مجزرة كيماوي جديدة في سوريا: «خان شيخون» برسم الضمير العالمي

مجزرة خان شيخون
لم يكن صباح أهالي وأطفال بلدة خان شيخون بريف إدلب الجنوبي كإشراقة كل صباح، فقد فاجأهم الموت الذي طرق بابهم جوّا فسقط ما يزيد عن 100 قتيلا حتى اللحظة معظمهم أطفال إثر غارات جوية تحتوي على غازات سامة في ساعات الصباح الأولى من هذا اليوم (الثلثاء).

هي مجزرة كيماوي جديدة ارتكبتها طائرات النظام الحربية في مدينة “خان شيخون” بريف إدلب الجنوبي حصيلتها الأولية بحسب لجان التنسيق المحلية أكثر من 100ضحية بينهم أطفال وعشرات المصابين بحالات اختناق.

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. الغارات السامّة أسقطت الأطفال

وبحسب المعلومات المتداولة فإن طائرة حربية من نوع “سوخوي 22” قصفت بصاروخ غير متفجر الحي الشمالي من مدينة “خان شيخون” تسبب بحفرة صغيرة في الأرض، تلا ذلك استهداف الحي نفسه بثلاث غارات متتالية بصواريخ تحوي على غاز سام يعتقد أنه غاز السارين. ولم يستطع الدفاع المدني والطواقم الطبية بحسب ما أعلن حتى الآن تحديد نوع الغاز المستخدم، حيث خلف أكثر من 200 مصاب بحالات إغماء وإختناق وحالات عصبية متنوعة في مشهد يعيد إلى الأذهان ما حدث قبل أربعة أعوام (2013) في مجزرة الغوطة الشهيرة.
كما نقلت الوكالة الفرنسية “أ ف ب” خبر عن قصف يستهدف مستشفى يعالج فيه ضحايا قصف الغاز في إدلب.

وفي هذا السياق كان لـ “جنوبية” حديث مع الناشط الحقوقي والمعتقل السابق في سجن مطار المزة مازن الهومادى الذي أشار أنه “بحسب مصادر موثوقة في إدلب تم إستهداف نقطتان للمدنيين ونقطة للدفاع المدني، وموقع للفصائل المسلحة”. لافتا إلى أنه “لا يمكن حتى الآن تحديد عدد الضحايا ولكن ما يمكن تأكيده أنه تم نقل المصابين إلى منطقة كفرسرمين وكنصفرا في إدلب”.

مجزرة خان شيخون

وفيما يتعلّق بتحرّك القضاء الأوروبي لمحاسبة الأسد في جرائم الحرب قال إن “الدول الأوروبية تعتمد الوثائق والأرقام الدقيقة في جرائم الحرب حتى تعتمدهم كسند للتقدم بأي دعوى قضائية”. وأضاف “وأكثر الجهات التي يعتمد عليها القضاء الأوروبي “أطباء بلا حدود” و”هيومن رايتس ووتش” ومن جديد الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) الناشط في مناطق المعارضة “.

وأشار الهومادى أن “ما يحدث الآن هو جمع وثائق صادرة عن الجهات المعنية بما يتعلق بالجرائم الحاصلة في سوريا من أجل تقديمها لرئيسة الدبلوماسية الأوروبية فيديريكا موغريني في بروكسل”. مضيفا أن “من يدعم ملف توثيق الجرائم مجموعة محامين أوروبيين وسوريين استطعوا التقدم بدعوى ضد تسعة أشخاص تابعين للنظام السوري مستندين على شهادات ضحايا ناجين من الحرب”. وتابع “العائق أن الدولة السورية ليست ملتزمة بالمحكمة الجنائية الدولية ما يعيق عملية ملاحقة المتهمين بجرائم الحرب”.

وخلص الهومادى أنه “لا نستطيع التعويل على التحرّك القضائي وعلى الأسد وعلى مرتكبي الجرائم في سوريا لأن الحرب السورية محمومة والتركيز يتم في الوقت الحالي على محاربة الإرهاب دون مراعاة المديين الذين يذهبون ضحية هذا الإقتتال”.

وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صوراً مرعبة وفظيعة للضحايا، وأخرى تظهر مسعفين من الدفاع المدني، وهم يضعون كمامات ويعملون على رش المصابين الممددين على الأرض بأنابيب المياه.

من جهة أخرى، رأى مراسل قناة “العالم” الموالي للنظام السوري “حسين مرتضى” إن مجزرة الكيماوي التي حدثت في خان شيخون كانت بفعل “الإرهابيين”. وعلق على الأخبار المتداولة وصور المجزرة على صفحته الرسمية بأن المجزرة: “كانت أثناء تحضيرالإرهابيين في خان شيخون لمواد سامة وإعداد جرر الغاز السامة ما أدى إلى انفجار المصنع وتسرب الغاز وقتل وتسميم عشرات الأطفال على حدّ زعمه”.

اقرأ أيضاً: مجزرة الكيماوي في الغوطة هذا ما انكشف بعد ثلاث سنوات

ولا شك ان ما شجع ارتكاب النظام السوري للمجزرة الكيماوية الثانية في خان شيخون بعد مجزرة الغوطة الاولى عام 2013 هو ردّات الفعل الدولية المتخاذلة، وأولها من الولايات المتحدة الأميركية، وهو ما ساهم في تملّص النظام حتى الآن من المسؤولية القانونية عن هجومه الكيماوي الكبير قبل اربع سنوات الذي ادى حينها الى سقوط 1450 شهيدا حسب مصادر المعارضة السورية.

السابق
بالفيديو.. الغارات السامّة أسقطت الأطفال
التالي
إدانة لمجزرة «خان شيخون».. يموت الأطفال ويبقى الأسد