوّر لدى مركز إدلب الإعلامي حسين كيال في تصريح لـ(وكالة أسوشيتد برس) إنه استيقظ على صوت انفجار نحو الساعة 06:30 صباحا بالتوقيت المحلي. وأوضح أنه “فور وصوله إلى موقع الهجوم لم تكن هناك أية رائحة، ووجد بعض الأشخاص مستلقين على الأرض وغير قادرين على الحركة بينما كان هناك تلاميذ صغار محاصرون”.

وذكر صحفيون أن المستشفى نفسها تعرضت لهجوم بصاروخ بعد ظهر الثلاثاء ما تسبّب في سقوط الركام على رؤوس الأطباء وهم يعالجون المصابين. ولم يتضح مصدر القذيفة، لكن “مركز إدلب الإعلامي” ولجان التنسيق المحلية المعارضة ذكرا أن طائرات حربية استهدفت العديد من العيادات.

لكن صحفيين مؤيدين للحكومة نقلوا عن مصادر عسكرية محليّة قولها إنه كان هناك انفجارا في مصنع للأسلحة الكيميائية تابع لتنظيم القاعدة في خان شيخون حدث جراء غارة جوية أو حادث عرضي.

في حين نقلت منظمة (هيومان رايتس ووتش) فقالت إن مروحيات أسقطت قنابل غاز الكلور على مناطق في حلب كانت تخضع لسيطرة المعارضة العام الماضي.

وقال (مركز إدلب الإعلامي) إنه يعتقد أن المادة التي استخدمت في الهجوم هي غاز الأعصاب سارين، وهي مادة عالية السميّة وأقوى 20 مرة من مادة السيانيد.

اقرأ أيضاً: مجزرة كيماوي جديدة في سوريا: «خان شيخون» برسم الضمير العالمي

لكن من المستحيل تقريبا اكتشاف غاز السارين لأنه مادة شفافة، وليس لها لون أو طعم أو حتى رائحة في أنقى صورها.

فهل للتناقض الأخير فيما يخصّ تصريحات مندوبة الأمم المتحدة نيكي هايلي حول مصير الأسد دورا في ارتكاب هذه المجزرة التي دفع المواطنون السوريون ارواحهم ثمنا للقرارات الدولية المتناقضة؟ حيث ادلت في اسبوع واحد بتصريحين متناقضين،الأول ادعت فيه ان اميركا لا يهمها اسقاط الاسد، في حين ان التصريح الآخر أبرز اصرار اميركا على تنحيّ الاسد ومحاكمته، مما دفع النظام الى ارتكاب مجازر مروّعة للحيلولة دون حصول أي اتفاق غير راض عنه، وفي تقاذف للاتهامات دون أي وازع من ضمير؟

السابق
الحكومة الأرجنتنية تعيّن عميلاً سرياً لملاحقة ميسي
التالي
بيار بو عاصي: يتوجب على لبنان تفادي مخاطر أزمة النزوح السوري