هل تعجّل مجزرة خان شيخون برحيل الأسد؟

مجزرة خان شيخون ادلب
استنكارات دولية ومطالبات برحيل نظام الرئيس الاسد في سوريا توالت أمس اثر المجزرة الكيماوية التي حدثت صباحا في خان شيخون بمحافظة ادلب، ولعل مسارعة الدول الكبرى بالطلب من مجلس الامن اصدار قرار يدين النظام، أثار عدة تساؤلات حول امكانية تبدل في الموقف الدولي لصالح ارغام نظام الاسد على القبول بالتنحي عن السلطة.

تقدّمت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا امس الثلاثاء الى مجلس الامن بمشروع قرار  يدين الهجوم الكيميائي الذي استهدف بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا، وطالب بإجراء تحقيق في أسرع وقت ممكن.

اقرأ أيضاً: إدانة لمجزرة «خان شيخون».. يموت الأطفال ويبقى الأسد

ويدعو مشروع القرار منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الى اعداد تقرير سريع عن مجزرة خان شيخون التي ادت حسب احصاء اولي الى مقتل 58 شخصا بينهم 19 طفلا و13 امرأة اختناقا، وإصابة 170 آخرين في قصف جوي استهدف البلدة التي تخضع تحت سيطرة المعارضة بالغازات السامة.

وفي حين نفى النظام السوري امس في بيان استخدام الاسلحة الكيماوية في قصفه، فان الدول الثلاث الكبرى اميركا وفرنسا وبريطانية اتهموا النظام الاسد بالمسؤولية عنها. وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستيفان دي ميستورا نبأ القصف الكيماوي “المروّع” الذي جاء من الجو. غير ان موقف روسيا كان حتى مساء الثلاثاء لا يزال مجهولا، بحسب ما أفاد دبلوماسيون.

وينص مشروع القرار على أن مجلس الأمن “يدين بأشد العبارات استخدام أسلحة كيميائية” في سوريا، ولا سيما في الهجوم الذي استهدف خان شيخون الثلاثاء، ويطلب من لجنة التحقيق التابعة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي لديها تفويض من الأمم المتحدة، أن تبدأ فورا العمل لتحديد المسؤولين عن هذا الهجوم الكيميائي.

فيما يطلب مشروع القرار من النظام السوري أن يسلم المحققين خطط الطيران وكل المعلومات المتعلقة بالعمليات العسكرية التي كان يقوم بها حين وقع الهجوم، كما يتعين عليه تسليم المحققين أسماء كل قادة أسراب المروحيات، وأن يفتح أمام المحققين القواعد العسكرية التي يمكن أن تكون استخدمت لشن الهجوم.

كما يتضمن مشروع القرار طلبا من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، بأن يرفع تقريرا شهريا حول ما إذا كانت الحكومة السورية تتعاون مع لجنة تحقيق دولية في استخدام أسلحة كيماوية في سوريا. ويهدد مشروع القرار بفرض عقوبات بموجب الفصل السابع من شرعة الأمم المتحدة.

مجزرة خان شيخون

إدانة دولية

تصريحات وزير خارجية أميركا ريكس تيليرسون المثيرة للجدل، التي أدلى بها قبل أيام في تركيا عن ان” مصير الأسد سيقرره الشعب السوري على المدى الطويل”، عرّضت إدارة ترامب لانتقادات حادة، حيث رأى السيناتور الجمهوري، جون ماكين، أن تصريحات وزير الخارجية الأميركي شجعت نظام الأسد وموسكو وطهران على ارتكاب هذه المجزرة بحق الشعب السوري.

فقد فرضت صور ضحايا المجزرة، التي ارتكبتها قوات نظام بشار الأسد في بلدة خان شيخون في شمال غرب سوريا، نفسها على المشهد الإعلامي الأميركي،واحتلت الشاشات وافردت لها مساحات اخبارية غطت على ما عداها من اخبار محلية وخارجية.

والواضح أن هذا الحضور الإعلامي القوي للمجزرة الجديدة، وتعالي الأصوات المنتقدة لصمت إدارة ترامب، وعدم مسارعتها إلى إعلان موقف، ضيق هامش المناورة أمام الإدارة وساهم بدفع الرئيس الأميركي ووزير خارجيته، ريكس تيليرسون، إلى إعلان موقف قوي في إدانة الجريمة، وحاسما في تحميل المسؤولية المباشرة لنظام بشار الأسد وحلفائه الروس والإيرانيين عن سقوط مئات الضحايا من المدنيين السوريين بأسلحة كيماوية. وكان لافتا الدور القوي الذي لعبته المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة، نيكي هالي، في الدعوة إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي.

اعتبر وزير الخارجية البريطاني يوريس جونسون في تصريح له من بروكلس أن “الأمر يتطلب عملية سياسية للتخلص من النظام السوري”، مشددا على أن “كل الأدلة تشير إلى تورط نظام الرئيس السوري بشار الأسد في القصف بغازات سامة على خان شيخون”.

كما دان وزير الخارجية الفرنسية، جان مارك ايرولت الهجوم، معتبرا أنه يشكّل “انتهاكا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية، وشاهد جديد على الهمجية التي يعاني منها الشعب السوري منذ سنوات”.

وعلى خلفية الهجوم الذي لاقى إدانات دولية واسعة، دعت فرنسا، على لسان وزير خارجيتها، إلى عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن الدولي.

اقرأ أيضاً: بالفيديو.. الغارات السامّة أسقطت الأطفال

إدارة ترامب وجهت أصابع الاتهام لإدارة الرئيس السابق باراك أوباما، واتهمته بالمسؤولية عن بقاء بشار الأسد بسبب تقاعسه عن معاقبة نظام الاسد عندما قصف غوطة دمشق عام 2013 وقتل المئات من الابرياء المدنيين، فاسحا المجال بعد ذلك للتدخل الروسي العسكري بعد التدخّل الايراني والمليشيات الشيعية لمصلحة النظام.

والسؤال هو هل يقدم ترامب على القيام بالمهمة التي كان على أوباما القيام بها قبل أربع سنوات؟

السابق
الأمين العام للأمم المتحدة: هناك حاجة ملحة لوضع حد للحرب في سوريا
التالي
عُقال الدروز منعوا الجبل من الإنجرار إلى فتنة درزية شيعية